في يوم الجمعه علينا أن ننتبه قبل أن نخسر دنيانا قبل آخرتنا .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتعين أن ننتبه أنه إن لم نعى حقيقة الدنيا في رمضان المبارك ونزهد في مساخرها ، ونعظم ماتبقى بداخلنا من إيمان لن نشعر بوجودنا في الحياه ، وسنخسر دنيانا قبل آخرتنا ، يتعاظم ذلك عندما ننتبه لحقيقة الموت وندرك أننا لو إنتبهنا حقا لتلك الحقيقه ماتنامت الأحقاد ، وما وجدنا كراهيات .. ولعلها فرصه أردع فيها نفسى عن أي رغبه للدخول في أتون الصراعات السياسيه ، والتطاحنات الحزبيه ، والمساخر الإنتخابيه ،وهذا السخف في الإداره في بعض المصالح الحكوميه ، حيث الذهاب لمقابر بلدتى بسيون ، والجلوس في رحاب الأحباب من الأموات مسترجعا ذكريات جميله معهم ، ومواقف كريمه لهم ، وطيبا كان منطلق تعاملاتهم .
أجدها فرصه أتعايش فيها منفردا فى رحاب الأحباب أتأمل أحوال العباد ، أستشعرالحميميه والراحه والسكينه وكأننى أجلس معهم كما كنت وأحاورهم ، ومن العجب العجاب أننى أجد نفسى أبتسم وأنا أحادث أمى عليها رحمة الله نبع الحب وكل الحنان ، ويتملكنى حاله من التوقير والإجلال وأنا أتجول فى المدفن وأمر من أمام قبر جدى محمود الشاذلى ، وجدى أمين الخشاب ، وخالى الحبيب الحاج سيد ، وأمام قبر أبى وأعمامى السيد ، وعبدالمجيد ، وفتوح تيجان الرؤوس أتأمل زمن الرجال العظماء ، وعند مدفن أستاذى العظيم والنبيل والغالى الكاتب والمؤرخ والإنسان جمال بدوى أناجيه وأسأله كما كان يحلو لى لأتعلم من خبرته الحياتيه والصحفيه التى فاقت الوصف .
فى رحاب أهلى وأبناء عمومتى ورفقاء الدرب والحياه أشعر بالراحه ، ويتملكنى شعور غريب وعجيب وأنا فى رحاب مقابر عائلتى وكأن إبنة عمى الغاليه الأبله إيمان تنادينى وكأنها تكاد تسألنى عن إبنتها نهله التى كانت تمر بظروف مرضيه ، معرجا على الأخ محسن جاويش الذى يبعد قبره أمتار عن قبرها ، مرورا بأخى العزيز أكرم أبوغديه وشقيقاه المهندس أيمن والدكتور أكمل عليهم رحمة الله جميعا ، ووجدت نفسى أمام قبر أنبل من عرفت فى حياتى أستاذى الجليل عبدالعاطى البلاط ، والأستاذ سمير خلف صاحب الخلق الرفيع ، وابن عمتى الحبيب الأستاذ فؤاد النجريدى والأخوه الأحباب المحاسب عبدالمنعم صحصاح ، والمستشار محمد أبوعماره وشقيقه المهندس حافظ ، والأستاذ عمر النجار ، والدكتور سعيدالقسطاوى ، والأخ عاصم السعداوى ، والدكتور سعيدالمسلمانى ، والحبيب الحاج أحمد القفاص ، والأخ قطب الخطيب ، والغالى سعيد سقيطه ، ثم الحاج إبراهيم القليط ، والأستاذ سمير بدوى ونجله حبيبى أسامه ، وصديقى الغالى عصام لطفى ، مرورا بصديقى المهندس جمعه جادو .
دائما يكون لى وقفة تأمل أمام قبر أخى الحبيب الحاج عبدالفتاح الشريف الذى ماتت الرجوله بعده ، وشقيقه المحاسب عبدالرؤوف ، والغالى الحاج عبدالمنعم عبدالجواد الوالد الحبيب ، وفى رحاب أبناء عمومتى الأكارم الغاليين تكون الراحه ، حاتم الشاذلى وشقيقه خالد صاحب القلب الطيب ، والحاج عصام الشريف ، ووددت أن أنظف مدفن كل منهم ومقبرته بيدى .
قولا واحدا .. نحن فى حاجه لأن نتصالح مع أنفسنا بزيارة القبور لأنها ترسخ لدينا أن الدنيا ومن فيها ومن عليها إلى زوال ، ويبقى علينا أن نتقى الله تعالى ولانجعلها محور الوجود والصراع ، وأن نستمتع بها دون إسراف ، وننتبه إلى كارثية النفاق لأنه لأشخاص جميعا مثلنا عبيدا لرب العالمين سبحانه ، وأن نفرق بين حتمية إحترامهم وتقديرهم وتوقيرهم والإمعان فى النفاق بحثا عن مغنم أو مصلحه . فاليجرب كل منا أن ينسلخ من الدنيا ويعيش فى رحاب الأحبه حيث عالم الصدق الحقيقى واليقينى . أدعو الله تعالى أن يتغمدهم جميعا بواسع رحمته .