فى رمضان تتجلى الصداقه الممزوجه بالمحبه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أياما باقيه على رمضان الكريم كل عام وأنتم بخير ، يبقى من الأهميه التوقف مرحليا عن تناول أمور الحياه ، خاصة مايتعلق بالشئون السياسيه ، وواقعنا المعاصر الذى خيم على مجرياته الآلام ، والعمل على التناغم مع القلب والتعايش مع الوجدان ، وإستحضار مايطيب الخاطر ، لذا كان من الأهميه الإستمرار بالتذكير بضرورة إستحضار المعانى الطيبه ، وترسيخ التواد والتراحم فى حياة الناس ، جنبا إلى جنب مع إستحضارالقيمه النبيله للصداقه التى هي هبه من رب العالمين سبحانه ، يهبها لبعض عباده الصالحين الذين ندعو الله تعالى أن نكون منهم ، لأنها لها علاقه بإلتقاء الأرواح ، وتآلف القلوب ، وإنصهار الوجدان ، كما أنها نعمه أنعم بها رب العالمين سبحانه على بنى البشر ليتجاوزوا آلامهم ، ويقفزوا على مشاكلهم ، وينعموا بالسعاده والبهجه ، الأمر الذى معه كان من الطبيعى أن ترتقى تلك الصداقه عند البعض فتصل لمستوى الأخوه الأشقاء بل أسمى وأجل ، وتنال درجة المحبين الذين باتوا يتشاركون الأنفاس ، لأن إنكار الذات فيها والسعى لإسعاد الآخر هدف ومبتغى .
لكى يسعد الأصدقاء بهذا المستوى النبيل يتعين عليهم أن يتقاربوا ، ويستنشقوا الأنفاس ، ويعين بعضهم البعض على المحن وتجاوز صعوبات الحياه ، ويكون كل منهم متنفسا للآخر لعل كلاهما يكونوا السلوى للآخر ، فيحكى له همومه ، بحثا عن مخرج ينشده ولو بإحتضان الوجدان ، وتطييب الخاطر ، ليقينه أنه من الأكارم الفضلاء ، بالقطع سيكون هناك مصداقيه فى النصيحه ، أو تقديم العون بصدق ، مادون ذلك فالصداقه تكون هشه ، والمحبه لاتتحلى بالمصداقيه .
لاأتصور على الإطلاق أن صداقه ترتقى لدرجة المحبه لاتكون متبوعه بالتهنئه بالمناسبات الطيبه خاصه فى رمضان ، ولاتكون مسبوقه بالسؤال للإطمئنان على الصحه ، والأحوال كل الوقت ، بعد أن أصبحنا فى زمن بات المرض يلاحق الناس ، والمعاناه المعيشيه تزلزل كيانهم ، وتهز وجدانهم ، والرحيل عن الدنيا فى أى وقت وفق مقدور رب العالمين سبحانه وتعالى ندركه يقينا ، ويقع علينا كالفاجعه تأثرا برحيل الأحباب .
خلاصة القول .. يتعين أن ندرك أن قياس الصداقه الحقه ، والمحبه الصادقه لايكون بالمعسول من الكلمات ، وإطلاق الشعارات ، وإختيار كلمتين عن المحبه يقول بهم كل للآخر بعد حفظهم لأنه لايتم إستشعارهم ، بل ناقل لهم من كتاب أو قصاصة صحيفه ، إنما بالإحساس الصادق الذى يرتقى إلى درجة التناغم الوجدانى والذى معه لايقوى على الفراق ، أو البعاد ، أو الإنشغال ، لذا كان من الطبيعى عندما يقوى طرف على الغياب ، أو الإبتعاد المتبوع بإفتقاد الشوق ، أو التعايش مع الحنين ، فلا تتألم النفوس ، بل تتقبل ذلك طواعية وعن طيب خاطر ، وتتعايش معه حقيقه واقعه بعد اليقين أن تلك الصداقه ، أو المحبه على هذا النحو تكون محل نظر ، الأمر الذى معه يتعين على الطرف الذى يتألم أن يتعايش هذا الشعور الطيب من طرف واحد ، ويتقبل ذلك حتى يتبدد الألم وتستقر النفس ، ويهدأ البال . سلام على الأكارم الفضلاء فى كل وقت وحين ، لهم التحيه والأمنيات الطيبه فى هذا الشهر الكريم .