رئيس التحرير يكتب : يقينا .. الثقافه بعافيه ، والمثقفين لاوجود لهم فى الواقع الحياتى .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مات المثقفين والمؤرخين والعظماء وأصبحنا نسمع عن حماقات لاحصر لها من أدعياء الثقافه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن مخطأ من يظن أن لدينا ثقافه ، أو بيننا مثقفين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثقافه تحدد وجدان الشعب ، وترسم معالم تطوره ، وتقدمه ، لذا كان القائمين عليها من أصحاب الفكر الذين يتمتعون برؤيه حتى يكونوا موطن تأثير بحق ، الثقافة مظهر من مظاهر التقدم الفكري ، والعقلي للمجتمعات البشرية ، لذلك إقتصر معنى الثقافة على الدلالات الفنية ، والمعرفية ، والأدبية ، خاصة في الدراسات والأبحاث المرتبطة والمتعلقة بمفهوم التربية والإبداع ، الثقافة تعتبر مجموعة متعددة ومختلفة من الأفكار ، والأهداف ، والعادات ، والقيم الذي يتميز بها أي فرد أو مؤسسة عن غيره .
نمتلك ثقافة عمرها آلاف السنين حيث كانت مصر القديمة من أوائل الحضارات في الشرق الأوسط وأفريقيا ، ولآلاف السنين حافظ المصريين على ثقافة فريدة من نوعها ، ومعقدة ، ومستقرة والتي أثرت على الثقافات اللاحقة في أوروبا ، كما إزدهرت حركة التأريخ فى مصر وتفوقت فى عصر الدوله المملوكيه ، وظهر مؤرخين كبار مثل المقريزى ، وإبن تغرى ، وإبن العميد ، وإبن إياس ، و غيرهم من فطاحل المؤرخين . وبفضل المؤرخين المصريين فى العصور الوسطى تعرف الباحثين فى العصر الحديث على أحوال مصر ، ومنطقة الشرق الأوسط ، وبعد ثورة 1919 وإحساس المصريين بتراثهم وهويتهم بدأ المفكرين المصريين الإهتمام بتاريخ مصر ، ومع توسع الجامعه المصريه (1925) ظهرت طبقه من المصريين المثقفين والمتعلمين إختاروا دراسة التاريخ ، وإتجهو للتأريخ .
الآن مخطأ من يظن أن لدينا ثقافه ، أو بيننا مثقفين ينطلقون من هذا النهج ، بل مخطأ من يظن أن بالساحه الثقافيه حتى أشباه مثقفين ، ومانراهم يروجون لهدم ثوابت الدين ماهم إلا أدعياء لاقيمة لهم ولايمكن أن نعتبرهم فى المنظومه الثقافيه ، وبالتأكيد من يوهمهم أنهم على صواب بات محل إستهجان حتى من المواطن البسيط . بالمجمل نحن الآن مبتلين فى ثقافتنا الأمر الذى معه وصلنا إلى هذا المستوى من الجهاله ، ومانراهم الآن على الساحه مجرد أدعياء ثقافه وأبدا لايمكن إعتبارهم مثقفين ، وسيظلوا قابعين فى دائره لايخرجون منها إلا بإذن لإرتكاب فعل ثقافى فاضح . وهم ملتزمون بذلك طبقا للرخصة الممنوحه لهم ، والدور المرسوم لهم .
مات المثقفين والمؤرخين والعظماء ، مات عباس محمود العقاد ، ونجيب محفوظ ، ومصطفى لطفى المنفلوطى ، ويحيى حقى صاحب قنديل أم هاشم ، وإحسان عبدالقدوس ، وطارق البشرى ، وجلال كشك ، وخالد محمد خالد ، ومحمد بهاء الدين ، وجمال بدوى ، وعبدالوهاب المسيرى ، وأحمد خالد توفيق ، ولم يعد للثقافه وجودا بعدهم . بل إنها أصبحت مقرونه بالطعن فى الثوابت الدينيه ، والنيل من القيم الأخلاقيه ، وتشويه الرموز الدينيه بداية من البخارى ومسلم ونهاية بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ، وبعد أن كان المثقف يعرف بأنه هو من حمل الحقيقه فى وجه القوه ، وهو من تمتد أفكاره إلى نطاق أبعد من مهنته ، ويهتم بالقضايا والمشكلات الحقيقيه ، وهو من لديه القدرة على التفاعل والتعامل مع الأفكار والثقافات المختلفه بات المثقف ينطلق من جهاله غير مسبوقه ، وأصبحنا نسمع عن حماقات لاحصر لها من أدعياء الثقافه ، بل أصبح المثقف الذى يتحدث عن الأمراض التى يعانى منها الشعب يعدونه ضد الشعب كما قال الكاتب هاشم صالح .
هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم المثقفين الآن قولا واحدا معظمهم فئه لاقيمه لهم ، ولاإعتبار لشأنهم حتى لو تصدروا الإعلام ، وبات لهم برامج يطلون منها على الناس لإفساد قناعاتهم السويه ، لأنهم جنحوا إلى الإنطلاق الثقافى عبر الطبل والزمر والنفاق وفى إطار رخصه منحت لهم كبلت أفكارهم وجعلتهم مجموعه محل احتقار لما يطرحونه من أفكار ومايقولون به من هزل ، هؤلاء لاعلاقة لهم بالثقافه ، إنما يطلون تحت كنفها بحثا عن مكانه ، وإبتغاءا لمن يجعل لهم وجاهة فى الرأى العام عبر الإعلام لذا كانت التنازلات التى أهدروا بها قيمتهم وسحقوا إرادتهم . غابت الحقيقه عن واقع الحياه بعد حالة الضجيج التي تشهدها بعض الفعاليات الخاصة بالأحزاب ، وإنعدمت الثقافه ، يبقى للحفاظ عليهم منطلقات للنهوض بالوطن ، والحفاظ على تاريخه يتعين أن ندرك أهمية الرأي الآخر في النهوض بهذا الوطن الغالى والحفاظ على تاريخه. كيف ؟ ، تابعوا مقالى المنشور غدا بإذن الله بموقع #صوت الشعب نيوز الإخبارى .