نعـم .. أكاد أصرخ فى وجه المغيبين لعلنى أخرج مابداخلهم من إنسانيه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أعيش حاله من الإنسجام مع الذات ، والتناغم مع النفس ، واليقين بأن للكون رب رؤوفا رحيما ، يختبر الإنسان ، ويسامح البشر ، أكاد أتعايش كل يوم مع أسيادى من المرضى بالمستشفيات ، التي أراها مكانا للعظه والعبره بعد أن فقد كثر منا نعمة أن تكون المقابر مكان تنبيه من الغفله التي نتعايش معها ، أشعر بالسكينه والراحه وتتملكنى السعاده عندما أحتضن مريضا شفاه الله ، وكلما أمسك مريضا بيدى فاقدا للقدره على الكلام بعد أن تمكن منه المرض وجعله غير قادر حتى على الهمس ، فيكون الحديث بعينيه بعينيه التي تبث في نفسى الراحه والسكينه الأمر الذى معه أحمد الله تعالى على نعمة الصحه والعطاء .
كثيرا ماأخلد إلى نفسى في رمضان المعظم وأجده فرصه للإنتباه ، أن الأمر كله بيد الله تعالى ، الأمر الذى معه أستشعر ضآلة الحياه ، وضعف الإنسان ، والموت الذى كتبه رب العالمين سبحانه على بنى البشر جميعا دون إستثناءا لأحد حتى أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، فأدرك قيمة أن يحترم كل منا نفسه ، ويتقى الله فى عمله ، ويقدم الخير للناس ، ولايفترى على أحد ، ولايظلم أحد ولو باللفظ من القول ، خوفا من رب العالمين سبحانه ، الذى يحاسب كل منا لأنها فى النهاية إما جنه وإما نار .
إنطلاقا من ذلك أكاد أصرخ فى وجه المغيبين وأهزهم من داخلهم هزا عنيفا لعلنى أخرج مابداخلهم من إنسانيه عندهم ، وخيرا تربوا عليه وسط أسرهم ، وكثيرا ماأدعو الله تعالى بصدق ومحبه خالصه أن ينتبه كل من يغتر بمنصبه ، ويظلم أخاه الإنسان ، ويحاسبه على نواياه ، ويعد عليه أنفاسه أننا جميعا إلى زوال ، وأنه بشر يتعين عليه أن يشكر رب العالمين سبحانه على نعمة دخوله الحمام لأنه لو إحتبس فيه البول لتمنى أن يتنازل عن منصبه ومايمتلكه من مال وينعم بالحمام .
يبقى قضيه هامه جديره بالإنتباه تأثرا بأحوال المرضى ، ورحيل الأحباب مؤداها ، أنه من الخطيئه القناعه بتبرير الأذى ، والتدمير المعنوى ، والحياتى ، والذى تنامى بين أبناء المجتمع حتى بين الأخوه الأشقاء ، دون إدراك أن من يفعل ذلك سيجد نفسه حتما يوما ما يدعو الله تعالى أن يشفيه ويعافيه ، أو جالسا القرفصاء فى بيته لايطرق عليه أحدا بابه ، ولايرن على تليفونه أحد ، ويلحقه عذاب الضمير تأثرا بالمظلومين ، لاأقول ذلك كما سبق وأن قلت إنطلاقا من دروشه ، أو زعما بأننى من علماء الدين ، لأننى لست هذا ولاأنتمى إلى ذاك ، بل إنطلاقا من كونى إنسان ينتمى إلى جيل يستعد للرحيل ويدرك أن للكون رب فيعيش حاله من التناغم مع الذات .