نعــم .. أنا إنسان أتعايش بقلمى نبض المواطن ، وأعبر بصدق عن معاناة الناس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل إنتهى اليقين بأن العلم معيار تقدم الأمم ونهضة الشعوب!! .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أشعر أننى إنسان عندما أتعايش بقلمى نبض المواطن ، وأعبر بصدق عن معاناة الناس ، وأنبه بإخلاص لما قد لايعرفه المسئولين لإدراكى أنهم جميعا محل تقدير وإحترام ولديهم إنسانيه تحرك وجدانهم ، يتعاظم ذلك عندما يبهرنى عطاء الكرام من المواطنين بهذا البلد العظيم ، خاصة الذين يقدسون العلم ، ويدركون أنه رحم بين أهله لذا كان معيار تقدم الأمم ، ونهضة الشعوب ، ومقياس النجاح ، من أجل ذلك كان العلماء ورثة الأنبياء ، ويعلمون جيدا أن تلك حقائق يقينيه عندما يفتقدها المجتمع يكون قد إفتقد مبررات وجوده بالحياه ، ودوله بلا علم تتملكها الجهاله ، وتصبح بلا مستقبل ، ووطن عظيم كمصرنا الحبيبه يصل فيها الحال أن تعمل فيه حاصله على شهادات جامعيه عاملة نظافه بالمجارى باليوميه بحثا عن لقمة العيش الحلال دون أن يصوب مسئولا هذا الخلل الجسيم ، وينتشلها من هذا الوحل ، ندرك أننا أمام خيارين ، إما أن الخير إنعدم من المجتمع ، وفقد كل من فيه الرشد ، أو أننا أصبحنا فى ٱخر الزمان والذى فيه لم يعد يتأثر المسئولين بما يمثل كارثه بالمجتمع ، وأصبحنا على مشارف علامات الساعه .
ماأقول به ليس من نافلة القول ، أوعلى سبيل المجاز للتوضيح ، بل إنها الحقيقه اليقينيه المؤلمه لفتاة عظيمه ولدت فى إحدى قرى بلدتى بسيون عام 89 ، خطت الأيام على وجهها علامات الصبر ، هذا الصبر الذى قهر الٱلام التى خلفتها محاولاتها للبحث عن حياه كريمه منذ حصلت على درجة الإجازه العاليه الليسانس في الشريعه الإسلاميه من كلية الدراسات الإسلاميه والعربيه جامعة الأزهر بكفرالشيخ عام 2014 ، وحتى اليوم حيث أصبح عمرها الآن الخامس والثلاثين وتضاءلت الفرصه أمامها فى عمل حكومى يحقق لها الإستقرار الأسرى ، ومع ذلك هي متمسكه بالأمل في وجود مسئولين وطنيين بحق ، سيقدرون كفاحها وسيحتضنوا حلمها بأن تعيش وأسرتها حياه كريمه .. بحق الله فقدت القدرة على الإستيعاب ، وأنا أستمع لتلك السيده العظيمه إبنة الخامسه والثلاثين عاما الأم لثلاث أطفال ، وزوج يسعى على رزقه ، حتى كدت أفقد عقلى حيث إستشعرت وكأن الله تعالى سيخسف بنا الأرض ، أو يطبق علينا السماء عقابا على مايحدث من بنى البشر بعضهم لبعض .
أوجع قلبى ماسمعته منها ، وتألمت لماحدث لها ، وبكيت عقب إستعادة الوعى . يقينا .. كلامى يتسم بالغموض ، ويفتقد للفهم ، ويحتاج إلى تفسير واضح المعالم ، وصراحه تتسم بالشفافيه أملا إن يهيىء رب العالمين لمن قهرت نفسى حكايتها أمر رشد فينصفها بعد طول قهر .. فى كلمتين حصلت على المؤهل الجامعى ، ودبلوم الدراسات العليا في الدبلوم العام في التربيه ، من كلية التربيه بنين بجامعة الأزهر بالقاهره ، وعملت مدرسة لغة عربيه بلا أجر لمدة عام في إحدى مدارس قرى بلدتى بسيون ، لكن عندما فقدت الأمل في التعيين ، أو الحصول على مقابل مادى يعينها على الحياه ، وأمام الحاجه لمساعدة أسرتها تركت التدريس المجانى ، وطافت فى كل الدنيا بحثا عن عمل ، ولو فى غير تخصصها يساهم دخله فى مساعدة زوجها وأسرتها على شظف العيش ، لكنها فقدت الأمل عندما قالوا لها بشركة تأمين فى خجل متبوع بالإعتذار نريد فتاة إستايل تبهر العملاء وتسحر لهم ، فقررت دفن شهاداتها بيديها بعد أن قرأت عليهم الفاتحه ، وعملت في الحقول باليوميه ، وإنتهى بها المقام عاملة نظافه باليوميه أيضا فى المجارى ، نعم ياحكومتنا عاملة نظافة بالمجارى بمؤهل عالى ودبلوم تربوى .. نعم أيها الساسه عاملة نظافة فى المجارى بمؤهل عالى ودبلوم تربوى .. نعم ياقادة الأحزاب عاملة نظافة فى المجارى بمؤهلها العالى وشهادة التربوى .
أتصور أن تلك الواقعه تستحق أن نتوقف أمامها كثيرا وطويلا بخجل شديد من أنفسنا جميعا ، وإكبار ممزوج بالفخر بالمرأه المصريه ، وإحترام أشد لصاحبتها ، التي تمثل نموذجا مشرفا للمرأه المصريه العظيمه ، التي ليس لها طموح سياسى ، ولم تتقدم للمشاركه في تنسيقية شباب الأحزاب أملا أن تكون نائبه ، ولم تشارك في الضجيج الذى تحدثه الأحزاب عند كل مناسبه ، إنما تشققت يدها وقدماها وهى تعمل بالحقول والمجارى وكلها فخر ، وأنا معها أشاركها الفخر ، لأنها تتمسك بأن تكون سيده شريفه عفيفه تعيش حياه كريمه ، ويقينى راسخ أن بوطننا الغالى مسئولين لديهم إنسانيه كبيره يتعايشون بها مع أبنائهم ، وأسرهم ، قبل العاملين معهم من الموظفين ، ويدركون بقلوبهم مفردات تلك الكلمات ، ويستشعرون مالدى من إحساس بالمسئوليه تجاه تلك السيده الشريفه العفيفه التى ليست قريبتى وإن كان يشرفنى أن تكون قريبتى ، ولاإبنة أحد من الكبار لكنها بنت مصر وهذا أعلى وأجل ، ولاأعتقد أن محافظنا المحترم الرائع الدكتور طارق رحمى ، ووكيل وزارة التربيه والتعليم الخلوق المهندس ناصر حسن ، سيعجزون عن إلحاقها بالتدريس ولو في مدرسة خاصة دعما لتلك السيده الرائعه التي تبحث عن حياه كريمه لأسرتها ، وحفاظا على صورة العلم التي إهتزت بداخل كل شريف في هذا الوطن عرف قصة تلك السيده العظيمه .