تهميش القامات ، وإستبعاد أصحاب الخبرات ، منعطفات فى مسيرة العطاء الوطنى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتصور أن المناخ السياسى العام يتسم الٱن بالهدوء ، ويبتعد عن التناول الإستقطابى ، نظرا لعدم وجود أي فعاليات إنتخابيه نقابيه كانت أو برلمانيه ، أو حتى عماليه ، الأمر الذى معه نستطيع أن نسمع بعض ، ونتحدث بصدق مع بعض ، ونقول الحقيقه لبعض عبر حوار محترم ، ولعل أروع مافى هذا الحوار المنشود والمأمول هذا الذى يبتعد عن التكلف ويتسم بالمصداقيه ويفرضه الشباب النقى عبر جلسات المصاطب في الريف ، أو دردشات مراكز الشباب ، أو سهرات الكافيهات بالنسبه للمثقفين ، لأن حوارات القاعات المكيفه ، والمكاتب الفخيمه التي يتصدرها مرتدين البدل الفخيمه ، والذاهبين إليها بالسيارات الفارهة فقدت قيمتها بالكليه ، أمام بساطة ملتقيات الحوارات ورغم تلك البساطه التي يكتنفها اللقاءات فإن آليات ومضامين ونهج الحوارات أراه من الضرورات في ظل هذا الهدوء السياسى والحزبى ، وإختفاء التناول الإستقطابى تأثرا بماخلفه الحشد الشعبى ضد الإجرام الصهيونى ومايرتكبونه من مجازر بحق إخواننا بغزه فى زمن مات فيه ضمير العالم .
يبقى أننى شاركت الشباب رؤيتهم إنطلاقا من أهمية الإتزان السياسى ، والعمق الحزبى ، والحوار الموضوعى الخالى من الطبل والزمر ، و النفاق ، والإمعان فى التذلل ، وطرح الأمور بفجاجه لأن ذلك يتنافى مع المنطق السليم والعقل الرشيد ، أو يقتنع به طفل صغير ، وكذلك إتفقت معهم على كارثية التقزيم التى طالت كثر فى بلاط صاحبة الجلاله ، الأمر الذى معه لم يعد لكتاب كثر قارىء يقتنع بما يطرحونه ، فباتوا يكتبون لأنفسهم دون أن يلتفت إليهم أحد ، فحرم الوطن من إبداعاتهم ، وعمق آرائهم ، وكذلك سيدركون خطورة الشعارات ، والخطب الرنانه التى تتصدر المؤتمرات ، فى محاولة لتعميق أن الحزب القريب من السلطه يتولى أمره ملهمين يتلقون الوحى من السماء ، وهذا يكون محل سخريه وإستهزاء من الشباب وفقدان للوجود الشعبى الحقيقى حتى وإن أحدث النشاط الحزبى للمسموح بهم ضجيجا مستمرا ، رغم أن به قيادات رائعه على مستوى المسئوليه ، وأصحاب رؤيه حقيقيه بل ويستطيعون بفكرهم فرض وجود حقيقى ومؤثر فى مجريات الحياه مبنى على أسس لأن لديهم المقومات لذلك .
تعجب الشباب عندما قلت لهم أننى أتصور أن من أعظم الأخطاء الكارثيه التى سيتأثر بها الوطن لعقود تهميش القامات ، وإستبعاد أصحاب الخبرات ، وإفساح المجال للشباب بلا خبره ، الأمر الذى إفتقدوا معه قيمة التوجيه ، وأهمية تصويب المسلك وحتى الفهم ، وبات يستطيع أى أحد أن يوجههم كما يريد بعد سلب إرادتهم ، وجعلهم بلا رؤيه دون إدراك أن أصحاب الخبرات كنوز مجتمعيه بحق لو تم التقارب معهم عبر حوار محترم ، وكارثية الإقصاء الذى يتعرضون له ، والتهميش الذى يلاحقهم ، للإتيان بجيل ينطلق من ” سمع هووووس ” ، وليس أدل على ذلك من مصيبة النهج الذى تم التعامل به مع القامات الرفيعه وأصحاب الخبرات من المحررين البرلمانيين ، والذى أفقد الصحافه البرلمانيه قيمتها ، وبدد نهجها ، وسحق تاريخها ، بدل أن يتم الإنطلاق بخبرات من فيها إلى ٱفاق المستقبل ، إنطلاقا من تواصل الأجيال الذى هو أساس الحياه ، حتى لاتشيخ الدوله ، أو يلاحق التقزم من يتم الإتيان بهم عبر نهج السمع والطاعه .
قلت للشباب بصدق ووضوح أن إحترام كل أجهزة الدولة خاصة الأمنية ، فى القلب منهم المسئولين لقيمة الدور الوطنى الذى يؤديه الساسه المنتمين للأحزاب القديمه وحتى الحديثه بعيدا عن دائرة الضوء ووهج التطبيل ، وما تؤديه الأقلام الشريفة ، والوطنية ، والتى تطرح رؤيه صادقه تضيف لهذا البلد كثيرا ، وذلك فى إطار من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، وإحترام الصحفيين لمهنتهم ، وأقلامهم ، والزود عنها كل مكروه وسوء ، وعشقهم لهذا البلد ، وعدم القبول بأن يكونوا خداما وعبيدا فى بلاط السلاطين ، صمام أمان للإستقرار ، والتقدم ، وسبيلا لإحداث راحة يقينيه لدى الشباب .
خلاصة القول ماقلت به للشباب بصدق وعن قناعه أن حتمية المشاركه الفاعله ، والإيجابيه ، فيما يجرى بالوطن من حوار وطنى باتت من الضرورات عند كل المعنيين بهذا الحوار ، كما أن تحمل أمانة القلم أحد أسمى وأنبل مايتمناه الإنسان ، لذا وللمرة المليون لن يكون فى صالح أحد أن تقصف الأقلام ، أو تحجب الحقيقه ، أو يمنع صحفى من أداء رسالته بأى صوره من الصور ، وتحت أى زعم . وليفهم الجميع أن التردى ليس فى طرح رؤية تعجب البعض من الذين إعتادوا على أن تكون الأقلام قد تم برمجتها على المديح لهم حتى فى تناول خطاياهم كبشر وإخفاقاتهم الناتجه عن عمل ، والإخفاقات ، والعمل على وأد الرأى الآخر ، وتعميق الأحاديه .