نعـــم .. وفدى حتى النخاع لديه رؤيه لاتحمل قداسه لذا فهى قابله للتغيير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعلها فرصه أن أتعايش مع الماضى ، إنطلاقا من إحدى زواياه السياسيه ، والتي تكمن في تناول زعماء الوفد ، ورموزه وقياداته خروجا من ضبابية المشهد السياسى ، والتردى الحزبى ، وتراجع الأداء البرلمانى ، وذلك قبل أن يتلاشى في يقين الشباب التاريخ العظيم للقاده والساسه في وطننا الغالى ويفقد القدره على أن هذا الوطن الغالى خرج من رحمه جيلا بعد جيل زعماء وقاده ومناضلين في القلب منهم رمز عائلتى الفريق بطل حرب أكتوبر الفريق سعد الدين الشاذلى إبن بلدتى بسيون وفخر هذا الوطن الغالى ، حيث يرجع أهمية ماأطرحه أنه ليس نقلا من صفحات التاريخ ، أو طرحا لمعاصرللأحداث ، إنما هى شهادة صدق لكاتب صحفى بات من جيل الرواد بنقابة الصحفيين ، وسياسى راصد عن قرب للوقائع ، ومحلل دقيق لمجريات الأمور من خلال معايشة دقيقه إنطلاقا من خلفيه سياسيه ممزوجه بالتخصص الصحفى في الشئون السياسيه والبرلمانيه والأحزاب ، لذا بات مايطرحه جزءا من التاريخ .
أنا أكتب عن آخر الزعماء التاريخيين فؤاد باشا سراج الدين الذى أحببته طفلا ، وتتلمذت شابا على يديه سياسيا ، أنا أكتب عن الوزير الوفدى عبدالفتاح باشا حسن النائب الوفدى عن بلدتى بسيون بالبرلمان والذى كان يزلزل المحاكم بمرافعاته ، والذى أتشرف بأن كنت النائب الوفدى عن بلدتى بسيون إمتدادا لشخصه الكريم ، أنا أكتب عن رجال الزمن الجميل العملاق وأستاذ الأجيال الكاتب الصحفى الكبير مصطفى شردى الذى كان يتوضأ عند كل مقال لذا كانت حروف كلماته تدك حصون الفساد دكا من فرط مصداقيتها ، أنا أكتب عن المؤرخ العظيم ، والكاتب الصحفى الكبير أكرم من عرفت فى حياتى أستاذى ووالدى جمال بدوى إبن بلدتى بسيون ، أنا أكتب عن الصحفى الرصين العاقل الأستاذ عباس الطرابيلى ، أنا أكتب عن أستاذ كتابة الخبرالصحفى القوى صاحب الإنفرادات وصاحب العصفوره سعيد عبدالخالق ، جميعهم رحلوا عن دار الباطل إلى دار الحق ورحل بعض أبنائهم ، لذا فإن الكتابه إنطلاقا من شموخهم أراه من الواجبات المستحقه حتى لايقال لقد إنعدم الوفاء ، ولايوجد في الوطن عظماء ، إذن أنا أكتب عن أموت وليس أحياء ، يعنى لاشبهة نفاق فيما أكتب .
لمن قالوا أين الوفد وأين أنا منه ؟ قلت لهم الوفد ضمير الأمه ، شاء من شاء وأبى من أبى ، الوفد ملاذ البسطاء والفقراء والمهمشين ، الوفد مدرسة الوطنيه ، الوفد ثورة 19 ، الوفد سعد زغلول ومصفى النحاس وفؤاد سراج الدين ، الوفد يمرض لكنه لايموت ، الوفد في أعماق الكيان وواقع الحياه حتى وإن إنزوى من فيه إلى ركن ركين طبقا لطبيعة المرحله ، وبات فيه الصمت فضيله تأثرا بمناخ عام سياسى لايشجع على الإنطلاق بالأفكار والآراء والأداء تأثرا بما مر بالوطن من أحداث ، وهذا طبيعى ولاضير فيه لأنه حزب تاريخى قائم على أسس موضوعيه ، وركائز ثابته ، ومفاهيم وطنيه راسخه ، وحقيقيه تتسم بالمصداقيه وتتحلى بالشرف الوطنى ، وليس المنفعه والمصلحه ، ولايعيبه أن يتعرض للعبث ، ويحاول إغتياله الفاسدين ، ولايعيبه أن يتاجر به البعض ، لكن فى النهايه لايصح إلا الصحيح .
أما أنا فقناعتى بالنهج الوطنى للوفد قناعة وجود ، حتى وإن كنت قد أخذت خطوات للخلف لأحافظ على تاريخى السياسى الذى سجلته بالعرق والكفاح والنضال ، وإحترامى لنفسى لأننى لست من حملة المباخر الذين بلا مبدأ ، ولامن هؤلاء الذين يبحثون عن دور حتى ولو مسكوا الصاجات والطبله إمعانا فى النفاق ، أنا أمارس سياسه بنظافه ووضوح ، أتحالف بإخلاص مع أى تيار سياسى طبقا لطبيعة المرحله ، وذلك لتحقيق غايه كما تعلمت من فؤاد باشا سراج الدين ، وليس تحالف إنصهار ، قد لاأكرره إذا ثبت فساد الغايه وضآلة المنهج ، وتدنى السالكين .
توقفت كثيرا وطويلا أمام ماجاء فى مجمل الحوار من تعجبهم من علاقاتى المتشعبه والمتعدده مع الجميع ساسه ومسئولين ، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، وحتى المستقلين وأصحاب الفكر الإشتراكى ، ومن هم على العكس من أصحاب التوجه الدينى ، لأن الصحفى باحث عن الحقيقه ليس إبن تيار بعينه ، بل إنه يخلع رداء الحزبيه عندما يطرح رؤيه تتعلق بالوضع السياسى العام والحزبى إمعانا في المصداقيه والتجرد ، وتعميقا للثقه ، والقائمه على التقدير والإحترام لكل الآراء والأفكار والتصورات دون مصادرة لأى رأى ، وتقديرا للرأي والرأى الآخر القائم على الموضوعيه والإحترام والحجه والبيان ، ولتحقيق ذلك لابد وأن يكون للصحفى شبكه قويه من العلاقات منطلقها الثقه والإحترام ، والتي قد تصل إلى الصداقه مع كل الرفقاء ، لأننى أمتهن مهنة الصحافه حتى وإن كانت تمثل لدى رساله ، وهذا يعنى أننى صحفى والصحفى بلا علاقات يكون صحفى فاشل ، وأننى كصحفى قبل أن أكون منتمى لحزب سياسى ، ونائب بالبرلمان ، لى علاقات وإتصالات لأنها الباب الرئيسى لتحقيق السبق الصحفى ، وتعلمنا من أستاذنا مصطفى شردى أن الصحفى الذى لايضيف كل يوم لأجندة تليفونه صديقا جديدا من أى إتجاه يكون صحفى فاشل ، يضاف إلى ذلك أننى قد يكون لى رؤيه لكنها ليست مقدسه لذا فهى قابله للتغيير طبقا للمعطيات ، وقد يكون لى إنحيازا لمجموعه لكن يبقى من المهم التوضيح أن هذا الإنحياز من الطبيعى أن يتم مراجعته عندما أدرك أن هذا الإنحياز إفتقد للرؤيه ، لذا كان ماأراه طبيعيا لأننى أنتمى إلى الزمن الجميل ، زمن كان النائب فيه كتفا بكتف مع رئيس الوزراء كما سبق وأن كتبت ، وتاريخيا كنت نائبا صنيعة شعب ، لذا لايليق بى أن أدخل البرلمان بغير الإراده الشعبيه .. على أية حال طرحت ماطرحت حسبة لله والوطن ، ويقينا أن مصر التاريخ والحضاره مصر الوطن الغالى ، مصر القدوه ، لن يعدم فيها المخلصين الذين يعملون على رقيها ورفعتها وتصويب مسلك السالكين فيها .