تحيه واجبه إلى روح الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس باشا والزعيم فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخليه صاحب عيد الشرطه .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجدد الفخر كوفدى بتاريخ زعماء الوفد ورجالاته ، الذين سطروا بوطنيتهم هذا العيد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لنا أن نفخر أننا كمصريين ننتمى إلى أمه ذا تاريخ وحضاره ، وهذا مثبت عبر صفحات التاريخ التي سطرها نضالات أجدادنا ، وتضحيات أبطالنا ، وعطاء أبناء شعبنا العظيم ، اليوم في عيد الشرطه المصريه الثانى والسبعين ، وفيه تكون التحيه واجبه لكل الشرطه المصريه التي تضم خيرة أبناء هذا الوطن الغالى قيادات وضباط وأفراد في القلب منهم اللواء محمود توفيق وزير الداخليه ، الذين يؤدون أقدس مهمه وهى حفظ مقدرات الوطن ، وتحقيق الأمن والأمان والإستقرار لأبناء الشعب . اليوم أجدد الفخر كوفدى أبا عن أجداد بتاريخ زعماء الوفد ورجالاته ، الذين سطروا بوطنيتهم هذا العيد ، وأدوا دورا وطنيا عبر التاريخ .. من أجل ذلك تكون التحيه واجبه ومستحقه إلى روح الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس باشا رئيس حكومة الوفد فى عهد الملك فاروق يوم تم تخليد 25 يناير 1952 ليكون عيدا للشرطه ، والتحية واجبه إلى روح الزعيم فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخليه صاحب عيد الشرطه الذى قاد الشرطة ضد المستعمر البريطانى فى مدن القنال ، وأذاقهم مرارة الهزيمه ، وألحق وأبطال الشرطه ببريطانيا العظمى خسائر فادحه فى معركة القنال ، وسجلت الشرطة المصرية بأحرف من نور صفحات مضيئه فى التاريخ النضالى المصرى ، الأمر الذى جعل الإنجليز يفكرون فى الرحيل من البلاد والجلاء عن مصر بعد معركة القناه .
للتاريخ .. فى 25 يناير 1952 قامت الشرطة فى ظل حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس باشا إبن محافظة الغربيه بضرب أروع الأمثله فى التضحيه والفداء ، وألحقت خسائر فادحة بالقوات البريطانيه ، وهو ما اتخذته الداخلية فيما بعد عيداً للشرط المصرية ، حيث بدأت معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952 ، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة “البريجادير أكسهام ” ، باستدعاء ضابط الاتصال المصرى ، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية ، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة ، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين وزير الداخلية فى هذا الوقت ، الذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام . وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة ، أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها ، وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج ، ووضع سلك شائك بين المنطقتين ، بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب .
هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة ، بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951، حيث غضبت بريطانيا غضبا شديدا وإعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ، وإحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة ، والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز ، وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز، ففى 16 أكتوبر 1951 بدأت أول شرارة للتمرد ضد وجود المستعمر ، بحرق “النافى” وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للإنجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية ، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الإنجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952 .
بدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا، وإنطلقت مدافع الميدان من عيار 25 رطلا ومدافع الدبابات (السنتوريون) الضخمة من عيار 100 ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة ، وثكنة بلوكات النظام بلا شفقة أو رحمة ، وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا ، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم ، وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة ، تملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية ، وهو النقيب مصطفى رفعت ، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات : لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة ، وإستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة ، فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض ، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء الطاهرة .
برغم هذا الجحيم ظل أبطال الشرطة صامدين فى مواقعهم يقاومون ببنادقهم العتيقة من طراز (لى إنفيلد) ضد أقوى المدافع وأحدث الأسلحة البريطانية حتى نفدت ذخيرتهم ، وسقط منهم فى المعركة 56 شهيدا و80 جريحا ، بينما سقط من الضباط البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا ، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير 1952 .
لم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين ، فقال للمقدم شريف العبد ضابط الإتصال : لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف ، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا . وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم ، وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ، ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.