بقلم/مُحمّد عُكاشة
أعيتِ الحيلةُ مستشارو قوات الدعم السريع لإثباتِ أن حربهُم لأجلِ التحول الديمقراطي وهُم ينتهبونَ بُيوت الشعب وينتهكونَ أعراضُهم ويُزهقون أرواحَهم بل كادَ لسانُ بعضهُم ينعقدُ دونٓ إجابةِ سؤال مُذيعو ومُذيعاتُ القنوات عن استيطانهم المَشافي واحترافُ سِرقة المصارفِ ومُمتلكاتُ المواطنينَ ويُمارسون القتلَ الموثقُ بالمثبوتاتِ والبراهين.
إلي مثلِ ذلك غدا بعضُ ” المُستشارين” يروغُ عن تأكيدِ وجودِ قائد الدعم السريع في الميدان يقودُ معركةُ الديمقراطية يقطعُ الطريق علي فلولِ الاسلاميين مُعارضو الاتفاق الاطاري.
السيّد محمد حمدان دقلو يصدقُ بأنَ الاسلاميّين يُسعرون الحربَ ضده وهُم من شَادَ بُنيانهُ وشَتلَ نبَاتهُ واستلَ سَيفهُ سَلطوهُ علي الرقاب.
حربُ الخامس عشر من أبريل باهظةُ التكاليفُ علي الدولةِ السودانيةُ والجيشُ والشعبُ والمجتمعُ الدولي وعلي قواتِ الدعمِ السريع غيرَ أنها سوفُ تضعُ أوزارها نحو سودانٍ جديد.
الحربُ في شهرها الثالثِ تتغيرُ المواقفُ فالولاياتُ الأمريكية ترعي مصالحها ففي استقرارِ السودان استقرارٌ للاقليم والمنطقةُ غضَ النظرِ عن دعاواها الكذوبةُ بشأنِ الانتقالِ نحو نظامِ حُكمٍ مدني في ظلِ تجاذباتٍ حول دورٍ روسي من خلال وجود فاغنر أو عبرَ نتائجِ زيارةِ مالك عقار إلي العاصمة موسكو.
دولةُ تركيا بعد فوز رجب طيب اردوغان ضربةُ لازبٍ بولاية جديدة يقتربُ من المشهدِ في السودان بتأكيداتِ الفريقِ البرهان بأن ” أنقرة ” تفعلُ ماتريدُ بشأن أي اتفاقاتٍ تقترحُها لإيقافِ الحربِ لتدخلَ طائراتُ ” البرقدار ” الحاسمةُ الفعالةُ دائرةَ القتال.
تركيا في ظاهرِ الأمر تفي باتفاقٍ سابق بخصوصِ الطائرات غيرٓ أنها تلعبُ دوراً جديداً بشأنِ الوضع السياسي يتبلورُ بعد حسم تمرُدات حميدتي علي الجيشِ وعقبَ تعثُرِ اتفاقُ جدة عن تمامهِ وعجزُ الإتحاد الإفريقي ومُقترحاته.
الدورُ تلعبهُ لصالحِ ضمانةِ وجود الاسلاميين في المُستقبل ورعاية مصالحهِم وعدم تعرضُهم لمُطاردات دولية أو مُحاكماتٍ داخلية مع ضمانِ حَقهم للترُشح في أي انتخاباتَ مُحتملة.
الدورُ التركي يتعاظمُ يرتفقُ مع أدوارٍ لدولةِ قطر وهو أمرٌ يقطعُ بهِ إتجاهٌ في الإدارة الأمريكية لادانةِ الدعم السريع وسُلوكهِ انتهاكاتَ جسيمة بحق المواطنين في العاصمةِ الخرطوم وفي ولايات دارفور سيما وأن بعض منظمات الأمم المتحدة قدمت إداناتٍ صريحة ومُباشرة لانتهاكات الدعم السريع.
الاسلاميّون قبلَ وبعدَ وأثناء الحربِ لم يقعدوا مكتوفي الأيدي بلا عمل فكتيبةُ الإعلام في الميديا عَمدت الي “شيطنة” قُوي الحُرية والتغيير المجلس المركزي فضلاً عن أن كتائبُ الشبابُ المُجاهدين يخوضون غمارَ الحرب وقد استشُهدٓ بعضُهم في معاركَ المُدرعات والاحتياطي المركزي إضافةً إلي استعانةِ الجيش بهيئة العمليات التابعةُ لجهاز الأمن والمخابرات المحلولةُ إبانِ حكومة عبدالله حمدوك.
الجيشُ السُوداني ذاتهُ علي الرغُم من مِهنيته العالية يُواجه صُعوباتٍ جمة لإدارة معركةٍ وسط المدنيين بضربةٍ خاطفة ثم هو مع ذلك يشهدُ غربلةً باطنية من قِبل الاستخبارات العسكريةُ به لجهةِ أن البعضَ تسببَ في إطالة أمدَ الحربِ بالتباطؤِ أو التعاونِ مع قوات الدعم السريع فعددٌ من ضُباط القوات المسلحة تم الحاقهم للدعم السريع من ذي قبل وهؤلاءأكثرُ خبرةً وعلي الرُغم من أن بعضهُم عادَ الي وحُداته عقب اندلاع الحرب إلا أن البعضَ استمرَ ضمن “العمليات” مع قوات الدعمِ السريع وفي ذا فإن استبعادَ الفريق إبرهيم جابر عن قيادةِ منطقةُ بحري يدلُ دلالة.
قُوي الحُريّة والتغيير الداعمةُ للديمقراطية تخبطُ عشواءً تلتقي الرئيس يوري موسفيني تبحثُ تطوراتِ الأوضاع في السودان والرئيسُ اليوغندي فاقدٌ للشيء وهؤلاء درجاتٌ بعضهُم فوقَ بعض وقلوبهُم شتي.
الحربُ المُندلعةُ في الخرطوم إلي نهاية لا مُحالة وكذا عودةُ الاسلاميين مرةً اخري لا يستخفونَ من وراءِ الحُجرات ومن تحتِ ” الظل” ولا يتخافتونَ بينهم في عواصمِ القاهرةُ والدوحة وأنقرا.