الآن يتعين على رجال الأعمال رعاية المستحقين من الفقراء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التسول ظاهره مرضيه باتت مقلقه بعد أن تنامت وتوغلت فى كل ربوع الوطن ، فى القلب منه بلدتى بسيون وبات يتصدر مشهدها هؤلاء الذين يحاولون إقناعنا أنهم بؤساء فقراء لاحيله لهم للعيش ولامصدر رزق ، قولا واحدا يحرك هؤلاء جميعا من خلف ستار أباطره ، ويتحكم فيهم عتاة الإجرام الذين قسموا كل البلدان مناطق هم فيها أصحاب نفوذ لذا أطلقوا فيها من هم تحت ولايتهم ، وهى تكشف عن إنهيار جسيم طال الشخصيه المصريه ، وشرخ كبير مزق مكون المجتمع المصرى حتى جعله أشلاءا ، خاصة بعد أن إمتدت تلك الظاهره للقرى ، وغاصت فى أعماق النجوع ، وإنتشرت أمام المساجد وفى المستشفيات ، وبدأت فى الإنتشار على إستحياء فى بداية شهر رمضان الكريم ، وتوحشت فى نهايته ، وبات المتسولين يطاردون الناس فى الشوارع في الأيام العاديه يتزايد ذلك في الأعياد .
أخذ هذا التسول أشكالا مختلفه ، وأنماط سلوك متعدده ، وأبدع المتسولون في طريقة الشحاته القائمه على خداع الناس ، من خلال العبث بعواطفهم ، لعل آخرها ماأدركته داخل أروقة مستشفيات جامعة طنطا حيث تسير المتسوله بين المستشفيات تناجى ربها بصوت لايسمعه إلا من يسير بجوارها حيث يتواجد أهل المرضى بكثافه حتى يتعاطفون معها ، وتتعجب عند إستجابتهم في خداع وكأن الله إستجاب لها ، وكذلك أن نجد من يقف فى وسط المسجد بعد صلاة الجمعه ، أو التراويح في رمضان ويتحدث حديث مؤلم بشأن حالته الصعبه واسرته يستدر بها عطف الناس خاصه عندما تكون لهجته ليست مصريه ، وتلك السيدات اللائى يقتحمن المجالس حيث التجمعات في الكافيهات ، والمحلات ، ويطرقن أبواب المنازل ، ويتمسكن بلا خجل بإلحاح أن تحصلن على مساعده ماديه ، وكذلك فى المقابر ، وهؤلاء الذين شاءت إرادة الله أن يكونوا مبتورى الأرجل ، أو الأيدى ، أو به عله جسديه .
الأخطر أن هناك قرى بعينها بمحافظات بذاتها إحترف كل من فيها التسول ، وينطلقون منها ، لذا كثيرا ماوجدت سيارات ميكروباص قادمه لبلدتى صباحا ينزل منها المتسولين والمتسولات والأطفال ، يعملن طوال اليوم وفى المساء تأتى السيارات تنقلهم حيث أتوا . المؤلم أن الذى يتصدر تلك الظاهره كبار السن ، والأطفال ، وسيدات يرتدين النقاب ، حتى لايعرفهن أحد فى إساءه للنقاب كمظهر إسلامى ، ونظرا لأن أغلب المتسولين من السيدات وجدنا من وضعت إبنها على كرسى متحرك إدعاءا أنه مريض ، ومن تبكى حالها للجالسين ، أو المسافرين بالأتوبيسات ، أو القطارات ، بل إنهن يتجولن في الشوارع والحوارى والأزقه .
أتصور بمنتهى الموضوعيه والإنسانيه أن التصدى لتلك الظاهره المريبه والقضاء عليها ليس بمطاردة هؤلاء فى الشوارع ، والميادين ، وأمام المساجد ، وفى المقابر ، إنما فى قيام الأجهزه الأمنيه بالتحفظ عليهم جميعا بمنتهى الإنسانيه بالتعاون مع مديرية الشئون الإجتماعيه ، ووضعهم معززين مكرمين في دار رعايه ، وإخضاعهم جميعا حاله حاله للدراسه والفحص كل على حده ، من خلال محل إقامتهم ، فمن يثبت أنه يستخدمها كحرفه للتكسب وليس كما يدعى فقير ، أو أن هناك من يستخدمه يتم إتخاذ الإجراءات القانونيه حياله ، ومحاسبته بالقانون ، ومن ثبت فعلا أنه فى حاجه للمساعده ، تتولى الشئون الإجتماعيه صرف معاش له ، بالتعاون مع رجال الأعمال كل في منطقته ، ويتم توجيه رجال الأعمال أيضا والميسورين لتهيئة مسكنهم مبنى وأجهزه ، بحيث يكون لائق للعيش الكريم ، وتدبير مشروع لهم يتعايشون منه ومتابعتهم كما تفعل الأورمان وغيرها من صانعى الخير .