مشروع رعاية المشردين وأطفال الشوارع متى يكون هدفًا قوميًا؟
بقلم/ محمد حسين نجم (محام بالنقض)
مشكلة أطفال الشوارع ليست بجديدة على النظام المصرى، فقد سبق لـ محمد علي باشا – العمل على تدريب أطفال الشوارع ونجح فى تحقيق الاستفادة منهم بانخراطهم فى المجتمع المصرى، وتدريبهم على أعلى مستوى فى الحرف المختلفة فخرج منهم الصناع والحرفين.
وتأتى مشكلة المشردين قى الشوارع المصرية تأكيدا على ضعف الضمير الإنسانى الذي ترك هؤلاء بلا مأوى بالقرى والحضر بشكل تقشعر منه الأبدان، إذ يفتقدون إلى الحياة الكريمة والرعاية الاجتماعية والصحية.
الدستور المصرى أكد على حقوق أطفال الشوارع والمشردين حيث نصت المادة (8) منه على انه” يقوم المجتمع على التضامن الاجتماعى، وتلتزم الدولة بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير سبل التكافل الاجتماعى، بما يضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين، على النحو الذى يتطلبة القانون”.
وتجدر الإشارة إلى قيام بعض أصحاب الضمائر الحية بتقديم يد العون لهؤلاء المشردين ولهم صفحات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعى، وينبغي على الدولة المصرية ممثلة في وزارة التضامن الاجتماعي تذليل كافة العقبات أمامهم، ومع ذلك فهذا كله لا يكفى لتحقيق الرعاية الاجتماعية والصحية بالشكل الذى أمر به الدستور المصرى.
ونناشد الدولة التحرك عبر مؤسسة الرئاسة ووزارتي الاسكان والتضامن الاجتماعى، والجمعيات الأهلية على اختلاف أنوعها، أن تقوم بعقد برتوكول مشترك يتضمن إنشاء مدينة سكنية علاجية تأهيلية، تعمل على رعاية المشردين وتدربهم على كافة أنواع الحرف بما يحفظ كرامتهم ويعود بالفائدة على المجتمع وبما يحقق دور الدولة طبقا لأحكام الدستور.
والخلاصة:
نريد إعادة إنتاج تجربة محمد على باشا حسب احتياجات العصر الحديث؛ أقصد تعليم أطفال الشوارع الأعمال الحرفية المختلفة من أجل الاستفادة منهم والانخراط فى المجتمع، ليكونوا يد الدولة فى تحقيق الرخاء والتقدم.
وأخيرا نأمل من الرئاسة المصرية اعتبار مشروع رعاية المشردين وأطفال الشوارع هدف قومى، وأقترح إنشاء “مدينة الأمل والحياة”، تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية.