متى ننتبه أننا وكل مافى الحياه الى زوال .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رحل النبيل عاطف دعبس بعد رحله من العطاء في بلاط صاحبة الجلاله بحثا عن الحقيقه ، واليوم مساء أتلقى فيه وجموع الصحفيين رفاق دربه العزاء ، رحل بعد أن أعطى بصدق ، ومارس المهنه بشرف ، وناضل من أجل إرساء الحقيقه واقعا في الحياه ، رحل وتركنا نغوص في أوحال الضلالات في مجتمع فقد كثر فيه الصواب ، رحل وتركنا نصارع الواقع المرير بكل مافيه من ترديات ، ودعنا بتغريده قبل رحيله بساعه لعل ذلك يذكرنا أننا في لحظه سنفارق الأحباب ونودع الأحباب ونكون ذكرى يتناقلها الأجيال ثم يطوينا النسيان .
منذ أدركت نعمة رعاية أسيادى من المرضى وأنا لم تعد الحياه تمثل لدى أي معنى ، ولم يعد يشغلنى مباهجها ، ولم أعد أتوقف كثيرا أمام منعطفاتها ، ولم يعد يهزنى صاحب سلطه ، أو أنشغل بمن يبحثون عن المناصب ، ويكنزون الأموال ، ويظنون أنهم مخلدون في هذه الحياه ، وأجد هذا بالنسبه لى طبيعى لأننى كيف أنشغل بترديات البشر ، أو زهو المنصب ، وأنا أستعد للرحيل بعد أن أصبحت أنتمى إلى جيل جميع من فيه فقدوا القدره على الدخول في صراعات من أجل المناصب أو الأموال .
حتى الإحساس بالراحه وقيمة الزهد في الدنيا بات يتعجب منه الأصدقاء لكنهم سرعان مايدركون كيف أنها من النعم التي ينعم بها رب العالمين على العباد ، خاصة عندما تعايشوا أحوال أحد الذين كان يهتز عند سماع إسمه القاصى والدانى خشية من جبروته ، أو أملا أن يضعهم في مكانا رفيعا ، ويوما بكى من أجل من رحل من أهله القاصى والدانى بل ووقف النواب يتلقون العزاء على سبيل المجامله ، ثم في لحظه يفقد المنصب ويرحل له قريب عزيز لكنه وقف وحيدا يتلقى العزاء بعد أن إنفض من حوله من كانوا يلتفون حوله ويعتبرون مجرد أن ينظر إليهم بعين الرضا يكونوا قد إمتلكوا كل الدنيا .
تعالوا ننعم بالسكينه والراحه ، ونعظم الفضائل ، ونتعايش مع الحقيقه التي تقول جميعا راحلون ولن يخلد أحدا في هذه الحياه كائنا من كان ، رئيسا أو مرؤوسا ، وزيرا أو خفيرا ، سيدا أو خادما ، شابا أو عجوزا ، تعالوا نحتضن الذات ، ونقترب من الأحباب ، ونقدم الخير ، ونسعى في قضاء حوائج الناس ، ونرعى مرضانا ، ونزود عن أهلنا كل مكروه وسوء ، ولنترك سيرة طيبه ، يتنا قلها الأجيال أملا أن نجد من يدعى رب العالمين لنا بالرحمه والمغفره ، ومن يسير على دربنا إبتغاء مرضاة الله ، وليكن رحيل النبيل عاطف دعبس جرس إنذار لنا ألا تأخذنا الدنيا ونعيش في تيه . أدعو الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته .