نعـــم .. ليس هناك أروع ولاأسمى من دفىء المشاعر ، وحميمية الأسره ، وترابط العائله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللهم لاتكتب علينا الفراق ، وأن تجعلنا خداما لأهلنا ، رفقاء فى صنع الخير .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى زمن كزماننا هذا ليس هناك أروع ولاأسمى من دفىء المشاعر ، وحميمية الأسره ، وترابط العائله ، إستشعرت ذلك ذات يوم ليس بالبعيد حيث إنتابتنى حالة من السكينه والراحه ، ممزوجه بدفىء غريب وعجيب حين تلقيت تليفون من صديق عزيزإفتقدته بالحياه ، لأنه وهب نفسه فى خدمة الوطن حيث يشغل موقع وظيفى هام لم يستحوذ على وقته وفقط ، بل إستحوذ على كل كيانه أعانه الله ، حتى أننى هيأت نفسى أننى لن ألتقيه ثانية فى الحياه ، لأن حضوره من القاهره بات مقصورا على زيارة قبر أحبابه فى القلب منهم والدته الحبيبه والعوده فورا ، وبات الإقتراب من بيته مؤلما بعد أن بكى جدرانه على رحيل من فيه إلى مستقر رحمة رب العالمين سبحانه ، حتى أنا كلما مررت من أمام بيته أتألم لفقدان الحياه فيه بعد رحيل الأحباب الذين لاأملك إلا الدعوه لهم بالرحمه والمغفره ، وأن يتغمدهم بواسع رحمته .
وكأنه نمط سلوك يفرضه الواقع على من هم فى مثل تلك الظروف خاصة من ناحية طبيعة العمل الوظيفى ، لأن هذا الصديق الحبيب فعل كما فعل إخوتى الأحباب الذين شاء قدرهم أن ينتهى بهم المقام ليكونوا بين القاهره وخارج الوطن بحكم طبيعة عملهم في الصحافه والإعلام وبات حضورهم لبيتنا القديم العتيق الواقع أمام مضيفة العائله فى حى الأشراف العريق الذى شهد مولدنا وطفولتنا وصبانا قبل أن نغادره فى شبابنا مقصورا على الأعياد إذا كانوا بالقاهره ، ولمدة 24 ساعه ، حتى أنا لم أعد أذهب إلى هذا البيت الذى أغلقناه تاركا الفيلا التى تبعد أمتار عنه إلا فى رحابهم تأثرا برحيل أمى وأبى رحمهم الله تعالى الذين كانوا موطنا لنا ومحور سعادتنا ، ولأن بيتنا بات موحشا بعد رحيلهما وكأن جدرانه بحق باتت تبكيهم .
ظللت فتره طويله متألما من فقد هذا الحبيب فى دروب الحياه حيث إستحوذ على كيانه مشغولياته الوظيفيه الحساسه ، داعيا له بالصحه والستر ، وأن يبارك فى أولاده ويحفظه وإخوته ، هو نموذج مشرف ، ويمتلك قبولا طيبا حتى أنه رغم حساسية موقعه الوظيفى إلا أنه يمتلك شغاف القلوب ، وكثيرا ماتنتابنى سعاده غامره عندما ألتقى مع من ألمس سعاده فى عينيه من المسئولين عندما يدرك أننا دم واحد فيقول أنتم من عائله محترمه ، كل فيكم يصدر بسلوكه وأدائه صوره طيبه عن عائلتكم التى تزدان برموزكم الوطنيه كفخر هذا الوطن الفريق سعدالدين الشاذلى .
شيىء غريب أن يشعر كلانا بدفىء المشاعر إنطلاقا من حديث عبرالهاتف ، وأن يتناغم حوارنا لأنه كان نابعا من القلب ، والإشتياق ، وإدراك أن الدنيا تسير بنا بسرعه وسنبقى ذكرى لذا نحرص على تقديم الخير ، وإنصاف المظلومين ، ومساعدة المحتاجين ، والإخلاص بالدعاء للأحباب ، حقا كان حوار طيب أعادنى إلى الزمن الجميل حيث كنا قبل أن تأخذنا الحياه بكل كياننا ، أدعو الله تعالى له بالتوفيق والسداد ، وألا يكتب علينا الفراق ، وأن يجعلنا خداما لأهلنا ، رفقاء فى صنع الخير وتقديمه للناس ، وأن يوفقه فى رسالته النبيله .
بعد هذا العمر الذى وصلنا فيه إلى ماوصلنا إليه بفضل الله وحده من مكانه رفيعه أنا وإخوتى وأبناء عمومتى وأحبابنا إلا أنها لم تغنينا عن دفىء المشاعر وحميمية الأسره ، لذا كان ماطرحته وإن كان منطلقه أمر شخصى إلا أنه عظيم الدلاله أهدف من طرحه الإنتباه إلى مانحن فيه من غفله وعدم إدراك لأهمية التقارب والتواد والتراحم ، والأنس بدفىء المشاعر فى حياه باتت بحق موحشه بغيضه يفتقد من فيها للحب والحنان والسعاده والموده والرحمه ، حتى بين الأخوه الأشقاء ، ولعلها فرصة ننتبه فيها إلى أن الحياه تأخذنا حتى من أنفسنا ، وتعزلنا عن بعضنا البعض ، وبعد أن يمضى قطار العمر سنكتشف أننا نعيش فى وهم ، ونتمنى أن لو عاد الزمن للوراء لنسترجع كل تلك المعانى النبيله ، هذا وإن كنت أنتمى لجيل أصبح كل من فيه فى خريف العمر يستعدون للقاء رب كريم إلا أننى أرى أنه من واجبى تنبيه الجميع خاصة الشباب لما جهلناه من تلك المعانى الطيبه تأثرا بمشاغلنا التى لم ولن تنتهى .