لله ثم للوطن .. فاليتوقف الهزل حى على الفلاح حى على العمل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقينا .. نحن نعيش في تيه ممزوجا بالهزل ، الأمر الذى معه أستشعر أننا قد حل بنا غضب من رب العالمين سبحانه بما صنعناه بأيدينا ، تجلى ذلك بما ندركه من تجاوب مجتمعى مع الهزل ، والتفاهة ، والتدنى ، والإنحطاط ، وغض الطرف عما يبتغية الناس من إصلاح ، وماينشده المواطن من إحترام ، ومايتمناه كل البشر أن يكون واقعا حقيقيا في حياتنا لأن فيه السعاده ، إنطلاقا من ذلك كثيرا ما ينتابنى الآن الإحباط ، ويسيطر على نفسى الإنهزام ، تأثرا بالسلوك المستهجن لبعض الناس ، ومايروجه الإعلام ، ومايدفع به مغرضين لإلهاء الناس وإشغالهم عن المفيد لهم ، ومايتمنون أن يتحقق ليعم الرخاء كل الوطن .
تصدع بنيان المجتمع تأثرا بصفع المطرب عمرو دياب لأحد معجبيه لمحاولته إلتقاط صوره سلفى معه هكذا إستشعرت من الضجيج الذى أحدثه ذلك ، والصخب الذى صاحبه ، ولذلك دلالات مجتمعيه خطيره ، تكشف عن هذا القدر من السخافه التي طالت واقعنا المعاصر ، وتنامى الهزل وسيطرته على الشخصيه المصريه ، وكشف تضخيمها عن وجود محاولات لإلهاء الناس بهذا الهزل عن كافة القضايا وكل الموضوعات التي يمكن بمناقشتها أن يستفيد الناس ، وينعمون بالخير بعد تصويب الخلل ، وتعظيم ماينفع الناس ، تعاظم ذلك من هذا الوعيد الصادر من أسرة هذا الشاب الذى أراد إلتقاط السلفى مع المطرب حينما أكدوا أن ذلك سيؤثر على مسيرته السياسيه حيث أنه كان ينوى خوض إنتخابات مجلس الشعب ، لذا فإن رد الصفعه بالصفعه واجب لأنهم صعايده فى إساءه بتقديرى للصعايده الذين يمثلون لدى قمة الرجوله ، ورمز الشهامه ، وعظيم الخلق ، ونبع الإحترام ، وأصل الجدعنه ، لذا فهم أكبر من هذا السخف الذى تم تصديرها بشأن تلك الواقعه البغيضه ، نعم البغيضه لأن وقائعها منطلقه الهزل والتدنى ، وأطرافها لاقيمة لهم .
المؤسف بحق محاولة إظهار الشاب صاحب الواقعه بأنه ضحية هذا المطرب وكلاهما منطلقهم حفل غنائى لايعنى الطبقه المتوسطه التي باتت معدمه في شيىء ، ولاالمواطن البسيط الذى يكد ويتعب ليحصل على قوت يومه ويطعم أولاده ، وليس لديهم رفاهية المال أو الوقت أو حتى الحاله المزاجيه ان يتواجدوا وسط تلك الأجواء الدراماتيكيه التي يسعى إليها فئه بعينها ليسوا من نسيج المجتمع ، الكارثه أن تلك الواقعه التافهة بلا شك يحاول البعض الإنطلاق منها لإثبات الذات ، لذا يكون من المؤلم أن نرى من يشكل فريق من المحامين لمقاضاة هذا المطرب نيابة عن الشاب الضحيه الذى ذهب ” للهلس ” والغناء ، ونهره المطرب لأنه أراد أن يتصور معه سلفى ، وآخرين يرحبون بزيارة هذا الشاب المصفوع بالقلم على وجهه من المطرب وإستقباله إستقبال الفاتحين على أساس أنه ينتمى لأسرة صلاح الدين فاتح عكا ، وكان يستعد لتحرير غزه من الصهاينه الملاعين .
ياكل هؤلاء الوطن يمر بمنعطف خطير يستلزم تضافر الجهود ، للخروج من النفق المظلم إقتصاديا ومعيشيا ، كما يتعرض لتهديد إجرامى قادم من الصهاينه عبر رفح ، وصرخات أهلنا بغزه تمزقنا من الأحشاء ، وإعلامنا يروج لتفاهة صفع شاب من مطرب من أجل إلتقاط صورة سلفى ، ياأصحاب العقول ، والأفهام ، إتقوا الله في الوطن ، وإرفعوا صوتكم لتصويب الخلل ، وترشيد سلوك الناس ، الذين غفلوا عن معاناة المواطن الذى يئن من الوجع لضيق ذات اليد ، والمريض الذى يصرخ لأنه لايستطيع علاج نفسه بعد هذا الإرتفاع الجنونى في نفقات العلاج ، وإختفاء الدواء ورفع أسعار المتبقى منه ، لله ثم للوطن فاليتوقف الهزل ونقول حى على الفلاح حى على العمل .