إلا المرضى والمعدمين من الناس ياأسيادنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .
يقينا .. وطننا الغالى يمر بمنعطف خطير تأثرا بما يفعله الصهاينه الملاعين على الحدود ، وهذا أمر جلل يدركه كل المصريين لذا كان من الوطنيه أن يصطفوا جميعا عن قناعه خلف القياده السياسيه لمواجهة هذا الإجرام ، ويوضحوا وينبهوا مايرونه في حاجه لتصويب لتحقيق مزيدا من التماسك ، مزيدا من الترابط ، مزيدا من الإصطفاف ، تلك رؤيتى وقناعاتى أطرحها تناغما مع ضميرى الوطنى ، الذى يستقر لديه اليقين أنه ليس لنا وطنا غيره لذا ندافع عنه بأرواحنا ، وندفع عنه كل مكروه وسوء ، من يعتبر ذلك نفاقا فنعم النفاق ، رغم أننى يعلم الله تعالى أنه عبر مسيرة حياتى التي تكاد تصل لنهايتها تلك قناعاتى التي نشأت عليها طبقا لثوابت عائلتى العريقه منذ أن كنت صبيا قبل إمتهانى للصحافه قبل أربعين عاما مضت أشعر بالخجل إذا كتب القلم نفاقا ، أو إفتقدت الصدق حديثا ، أو إبتعدت عن تناول هموم الناس بصراحه ، يتعاظم ذلك كله أمام الشعور بالعجز عن تحقيق مايجعل المواطن مستورا ، هذا يجعلنى أقول بصدق أن القلب يئن من الوجع مما أرصده من أحوال البسطاء من الناس الذين أنا جزءا من كيانهم ، وأقيم في رحابهم حيث قاع الريف المصرى ، مرجع ذلك أننى لاأملك إلا سلاح القلم الذى فرضت الظروف أن أعيش في زمان أتحسس فيه الكلمات التي يخطها قلمى حتى لاتكون تكأه لمغرض لايعرف قيمة التعبير عن أحوال الناس بصدق ، وطرح همومهم بصراحه ، ليستقر حالهم ويكونوا فاعلين بالمجتمع لامحبطين ، داعمين لامتخاذلين ، خاصة وأن عضوية البرلمان لم تعد تحقق الغايات النبيله التي من أجلها يحرص المواطن على إختيار نوابه بالبرلمان ، بعد أن تلاشت الإراده الشعبيه ولم تعد سبيلا للإتيان بنائب بالبرلمان يعبر عن هموم المواطن ويناقش قضايا الوطن بصدق .
الحق أقول إن محاولات الإقتراب في العموم من الطبقه المتوسطه التي باتت معدمه ، وفى هذا التوقيت بالذات أمر يفتقد للحكمه ، ولايتحلى بالإنسانيه خاصة فيما يتعلق بالإقتراب من رغيف العيش ، يتعاظم ذلك ماسبق وأن شهده الواقع المجتمعى في الفتره الأخيره من لغط كبير وحاله من الجدل السوفسطائى مرجع ذلك توقف الدعم الخيرى والمتمثل في أموال ، أو أجهزه طبيه كان يقدمها أهل الخير لمستشفيات حكوميه كثيره ، لعل من إيجابيات هذا الجدل اليقين بذكاء المواطن الذى توقف عن التبرعات نظرا لأن الخدمة الطبيه أصبحت في تلك المستشفيات بمقابل مادى قد يكون أكبر من الذى تتقاضاه مستشفيات خاصه ، وبالتالي من الطبيعى أن تتوقف التبرعات ، يزيد على ذلك الإنتباه إلى القرارات الغير مدروسه والتي يتم إصدارها بعفويه مما يخلف كوارث كثيره ، بل وتفرض حاله من السلبيه على واقعنا الحياتى .
لست ضد أي إجراءات يتخذها أسيادنا بالحكومه لتجاوز معاناتنا الإقتصاديه ، شريطة أن تكون بعيده عن رغيف الخبز ، والفقراء والبسطاء والمهمشين ، وأرباب المعاشات ، أتصور أنه من الطبيعى أن تفرض الحكومه الضرائب على سكان الفيلات والقصور في الكمباونتات ، ومن يذهبون للمصيف بالساحل الشمالى أو شرم الشيخ والغردقه والأقصر وأسوان صيفا وشتاءا ، وهؤلاء الفنانين الذين يفتخرون بما يتقاضونه من ملايين كأجر في الأفلام والمسلسلات ، وفرض ضريبه إضافيه على من يسكن فيلا قيمتها 10 مليون جنيه ، أو شقه قيمتها 4 مليون جنيه ، أو لديه سياره بمليون جنيه ، أو شاليه بملايين الجنيهات ، وأن يتنازل النواب عما يحصلون عليه من البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ وجعله عملا تطوعيا بلا أي مقابل مادى خاصة بعد أن أصبح البرلمان مبتغى الباحثين عن الوجاهة الإجتماعيه ، لذا غالبيتهم العظمى من رجال الأعمال ويتبرعون بالملايين ، وينفقون مثلهم من ملايين ليحصلوا على عضوية البرلمان ، وتحويل تلك الأموال إلى ميزانية الدوله لتخفيف العبأ على المواطن الفقير ، ووقف نهج إلغاء الدعم على من تصل فاتورة الكهرباء قيمه معينه خاصة وأنه يتردد إقتراب رفع قيمة الكهرباء ، كنت أتمنى أن أسمع ذلك من الساسه ورؤساء الأحزاب والنواب حتى ولو بطرحه بلغة نرجوكم نتوسل إليكم ياحكومه إلا المواطن البسيط .
تأثرا بذلك كثيرا مايحاصرنى أهلى من بسطاء الناس بأسئلتهم الحياتيه البسيطه التى تبتعد عن التكلف ولايكتنفها الكلمات الفخيمه لعل أبرزها .. لماذا لم يعد يقتنع الناس بأى حديث لأناس كثر خاصة المشايخ والساسه وقادة الأحزاب ، وكذلك النواب حتى ولو كانت كلماتهم رائعه ؟ لماذا لم يعد يتفاعل الناس مع أى دعوه للمساهمه فى أعمال الخير او مساعدة الناس ؟ لماذا فقد الناس الهمه فى تقديم الخير ؟ كانت الإجابه واضحه وصريحه .. لأن الناس كل الناس شعروا أنه ليس لهم إلا رحمة رب العالمين سبحانه ، بعد ظاهرة كثرة الكلام ، وتنامى الشعارات وفقط ، دون مردود إيجابى يلمسونه فى حياتهم اليوميه ، وبوضوح دون أن يتفاعل أصحاب الشعارات ، والكلام المعسول ، بجعله واقعا حقيقيا فى حياة الناس ، يضاف إلى ذلك غياب القدوه ، وشعور الناس أن من أصدر تلك القرارات خاصة تلك التي لها علاقة بصحة المواطن ، ورغيف الخبز وكل أصحاب هذه المدارس ماهم إلا بشر يعيشون منفصلين عن واقع الحياه .
أتصورأن تقديم يد المساعده وفورا للمحتاجين خاصة فى هذه الأيام الصعبه الذى تنامى فيها الغلاء أفضل ملايين المرات من خطبه على المنابر عن فضائل الأعمال ، أو حديث لسياسى أو نائب عن الطبقه الكادحه ، بل وأكثر تأثيرا عند الفقراء من أروع العبارات ، وأعذب الكلمات التى لامردود عليها سوى مصمصة الشفاه ، أتصور أن مساعدة المرضى من المعدمين حقا له وجوه عده فقد يكون بعلبة دواء ، أو بثمن أشعه ، أو بالتنازل عن قيمة تحليل كما يفعل دائما الكرام من الأطباء الذين يتمتعون بقدر كبير من الإنسانيه ، أو علاج مريض فقير دون تقاضى مليما واحدا كما يفعل دائما أطباء أفاضل أعظم ملايين المرات من الكلام عن أى إنجاز طبى حتى ولو حقيقى ، وأيضا إن إنصاف مظلوم مقهور لايجد من يدافع عنه لفقره الشديد ، وتغول جار ظالم عليه ، أو تعرضه للظلم من رئيسه فى العمل ، أكثر تأثيرا عنده من الحديث عن العدل والعداله ولو فى الإسلام ، إن جبر خاطر المنكسرين نفسيا ، وتطييب خاطرهم بالطيب من الكلام ، وإسداء النصيحه الصادقه ، والخالصه ، والفاعله ، واليقينيه ، للحيارى لايقل ثوابها عند رب العالمين من العبادات ، وأن التناغم مع هموم الناس أفضل ملايين المرات من ذكر المشايخ المآثر والقصص التى ترقق القلوب ، ليدرك الجميع أن الباب الوحيد لقلوب الناس ليس بالكلام إنما بالأعمال الطيبه الصالحه التى يلمسها البسطاء ورقيقى الحال والفقراء فى حياتهم اليوميه .