رغم كل شيىء فإن مصر العظيمه عصيه على الإنكسار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نودع رمضان المعظم إنطلاقا من جمعته الأخيره ، يطيب لى في تلك الأجواء الروحانيه أن أتعايش مع الإيمان ، وأستحضر الكيان ، منبها لحقيقة الحياه ، والتي فيها يتعاظم التطاحن ، ويتنامى الشجار ويبدع أصحاب النفوس المريضه للكيد لإخوانهم ، وتنامى تلك الحاله من القسوه التي سيطرت على سلوكيات الناس وتعاملاتهم ، وتعاظم تلك الغيبوبه التي يعيش فيها كل البشر بالبعد عن منهج الله تعالى ، وهذه المكائد التي تحاك بلاشفقه ولارحمه وأصبحت قاسم مشترك في السلوك الفردى والجمعى ، وتلك الحاله من الأكاذيب التي يتعايش معها بنى الإنسان ، لذا يتعين علينا أن ننتبه أنها الحياه التى ندور فى فلكها ، ونسعى فى دروبها وننسى أنفسنا لكننا فجأه نجد أنفسنا أمام حقيقة الموت وذلك من خلال رحيل حبيب ن أو مرض صديق ، فنزهد فى كل شيىء حتى الإستمتاع بالطعام ، وقضاء وقت طيب فى محاولة لإراحة الوجدان ، ولملمة شتات الجسد الذى أرهقه الجهد المبذول .
ونحن نودع رمضان لايجب أن نودع معه حديث الصدق والقرب إلى الله تعالى بالطاعات لعله عز وجل يشملنا برحمته ولتحقيق تلك الغايه النبيله لابد وأن نعترف أننا مسلمين في البطاقه وفقط ، ومانؤديه من عبادات لاتحرك مابداخلنا حتى أصبحت مجرد طقوس لايستشعرها أحد ، وإلا ماتفسير مايحدث بالمجتمع من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان ، يبقى أننا مازال أمامنا فرصه ننفض فيها عن كاهلنا غبار التردى ، وقسوة الأيام ، وضلالية الفكر ، وإنحراف السلوك ، لذا علينا أن نبدأ ولو بجبر الخاطر ، وإحتضان الضعيف ، ومساعدة المحتاج .
تلك الأجواء الإيمانيه التي يعلم الله تعالى أنها تتسم بالصدق ، وتتحلى بالشفافيه أنطلق منها للتأكيد على أننى لست متشائما ، بل متفائلا لأبعد مدى يمكن أن يتخيله أى أحد بأن المستقبل سيكون مشرقا رغم كل شيىء ، رغم المعاناه المعيشيه الذى أصبحت أتعايش معها كمواطن وبحكم إقترابى من الناس ، ورغم هؤلاء الكثر من منعدمى الإحساس ، فاقدى الإنسانيه ، ورغم مايحدث من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان إستغلالا لسلطه ، أو إعتمادا على مال ، ورغم أن الناس نسوا أن للكون رب ، وأنه جل فى علاه حكم عدل ، ورغم المعاناه المعيشيه للناس ، وضيق ذات اليد ، وشعور أصحاب المعاشات بالقهر ، والهوان ، لأننا جميعا كبشر لاقيمة لنا ، ولاإعتبار لوجودنا فى هذه الحياه إلا فى معية رب العالمين سبحانه ، لأننا وهذه الدنيا التى نعيش فيها ، والأرض التى نقيم عليها لاتساوى عند الله جناح بعوضه .
يقينا .. الوطن له رب يحميه ، لكن يبقى علينا أن نأخذ بأسباب الزود عنه حسبة لله تعالى ، وحتى نعذر أمامه عزوجل يوم الحساب ، من خلال التمسك بالثوابت ، والحفاظ على القيم ، ونشر الفضائل ، وترسيخ الحقيقه فى أعماق النفس ، وقول الحق فى ثبات وإحترام بلا تجاوز أو شطط .
تبقى كل تلك الأمور أسباب ، وسيبقى اليقين راسخ أيضا أن مصر العظيمه عصيه على الإنكسار ، وهذا الوطن الغالى فى معية رب العالمين سبحانه ، لذا سيفشل بإذن الله أى أحد يريد النيل من الوطن ، أو الدين ، أو الشعب ، أو الإرادة الوطنيه ، مهما كانت الطرق ، والأساليب ، والإبداعات الشيطانيه التى ينطلقون منها .، ياأيها الناس ثقوا فى ربكم ، وإعلموا أنه عز وجل لن يجعل تقدم الأمه عبر إرتكاب الرذائل ، أو تصدير الموبقات ، وعشق الشهوات ، وظلم العباد ، إنما عبر الموده ، والرحمه ، والعدل .