بقلم أحمد الجعفري
قطب الصوفية الشيخ أحمد رضوان، كرمه الأزهر وبدء حياته بمهنة الزراعة، والصوفية كانت طريقة ومنهج وليس سبيلاً للتكسب ولا وسيلة يسترزق بها، ولد الشيخ بقرية البغدادي (مركز الأقصر – محافظة قنا – جمهورية مصر العربية) في الثامن والعشرين من ربيع الأول عام (1313هـ) الموافق السابع عشر من شهر سبتمبر (1895م)،
كان الشيخ مالكي المذهب لكنه درس كتب الأئمة الأربعة وأفتى على المذاهب كلها وكلمات الشيخ ومواعظه وطريقته في بيان معاني الآيات القرآنية وشرح الأحاديث النبوية.
أخذ الشيخ أحمد أبو رضوان، منهجه في التصوف من الطريقة السمانية عن والده رضي الله عنه،
و أخذ الطريقة الأحمدية الإدريسية عن الشيخ أبي القاسم بحجازة، أخذ الطريقة الخلوتية عن العارف بالله الشيخ محمد عبد الجواد الدومي، ثم جددها على يد خليفة الشيخ الدومي العارف بالله الشيخ محمد الرملي
، ولم تكن الطريقة الخلوتية عند الشيخ أحمد رضوان سبيلاً للتكسب ولا وسيلة يسترزق بها كما يفعل أدعياء التصوف بل كانت منهجاً تربوياً لتربية المريدين.
منذ صغره عمل رضوان بالزراعة لأنه مومن بأن التصوف الحقيقي بذل وعطاء وكد وتعب، ثم عمل بالتجارة
وهذا يقين العارف بحاجته في الدنيا والفاهم لمزيد عطاء الله يوم القيامة
، وكان راضياً بعطاء الله له مكتفياً بما يرزق حتى إنه كان يبيت الليل جائعاً تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفاض الله عليه من جوده ومنّ عليه من فضله فما احتجز شيئاً لنفسه ولا أبقى مدّخراً لأهله.
وكانت يداه أسرع بالبذل والعطاء فعرف الفقراء سبيلهم إلى موائد الطعام عنده يجلسهم بين يديه ويغرف عليهم من كرم ربه عليه،
ولم يفرق رضي الله عنه في مجالس الطعام بين غني وفقير ولا صغير ولا كبير،
وحظي الشيخ بتقدير كبير من كبار علماء الأزهر لما لمسوا فيه من غزارة علم وكريم خلق فعرفوا له قدره.