هيلين كيلر سفيرة المنظمة الأمريكية لفاقدي البصر باتت ملهمة للبشريه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكية إلى حد خارق .. هكذا وصفتها سوزان زوجة طه حسين عندما إلتقياها بالقاهره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتعين علينا أن ندرك جيدا أن السعادة الحقيقية لا تتحقق أبداً بإشباع رغباتنا ، وتحقيق أمنياتنا وفقط ، لكن تتحقق بالإخلاص لهدف يستحق ذلك .. تلك كلمات رائعه قالت بها هيلين كيلر، النموذج المشرف للإنسانيه ، وكل صاحب قضية يؤمن بها ويتمسك بمضامينها ، ويعلى من شأنها في مجتمع تلاشى منه كل شيىء جميل ، لذا لعله من المناسب طرح هذا النموذج من البشر في هذا اليوم الفضيل من أيام الله تعالى لعلنا نستلهم العبر ، فمن هي هيلين كيلر صاحبة هذا القول التى جعلتنا ندرك معه قيمة التحدى وعظمة الإصرار على أن يكون الإنسان صاحب قضيه ، وله رؤيه تجعله نبراسا للآخرين فى طريق الحق .. على أية حال أتفق تماما مع الكاتب مارك توين الذى كان واحدا من أعظم المؤلفين الأمريكيين في أواخر القرن التاسع عشر ، وأوائل القرن العشرين ، عندما طرح بتجرد على حد قوله هيلين كيلر كأحد أعظم شخصيتين في القرن التاسع عشر.. تجسيدا لعظمة ما فعلته ، والتي لم يقف فقدانها حاستى السمع والإبصار حائلاً أمام مسيرتها العلمية والمهنية ، بل تحدت معطيات الحياة ، وأصبحت مثالاً يحتذي به .
ولدت هيلين كيلر، بولاية ألاباما الأمريكية ، في 27 يونيو 1880 . أصيبت بحمى القرمزية التي أفقدتها حاستى السمع والإبصار، عندما بلغت عاما ونصف العام ، عُرضت «كيلر» وهي في السادسة من عمرها على طبيب متخصص ، فأرسلها إلى ألكسندر جراهام بل ، الذي نصح عائلتها بضرورة إلحاقها بمعهد «بركينس» لفاقدى البصر ، تم إختيار آن سوليفان لتكون معلمة «كيلر»، وبدأت التواصل معها عن طريق كتابة الحروف في كفها ، وفي سنة 1890 طلبت من معلمتها تعليمها الكلام ، فاستعانت «سوليفان» بمنهج تادوما عن طريق لمس شفاه الآخرين عند تحدثهم، وطباعة الحرف على كفها ، ثم تعلمت طريقة برايل للقراءة . خلال دراستها الجامعية تعلمت اللغات الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية ، وحصلت على البكالوريوس في الآداب عام 1904.
دافعت كثيرًا عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ، وإنضمت للإتحاد الأمريكي للحريات المدنية ، ونتيجة لمجهوداتها الكبيرة في الدفاع عن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ، وبفضل تواصلها مع الرئيس الأمريكي روزفلت ، تم اختراع الكتب الناطقة ، وإختيرت لتولي منصب سفيرة المنظمة الأمريكية لفاقدي البصر، أكملت دراستها العليا ، وحصلت على الدكتوراه في الفلسفة ، من جامعة هارفارد ، لم تقتصر كتابتها على الداخل الأمريكي ، بل كتبت ضد وحشية النظام النازي والتمييز الذي واجهه ذوو الاحتياجات الخاصة تحت نظام «هتلر» ، وبسبب كتاباتها قام الطلاب الألمان بحرق كتبها ، ومن أهم مؤلفاتها : «أضواء في ظلامي» و«قصة حياتي» ، و«أغنية الجدار الحجرى » ، ومن أبرز عباراتها: «عندما يُغلق باب السعادة ، يُفتح آخر، ولكن في كثير من الأحيان ننظر طويلاً إلى الأبواب المغلقة ، بحيث لا نرى الأبواب التي فُتحت لنا» .
أسست منظمة هيلين كيلر الدولية Helen Killer International ، بمساعدة من جورج كيسلر، عام 1915 ، وقامت المنظمة بعمل أبحاث متعلقة بحاسة البصر والصحة والتغذية ، سافرت إلى 39 دولة حول العالم لتعزيز مساواة ذوي الاحتياجات الخاصة ، وحظيت القاهرة بزيارتها ، في مايو 1952، وخلال زيارتها طلبت أن تلتقى بـ«طه حسين» ، وبالفعل ذهب «حسين» وزوجته «سوزان» وابنهما «مؤنس» ، إلى فندق «سميراميس»، ووصفت سوزان في كتابها «معك» هذا اللقاء : «هذه المرأة كانت بشوشة بقدر ما كانت لطيفة ، كما كانت ذكية إلى حد خارق ، ثم لأنه كان بالقرب منها سكرتيرة مدهشة كانت تسمى فيما أذكر (ميس طومسون) ، كانت تقوم بكل ما يمكن بإخلاص ، كانت تعرف بالطبع لغة الصم والبكم .. كانت تنقل الأسئلة والأجوبة بسرعة من طرف لآخر ، وذلك بضغطة تقوم بها على حنجرة هيلين ، أو بمس قبضتها » .
خلاصة القول لم يكن طرح مشوار حياة هيلين كيلر منطلقه التسليه ، إنما المبتغى منه العمل على جعله نموذجا متفردا للتحدى وتجاوز الصعاب ، وقهر الإحباط ، والإصرار على تحقيق النجاحات ، والتمسك بأن يكون الإبداع أحد منطلقاتنا في الحياه ، يقينا نحن قادرون بإذن الله على تحقيق المستحيل ، شريطة أن تتوافر لدينا الإراده الحقيقيه الممزوجه بالإيمان بأن الله تعالى قادرا على أن يجعلنا في تقدم وإزدهار طالما أخذنا بالأسباب .