اليوم وأمس ومنذ عامين إهتز الكيان تأثرا بأفعال البشر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين محافظ سابق ووزير حالى أدركت علامات مضيئة ، فى معترك الحياه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ستظل مدرسة الحياه أعظم مدرسه فى الوجود الإنسانى ، وستظل وقائعها ملهمه للبشر ، وتداعياتها تحرك الحجر ، ومايحدث فيها منطلقا للعبر والعظات ، ومن لاينظر إليها بهذا المنظور سيعيش كل حياته فى تيه ، وسيغادرها دون أن يتعلم منها شيئا ، ودون أن يستفيد ويفيد من بعده حتى ولو من خلال التنبيه والتحذير لما هو مؤلم .
قبل أربعة أيام من عامين إلتقيته على مشارف بلدتى بسيون وأنا فى طريقى إلى مدينة طنطا وتشرفت بأن رافقنى بالسياره حيث يعمل بالجامعه ، وآثرنى بكلماته الطيبه التى تذكرنى بمعروف صنعته معه قبل مايزيد عن ربع قرن غير مجرى حياته ، وسعدت بحصوله على الماجستير والدكتوراه ونجاحه فى أن يثبت ذاته رقما صحيحا بالمجتمع ، بعد ذلك بيومين إلتقيت أحد المحافظين السابقين من أبناء بلدتى بسيون فى عزاء زوجة أخى الحبيب الأستاذ عبدالعاطى عبدالحليم المدير العام بالضرائب وذلك بقرية كوم النجار ، آثرنى بحفاوته ، وسعدت لإتساقه مع نفسه ، وتوقفت أتابع سيره بأحد شوارع القريه منفردا برفقة أحد أقاربه بلاحراسه ، ولاسرينه ، ولاضجيج ، ولاغلبه محاطا بحب الناس الذين عرفوه قبل منصبه الرفيع ، ولم يتبقى إلا هم يحيطونه بحفاوتهم بعد أن رحل كل من كان يشدو بشخصه أثناء جلوسه على الكرسى ، وبعد ذلك بيوم إلتقيته على طريق طنطا بمدخل المحله حيث كنا على موعد ، هو أحد الوزراء من أبناء بلدتى بسيون المشهود لهم بالكفاءه ، والإحترام ، والخلق القويم ، حيث جمعنا بيتا واحدا في طفولتنا ، وكان اللقاء أيضا بلا ضجيج ، ولاحراسه حيث كان يستقل سيارته الخاصه برفقته أبنائه الشباب في زيارة عائليه .
يجدر بى ككاتب متخصص أن يكون لى رؤيه مجتمعيه تتمخض عماطرحته ، لذا لم يكن المقصد من ذلك سرد حكايات ، أو الحديث بحق الوزيرين السابق والحالى ، والتأكيد على محبتهم حتى وإن كان ذلك يشرفنى كثيرا ، ويتعاظم الشرف أن صادقت أجيالا كثيره من الذين سبقوهما من الوزراء والمحافظين إنطلاقا من طبيعة عملى الصحفى ، وموقعى النيابى والحزبى والسياسى ومازلت بفضل الله ، إنما لطرح قضيه هامه جديره بأن نتعلم منها ونستلهم من وقائعها العبر والعظات ، لعل أهمها مانشاهده ونرصده ونتعايشه بالمجتمع من نفاق ، ورياء ، وقلة أصل ، الأمر الذى معه لم أذكر تفاصيل عنهما ، مطالبا صديقى العزيز الأستاذ محمد حموده الذى تشرفت برفقتى فى الوقائع الثلاثه ألا يكشف عن شخوصهم الكريمه .
زاحمتنى الأفكار ، وراجعت الذاكره العديد من المواقف التى حدثت مع الوزيرين ، قبل المنصب وبعده وأثناؤه ، وكنت قريبا من تفاصيلها بل كان لى حديث بشأنها مع بعض الأطراف ، لعل من الأهميه أن أذكر أن صديقى الوزير الحالى الذى إلتقيته اليوم كان قد تعرض لأزمه أثناء شغله لموقع وظيفى رفيع مرجعها أحقاد ، وكراهيات ، وضعف إيمان عند فاقدى النخوه ، منعدمى الشهامه ، رغم أنه كان ومازال من أكارم من عرفتهم في حياتى ، يكفى أنه سليل الطيبين ، وذلك قبل أن يتقلد منصبه الوزاري الرفيع ، ونظرا لأننا لدينا منافقين غاص النفاق فى أعماقهم تأثر بتركه المنصب أحد أقاربه الذى كان يشغل موقعا رفيعا بجامعة الدول العربيه ، وكان المبرر عندما تدخلت فى الأمر بمبادره شخصيه دون أن يطلب منى معاتبا وثائرا أن ” كفيله ” ترك المنصب يومها إنتابنى حزن شديد تأثرا بهذا المفهوم البغيض ، ودارت الأيام دورتها بسرعه شديده مذهله عاد هذا المسئول وزيرا وإذا بى أتلقى مكالمه كان طرفها صاحب مفهوم أن كفيله قد رحل يطلب تقريب وجهات النظر وأن يعود قريبه لمنصبه لكننى إعتذرت عن تناول الأمر برمته الأمر الذى معه توقف الإتصال .
هذا الجرح الذى غاص فى أعماق النفس ذكرنى بموقف لهذا الوزير الأخ والصديق كدت فيه أهتز كإنسان عندما طلب منى أحد المعزين للمسئول الرفيع العائد وزيرا ألا أذكر إسمه خشية ألا يغضب ذلك أحدا من كارهيه أثناء تقلده منصبه الوظيفى الرفيع ، هذا العزاء يعد فيه المعزين القادمين من القاهره على أصابع اليد الواحده ، وبعد أن تقلد المنصب الوزاري شاء القدر أن يكون لديه واجب عزاء في بلدتنا أيضا ، حضر الجميع الجنازه ، رغم أن الوفاه كانت بسبب كورونا ، بل إننى رأيت أحدهم يكاد يبكى رغبة منه أن يراه الوزير وهو يبكى ، تلك الوقائع أرى أنها علامات مضيئة ، فى معترك الحياه يتعين أن نستلهم منها جميعا وأنا أول الجميع العبر والعظات ، وندرك أن الدنيا إلى زوال ، ولن يبقى إلا مواقف الرجال ، وإحترام الذات ، متمنيا أن يدرك كل صاحب سلطه يتحكم بها فى مصائر العباد أنهم بشر وأن الله رب العالمين يستجيب لدعوة المظلوم من فوق سبع سموات ، وأن الوقائع المخجله والمخزيه قبل الوقائع مثار الفخر سيتحاكاها شهودها ، وسيرصدها التاريخ بل قد تدون فى صفحاته إما بأحرف من نور ، أو دليل خزى وعار .