زلزل كيانى وإهتز وجدانى يوما بكى فيه من رآنى أقبل يد كرام مرضانا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ياعباد الله إنتبهوا يرحمكم الله ، ليس بالمناصب أو المال تستقيم الحياه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقينا .. أستشعر الإحترام عندما أتحدث حديث الصدق في زمن الهزل ، لأنه حقا غريبه تلك الحياه وغريب أمر الناس فيها ، باتوا يقاتلون على أمور كثيره وحقيره ، ولم ينتبهوا أنها وهم إلى زوال ، وإغتروا بالمناصب ونسوا أنفسهم ، وتعاظم لديهم الأنا دون إدراك أنهم قد يفتقدوها فى لحظه ، يصبحوا بعدها نسيا منسيا بعد أن كانوا ملىء السمع والبصر يشار إليهم بالبنان ، ولم يتعظوا من سابقيهم الذين فجأه إنحصرت عنهم الأضواء ونسيهم أقرب الناس لهم ، خاصة الذين إستفادوا من وجودهم فى المنصب .
كثيرا أحمد الله تعالى رب العالمين سبحانه على نعمة الرضا ، والتمسك بنعمة أن أكون خادما لأهلى ، جزءا من كيانهم ، ويزداد الحمد عندما أجد نفسى متسقا مع ذاتى ، لم يتغير نمط سلوكى ، أو أسلوب معيشتى بتغير المواقع الوظيفيه التى شغلتها وأشغلها ، أو الشعبيه والتى وصلت لقمتها كنائبا بالبرلمان بإراده شعبيه حقيقيه ، أو المكانه الإجتماعيه التى أنعم الله تعالى على شخصى بها ، ونعمة التمسك بثبات نمط سلوكى قبل تلك المكانه وأثنائها ، ويزداد الحمد والشكر وأنا أتابع أحوال الناس وتغير نمط سلوكهم للأسف للأسوأ تأثرا بمنصب تقلدوه ، أو مال إمتلكوه حتى ولو بالجهد أو الميراث ، دون الإنتباه لمن سبقهم من الأولين أصحاب المناصب أو من إمتلكوا المال ، وماوصلوا إليه من عزله وتهميش بل وإحتقار تأثرا بما تملكهم من غرور وخيلاء ، وغيرهم من رفعة ورقى وإحترام بكريم صنائعهم وهم بالمنصب أو لديهم المال الوفير .
تعاظم ذلك كله عندما وجدت من يقبلنى عندما رآنى بمستشفى طنطا الجامعى برفقة مواطن بسيط من بلدتى ، أسير بجواره كتفا بكتف كأنه أخى من رحمى ، وعندما رفعت قدمه بيدى لأضعها فى السياره لعدم قدرته على فعل ذلك لظروفه الصحيه مستحضرا فضل رب العالمين على شخصى ، ومن بكى عندما وجدنى أقبل يد الأخ والصديق والحبيب معالى النائب عبدالعزيز حتاته رحمه الله تعالى وهو فى مرض الموت وأنا أقترب منه لأريح جسده وهو بالعنايه المركزه بمستشفى بلدتى بسيون ، وكذلك وهو جالس على كرسى متحرك بمستشفى الفرنساوى الجامعى بطنطا قبل أن يضم يده فى رقبتى ليعتدل فى جلسته ، وكذلك فعلت منذ أيام مع أخى وصديقى الخلوق المحترم أحد الأفاضل الكرام ببلدتى بسيون الأستاذ أحمد سعدالدين رحمه الله تعالى ونحن في مركز الكبد بالمحله .
تذكرت ذلك كله عندما كاد صديق من بلدتى يبكى تأثرا بزميل له يشغل موقعا وظيفيا رفيعا إستقبله إستقبالا سيئا شعر معه بتأثير المنصب عليه ، والكرسى الذى يجلس عليه ونسى أن الكرسى والمنصب إلى زوال وسيبقى ماسبق وأن طرحته من واقع الحياه ، ممتنا لصديق آخر فى موقع وظيفى كبير أيضا من الأكارم حقا حيث طيب بخاطره ، بدورى طيبت بخاطر صديقى الذى بكى لرب العالمين سبحانه فى جنح الظلام فى خلوه مبتهلا إليه سبحانه ألا يكتب عليه الإنكسار ، داعيا الله تعالى أن يجبر بخاطر الذى أكرمه وأحسن إستقباله . كم تساوى الدنيا أمام لحظة إنكسار يتسبب فيها صاحب منصب باليقين لايتمناها لنفسه يوما عندما يكون فى حاجه لمن يطيب بخاطره ، وكم يساوى المنصب إذا إلتقت الوجوه بعد أن يتجرد الجميع من قيود الوظيفه ووهجها ، فهل سيتحمل من غره المنصب بنظرة يلقيها عليه من تسبب فى قهره يوما ، ياعباد الله إنتبهوا يرحمكم الله ، هكذا الحياه نعيش فيها طولا وعرضا لكننا لاننتبه أننا وهى إلى زوال .