مسقط، أحمد تركي:
لا تدخر الحكومة العُمانية جهداً في البحث عن المشروعات الاستثمارية ذات النفع الاقتصادي وتوفير حياة كريمة للمواطنين، ولعل من أحدث هذه المشروعات، تدشين مشروع استزراع الأسماك في محافظة مسندم، وتعزيز القيمة المضافة للتمور من خلال تعظيم الاستفادة من بودرة التمر العُماني باعتبارها صناعة غذائية تعزز القيمة المضافة للتمورفي السلطنة.
فقد دشنت وزارة الزراعة والثروة السمكية، بالتعاون مع الجهات المعنية، مشروع استزراع الأسماك في محافظة مسندم، إذ تتميز المحافظة باحتوائها على خلجان عميقة ومحمية مناسبة وصالحة للاستزراع بالأقفاص العائمة.
وبدأ العمل في المشروع فعليا قبل عدة أشهر بتركيب ووضع الأقفاص والشباك ومراسي الأقفاص بأحد الخيران بمحافظة مسندم، وسيتم لاحقا توفير مكان ملائم لتخزين الغذاء ولوازم الإنتاج بالقرب من موقع الأقفاص في القرية القريبة من موقع المشروع، وتم وضع الزريعة في الأقفاص وتوفير الغذاء والرعاية لها إلى مرحلة التسويق.
يهدف المشروع إلى إدخال تقنيات الاستزراع بالأقفاص العائمة إلى مجتمع الصيادين بالمحافظة وتأهيلهم وتعريفهم وحثهم على تبني مثل هذه المشاريع الاقتصادية، إضافة إلى توظيف العديد من الصيادين وأبنائهم من القرى المجاورة للعمل فيه مع الإشراف المباشر من المختصين بإدارة الثروة السمكية بمحافظة مسندم.
وسيعمل المشروع على جمع بيانات أحيائية عن نمو الأسماك المستزرعة في المحافظة وربطها بالتغيرات الفيزيائية والكيميائية في البيئة البحرية كنسبة الأوكسجين الذائب في الماء ودرجة الحرارة وشدة التيار ومعدل حموضة الماء (الأس الهيدروجيني) وهو ما من شأنه استكمال البحث العلمي في مجال الاستزراع السمكي وخصوصا في الأنواع ذات الأهمية تجارياً في السلطنة.
وفي ذات السياق، ثمة جهود متواصلة لتعظيم الاستفادة من التمور العُمانية، وخاصة بودة التمور باعتبارها صناعة تعزيز القيمة المضافة للتمور.
وجاءت فكرة تطبيق الاستفادة من ثمار النخيل بحكم غناها بالسكريات وإمكانية إنتاج منتج موازٍ له في الاستخدامات وبعيد عن الأضرار والإشكاليات الصحية وتم اختيار منتجات النخيل لعدة أسباب أهمها توفرها في السلطنة بشكل كبير ويمكن أن تعظم الاستفادة منها وإيجاد قيمة مضافة له عبر إنتاج مشتقات ومنتجات أخرى منه ومنها منتج بودرة التمر (بديل السكر).
فضلاً عن أن ثـمار النخيل العمانية جافة وذات جودة عالية ومطابقة للأهداف المنشودة، ومن أصناف مختارة من أنواع النخيل من خلال تحليلها لمعرفة الخصائص الفيزيوكميائية بعد الإنتاج.
ولا شك أن بودرة التمر واحدة من المنتجات الجديدة التي انتشرت أخيرا في السلطنة وخارجها والتي هي نتاج خام من التمور تختلف باختلاف نوع التمر وجودته، وتم اختيار صنفين هما النغال والخنيزي في ثلاث مراحل (البسر، الرطب، والتمر) وبعدها تم التطبيق على ثلاثة أنواع من طرق تجفيف التمور وهي داخل بيت البولي كربونيت، وعلى أشعة الشمس المباشرة، داخل جهاز التجفيف.