عقد الجامع الأزهر، اليوم الأحد، فعاليات الملتقى الفقهي الذي يعقد طوال شهر رمضان المبارك، وجاء بعنوان” أثر الصدق في حياة المسلمين والمجتمعات”، وشارك فيه أ.د/ عبد العظيم خير الله، عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالأزهر، والشيخ ياسر عجوة، الباحث بالجامع الأزهر، والشيخ محمد صديق، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية.
قال أ.د/ عبد العظيم خير الله، عضو لجنة الفتوى الرئيسة بالأزهر، إن القرآن الكريم تحدث عن موضوع الصدق بأساليب عدة، وعالجه من جوانب شتى، وما ذلك إلا لأهميته، وبتتبع آيات القرآن الواردة في هذا الموضوع، نجد أن الصدق من صفات الله تعالى: قال تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}، وقال جل ذكره: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}.
ومن جانبه ذكر الشيخ ياسر عجوة، الباحث بالجامع الأزهر الشريف أن الصدق حسب تعريفه عند فقهاء الدين الإسلامي هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع، وقد أمر الله -تعالى- بالصدق، فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ،وأومر الله بالصِّدق والترغيب فيه: كثيرة و هي الآيات الآمرة بالتحلي بالصدق والمرغبة فيه.
وأوضح الباحث بالجامع الأزهر أن القرآن قسم الناس إلى صادق ومنافق: قال تعالى: {لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}، فدلت الآية على أن الناس صنفان: صادقون ومنافقون؛ مضيفا أن الله عظم جزاء أهل الصدق ووعدهم بأعظم الجزاء، وأفضل الثواب؛ وما ذلك إلا لعِظَم هذه الخصلة التي تحلَّوْا بها، والصفة التي اتصَفوا بها، بل إن الله جعَل مرتبة الصِّديقين بعد مرتبة النبيين.
وفي ذات السياق قال الشيخ محمد صديق، إن الصدق منجاة وهو أول دروب الخير، ووصف الله المؤمنين والأنبياء والصالحين به، كما امتدح الله سبحانه وتعالى الصدق وذكره في أوصاف أهل الجنة وأمر الناس به كما جاء في العديد من الأحاديث الشريفة التي تحث على الصدق، لأن فيه من الخير الكثير.
وأوضح عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بأن الصدق طريق للبر، ومن المعروف أن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام عُرف بأنه «الصادق الأمين»، فالتحلي بالصدق هو التزام باخلاق نبي الأمة عليه الصلاة والسلام، والصدق هو أهم خلق قد يتحلى به المسلم وذلك لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾.
ويواصل الجامع الأزهر خطته العلمية والدعوية لشهر رمضان بتوجيهات ورعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتتضمن: (١٣٠ مقرأة- ٥٢ ملتقى بعد الظهر- ٢٦ ملتقى بعد العصر- صلاة التراويح بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث الإسلامية ٢٠ ركعة يوميا بالقراءات العشر- ٣٠ درسًا مع التراويح- صلاة التهجد بالجامع الأزهر ومسجد مدينة البعوث في العشر الأواخر- تنظيم ٧ احتفالات متعلقة بمناسبات الشهر الكريم- ٥٠٠٠ وجبة إفطار يوميًّا للطلاب الوافدين، لتصل الوجبات لـ ١٥٠ ألف وجبة طوال الشهر الكريم.