كتبت : شهد عصام
توصلت دراسات مختلفة أن تقييد السعرات الحرارية يمكن أن يساعد الناس على العيش عمراً مديداً، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن هذا النظام الغذائي يلعب دوراً أكثر تعقيداً في عملية الشيخوخة.
وقال وايلون هاستينغز، المؤلف الرئيسي للدراسة وباحث ما بعد الدكتوراه، في بيان: “هناك العديد من الأسباب التي تجعل تقييد السعرات الحرارية قد يطيل عمر الإنسان، وما يزال الموضوع قيد الدراسة. وإحدى الآليات الأساسية التي يتم من خلالها تمديد الحياة تتعلق بعملية التمثيل الغذائي في الخلية”.
تابع الباحثون في ولاية بنسلفانيا مجموعة من الأشخاص اتبعوا نظاما غذائيا محدود السعرات الحرارية لمدة عامين، ولاحظوا أنه في البداية، بدت عملية الشيخوخة لديهم وكأنها تتسارع بالفعل. ولكن بعد السنة الأولى، تباطأت هذه العملية.
وعلى وجه التحديد، نظر الباحثون إلى طول التيلومير كمقياس لهم. والتيلوميرات هي تسلسلات متكررة من الحمض النووي موجودة في أطراف الكروموسومات. والكروموسومات هي الهياكل الموجودة داخل خلايانا والتي تحتوي على معلوماتنا الوراثية.
وأوضح هاستينغز لمجلة “نيوزويك”: “عندما يتم استهلاك الطاقة داخل الخلية، فإن النفايات الناتجة عن هذه العملية تسبب إجهادا مؤكسدا يمكن أن يلحق الضرر بالحمض النووي ويؤدي إلى تحطيم الخلية. وعندما تستهلك خلايا الشخص طاقة أقل بسبب تقييد السعرات الحرارية، يكون هناك عدد أقل من النفايات، ولا تتحلل الخلية بالسرعة نفسها”.
ولتجديد الخلايا، يجب نسخ الحمض النووي إلى خلايا أحدث. ويتم تغطية كل شريط من الحمض النووي المنسوج بما يسمى التيلومير، وفي كل مرة يتضاعف الحمض النووي لإنتاج خلايا جديدة، تصبح تلك التيلوميرات أقصر.
ويستخدم الباحثون طول التيلوميرات لقياس العمر البيولوجي. ويمكن أن يؤثر العمر الزمني والإجهاد والمرض على طول التيلومير ويقصره بسرعة أكبر. لكن هؤلاء الباحثين يعتقدون الآن أن العلاقة مع النظام الغذائي أكثر تعقيدا بعض الشيء.
وفي هذه الدراسة، قارن الباحثون بيانات الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا مقيد السعرات الحرارية مع بيانات أولئك الذين لم يتبعوا نظاما غذائيا مقيد السعرات الحرارية. وبعد عام واحد، رأوا أمرا مفاجئاً: طول التيلومير كان يتقلص بشكل أسرع من المجموعة الضابطة. وبعبارة أخرى، يبدو أن تقييد السعرات الحرارية “يسرع” الشيخوخة على المستوى الخلوي في البداية. ولكن خلال السنة الثانية تغيرت الأمور.
وقال إيدان شاليف، الأستاذ المساعد في الصحة السلوكية الحيوية في ولاية بنسلفانيا، والذي أجرى بحثا في هذا المجال لسنوات، في بيان: “لقد افترضنا أن فقدان التيلومير سيكون أبطأ بين الأشخاص الذين يقيدون السعرات الحرارية. وبدلا من ذلك، وجدنا أن الذين يقيدون السعرات الحرارية فقدوا التيلوميرات بسرعة أكبر في البداية ثم ببطء أكثر بعد استقرار وزنهم”.
وتابع شاليف أن النتائج أثارت العديد من الأسئلة. على سبيل المثال، قد لا يكون العامان كافيين لمعرفة ما إذا كان النظام الغذائي يعمل بالفعل على إبطاء الشيخوخة. بمعنى آخر، قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للقول بشكل قاطع أن تقليل السعرات الحرارية سيؤدي إلى حياة أطول.