قهرها من معها لإبداعها فأصبحت مدرسا بالجامعه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن أدركنا لماذا تقدم الغرب وتخلفنا نحن إنطلاقا من واقع الحياه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤلم أن يكون واقعنا قلق ، وخوف ، وإضطراب ، وفقدان القدره على المطالبه بالحق ، ودفع الظلم ، وتحدى الباطل ، مؤلم أن أقول أننى أصبحت ألتمس العذر كل العذر لمن يتقوقع على ذاته لعدم قدرته على مواجهة الظالمين ، ويغوص فى أعماق نفسه بحثا عن مخرج يساهم فى تحقيق حلمه ، هذا الحلم الذى كثيرا ماكاد أن يتبدد عند كثر من المبدعين إنطلاقا من القهر الذى يتعرضون له من مرؤوسيهم وحوارييهم ، ولحكمه أراد الله تعالى أن يتحقق حلمهم فى مجال ٱخرأعظم شأنا وأسمى مكانه لأنه عز وجل العدل المبين ، فهيىء سبحانه ماهو أفضل ملايين المرات بمنطق الواقع المجتمعى ليطيب الخاطر ويريح النفس المنكسره .. قضايا مجتمعيه كثيره تستحق التناول بل يمكن أن تكون ملهمه للمبدعين ، أو جرس إنذار لعل الغفلى يستيقظون ، أو زلزالا يبتلع كل المحبطين والمغرضين أعداء النجاح ، يتعاظم الألم عندما يأبى صاحب الحق كرها عنه أن يتحدى الأباطيل ، ويواجه أعداء النجاح بما يمتلكه من حق خشية أن يدمروا حلمه ، ويضيع تعبه ويعود إلى مستنقع الإحباط من جديد ، بعد أن بدا له فى الأفق نورا ينير له الطريق ، ويساعده فى إنتشال نفسه منه ، لذا يكون التناول منطلقه دروسا مستفاده من عمق المجتمع حيث أحوال الناس ، وحكايات رصدتها عن قرب سأحكيها يوما بتفاصيلها ، وشخوصها ، لأنها وبحق تتضمن تفاصيل فخر ، وعزه ، وفى نفس الوقت خزلان وتردى . حفظ الله مصرنا الحبيبه .. حفظ الله وطننا الغالى من كل مكروه وسوء .
تناولت في مقالى الجمعه الماضيه قصة هيلين كيلر فاقدة السمع والإبصار التي كانت سفيرة المنظمة الأمريكية لفاقدي البصر، وملهمة للبشريه حيث علمت البشريه قيمة التحدى ، واليوم أطرح حاملة الدكتوراه في أجواء محافظتى الحبيبه الغربيه التي قهرها من حولها لتبرز الحقيقه التي جهلناها طويلا وكثيرا على مدى عقود ، وهى لماذا تقدم الغرب ، وأصبحنا نحن أمه متخلفه بإمتياز ، وهنا زاحمتنى الأسئله هل بات العلم خطيئة وتبدد ماتربينا عليه بأنه رحم بين أهله ؟ .. هل أصبحت الجهاله منطلق حياه ونبراس وجود ؟ .. هل ضاع الحلم بمجتمع يشع فيه نور المعرفه ، وتتبدد فيه ظلمات الجهل ؟ .. هل بات قدرنا أن نكون أمه يتصدر الوظائف فيها أهل الحظوه ، ومن له قرابه بمسئول حتى ولو كان من الفاقدين للمعرفه ؟ .. رغم إدراكى أنها أسئله بلا أجوبه إلا أننى لايمكن أن أغفلها خاصة وأنها زاحمت وجدانى ، وأنا أرى كثر من الحاصلين على الدكتوراه من العاملين في دولاب العمل الإدارى بدل أن يتم تشجيعهم على مواصلة البحث العلمى ، لأن هذا يصب في صالح الوطن الغالى ، يتم وأد حلمهم في التقدم والإبداع ، وكأنهم إرتكبوا خطيئة لاتغتفر ، لذا ليس لهم تقدير من أى نوع ، بل يتم إحباطهم ، وتهميشهم ، وقهرهم ، وإذلالهم ، وإستعبادهم ودفعهم دفعا ليمزقوا شهادة الدكتوراه التى حصلوا عليها ، ويلعنوا اليوم الذى فيه إتجهوا للبحث العلمى ، والإيمان بحتمية جعل نور المعرفه واقعا في الحياه ، ويبتهجوا بما دونها من مؤهلات علميه حتى يستطيعوا العيش فى مجتمع يرسخ من فيه للجهل بإمتياز .
يجدر من الواجب الدلاله على ماطرحته من واقع الحياه إنطلاقا من إحدى الهيئات الخدميه بمحافظة الغربيه والتي تخضع مباشرة لإحدى الوزارات بالقاهره ، والذى فيها كانت الدكتوراه سببا في التهميش ، والسحق ، بل والعقاب أحيانا ، هنا يستقر اليقين بتلك الحقيقه المريره ، وضرورة أن ينتبه متخذى القرار بالقاهره لما يحدث فى عمق الريف المصرى حيث محافظة الغربيه أملا في أن يتم إنقاذ مايمكن إنقاذه ، بدأت المأساه كما يتناولها القاصى والدانى على سبيل التندر الممزوج بالإستغراب ، بحلم لمبدعه بحق حاولت جعل هذا الحلم حقيقه فى واقع الحياه ، بالجهد ، والعرق ، والكفاح ، والإصرار أن تكون رقما صحيحا فى منظومة العمل الذى تؤديه ، تستطيع من خلاله إحداث تطورا حقيقيا فى مجالها يستفيد منه المجتمع ، فحصلت على الماجستير ثم الدكتوراه بإمتياز مع مرتبة الشرف ، وأرادت أن تنطلق منها لما هو أبعد من كونها تشغل وظيفه بسيطه ، فتقدمت للعمل في ديوان المديريه التابعه لها وظيفيا ، بناءا على مسابقة أعلنت عنها .
تمسكت تلك السيده الحاصله على الدكتوراه بتلك الفرصه التي أتيحت لها من خلال المسابقه ، لترجمة ماوصلت إليه من علم فى رسالة الدكتوراه التي أوصت اللجنه المانحه والتي تضم كبار الأساتذه الأكاديميين بطبعها وتوزيعها على الجامعات المصريه والهيئات المعنيه للإستفاده منها ، لكنها فوجئت بإشاره وارده لمحل عملها من المديريه التابعه لها لإستلام أوراقها ، بزعم أن ملفها الوظيفى به جزاءات ، تبدد حلمها ، ونسيت المسابقه ، وكادت أن تلعن العلم ومعه الدكتوراه ، وبات شغلها الشاغل إثبات أن هذا غير صحيح إلى درجة أنها كادت أن تجن ، مرارا وتكرارا وبلا ملل حاولت مقابلة قيادات المديريه ، وبعد جهد جهيد ، ومجهود مضنى ، تم تحويل شكواها إلى المختصين بالمديريه الذين إنتقلوا إلى محل عملها ، وتم الإضطلاع على ملفها الوظيفى فأثبتوا صحة موقفها وماحدث من تدليس ، كان من المتوقع إخضاع من فعلوا ذلك ، ومن خلفهم ، ومن دفع بهم ، وكل منظومة تلك المافيا ، أو بالأدق اللوبى اللعين للحساب والعقاب بتهمة التدليس ، أو وأد حلم باحثه مجتهده حصلت على الدكتوراه ، وتشويه صورتها ، وسحق إرادتها ، لكن للأسف الشديد أعقب ذلك كله صمت مريب حتى أنه لايعرف أحدا وماذا بعد ؟ وأصبح الشغل الشاغل للمنصفين معرفة ماذا تم مع المدلسين لكن لاأحد يعرف وكأن ذلك سر حربى لايجوز البوح به ، لكن الواضح من هذا الصمت أن ينسى الجميع الأمر لأنه لاحساب ولاعقاب .
إنتاب أحد قيادات المديريه صحوة ضمير وقرر إنتدابها للعمل بالمديرية لمده لم تطول لإمتصاص الغضب الذى إنتاب كل المتابعين لتلك المأساه ، لكن عندما هدأت الأمور أرجعوها لمكان عملها ذليله منكسره ، في إشاره أن يصمت الجميع ويرضخ ، ويخنع لأى شيىء وكل شيىء ، ولايعلو صوت على صوت الحرس القديم في الإداره ، ويعلو الهتاف يحيا جمهورية القهرالتي سحقت كل الإرادات لكل القيادات ، لم تستسلم تلك المبدعه الرائعه الحاصله على الدكتوراه ، وكأن الله تعالى أراد لها الإنصاف في هذا المجتمع البغيض ، والحياه الموحشه ، ولأنه سبحانه العدل ، تقدمت في مسابقه أعلنت عنها إحدى الجامعات الخاصه للحاصلين على الدكتوراه للعمل مدرسا بها ، وتم قبولها بجداره ، وأصبحت الآن مدرسه جامعيه بإحدى كليات الجامعه لتنهج النهج الأكاديمى وينتقل طموحها لتكون أستاذه بالجامعه ، الأمر الذى معه أراد رب العالمين سبحانه أن يرد لها بعضا من الثقه أن مصرنا الحبيبه بخير ، وأن بها مسئولين كراما أعزاء فضلاء ، يختلفون تماما عن هؤلاء الذين سحقوا إرادتها .
إن ماطرحته مؤلم بحق لذا أتناوله على إستحياء وأنا منكس الرأس حزينا ، لأننى لاأقوى على حمايتها من أعداء النجاح الذين باتوا أكثر شراسه وإنحطاط ، ويوما ما عندما تنتهى من ضبط وضعها الوظيفى بالجامعه ، وتنفض عن كاهلها غبار هؤلاء الذين قهروا إراتها ، وتأمن مكرهم بالإبتعاد عنهم ، سأهتف بإسمها بأعلى صوت لتنال التكريم الذى تستحقه ، والإنصاف الذى غاب عن واقعنا ، متمنيا أن ينتبه لخفافيش الظلام كل مسئول صاحب قرار تتجسد فيه الوطنيه ، ويدرك قيمة القهر الذى قد ينتاب إنسان ، وأن يشاركهم المختصين من أطباء علم النفس وأساتذة علم الاجتماع تناول مثل تلك الظواهر المأساويه بالدراسه والتحليل ، خاصة وأن الآلام تتزايد ، والإحباطات تتنامى ، تأثرا بهذا الواقع المرير للعلم وأهله ، الذى يستحق الغوص في أعماقه لإستلهام العبر ، والخروج بالدروس المستفاده ، بل ويتعين إخضاعها للبحث الدقيق لتصويب مسلك الشاردين الذين يقهرون الباحثين ، لعلنا نستطيع حصار تلك النماذج الصارخه من القيادات الوسطى والأدنى ، وينتبه القيادات العليا لأهميه إخضاعهم جميعا للمتابعه ، حتى يتم القضاء على ظاهرة سحق الكفاءات والعلماء والمجتهدين .