ياحكومه .. إحنا الشعب المسكين ، إحنا الشعب الذى يسكن فى الفلاحين ويسحقهم جشع التجار .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تطبيق قانون الطوارىء أراه ضرورة حتميه لردع التجار الجشعين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتعين أن يتعاظم لدينا الصدق ، ونتمسك بطرح الحقائق ، ونضع أيادينا على مواطن الخلل ، ونشير إلى مانراه يؤثر سلبا على مجريات الحياه ، ويدفع فى إتجاه إحداث خلل مجتمعى نهايته لايحمد عقباه ، إنطلاقا من هدف نبيل ، وغايه كريمه ، تهدف إلى العمل على الحفاظ على هذا الوطن الغالى من خلال ترسيخ التوازن المجتمعى ، وهذا لن يتأتى إلا بضرب جيوب العفن التى إستشرت فى أعماق المجتمع المصرى ، والضرب بيد من حديد على التجار الجشعين .
ألمس حاله من الصراع ممزوجه بالهزل فيما يتعلق بتعاطى التجار مع البضائع المخزنه لديهم خاصة المواد الغذائيه ، والأجهزه الكهربائيه التى هى من الضرورات لأى فتاه مقبله على الزواج ، وهى تنطلق من محورين إما بيعها بأسعار جنونيه ، أو الإستمرار فى تخزينها بغية الحصول على أعلى سعر يحقق لهم عائد مادى ضخم ، الأمر الذى ساهم فى صراع مجتمعى غير مسبوق من أجل الحياه بعد أن طال هذا الصراع أسعار السلع والخدمات ، وجعل الناس كل الناس يعيشون فى تيه ، هذا التيه طال المقيمين فى كل ربوع الوطن فى القرى ، والكفور ، والعزب ، والنجوع قبل المدن .
أمام تلك الظاهره الإجراميه كان من الطبيعى أن أرى ردعا غير مسبوق لهؤلاء المجرمين من الأجهزه الرقابيه ، فى القلب منهم مباحث التموين ، والضرب بيد من حديد على كل هؤلاء العابثين من التجار ، لكن الواقع أنهم جميعا جعلوا أنفسهم من بنها ، وكأن الأمر لايعنيهم وذلك فى إطار مايروج له البعض كذبا أن هذا النهج يأتي في إطار السياسه الأمنيه الحديثه التى تقوم على عدم الإحتكاك بالمواطنين نظرا لظروفهم المعيشيه الصعبه ، دون إدراك أن لدينا قامات أمنيه لديهم رؤيه ، وعندهم فكر أمنى متطور جعل كثر من الدول تستعين بهم ، الكارثه أن هذا الترويج لتلك السياسه من البعض ساهم في تفاقم الأزمه ، ورسخ لحاله من الإحتقان الشديد ، دون إدراك فى تقديرى أن المقصود بالمواطنين هؤلاء الفقراء المهمشين وليس التجار الجشعين .
يتعين أن تنتبه الأجهزه الأمنيه المعنيه أن عدم ردع هؤلاء التجار ، والتصدى الحازم والجازم لمايحدث من إجرام يدفع فى إتجاه الإحتقان ، وأن إعطائهم ظهورهم لما يحدث وعدم زجرهم لهذا الجشع ينمى الصراع المجتمعى وهذا لايحمد عقباه ، والذى أرى أن تلك الحاله التى تنتاب الناس تأثرا بما يحاول أن يرسخه البعض في عقول البسطاء بشان موقف الأجهزه الأمنيه له تداعيات مجتمعيه خطيره ، خاصة وأن هذا التعاطى السلبى مع مرتكبى ذلك زاد من تغول هؤلاء التجار المجرمين ، لذا تبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها أن حماية الشعب من جشع التجار ضرورة حتميه منوط بتحقيقها الأجهزه الرقابيه في القلب منها الأجهزه الأمنيه .
هذا الوضع الدراماتيكى يجعلنى أكاد أصرخ في وجه الحكومه .. ياحكومه .. إحنا الشعب المسكين ، إحنا الشعب الذى يسكن فى الفلاحين ويقطن فى الأزقه والحوارى ، والمقابر ، والقرى والنجوع والعزب ، وليس هؤلاء ساكنى القصور والفيلات بالمدن المبهره والأحياء الفخيمه ، إحنا الغلابه بتوع الفول والطعميه وليس الأغنياء بتوع الباتيه ، إحنا الشعب الذى يتمسك بسيادة القانون حلا لتلك المصيبه التى حلت بنا والمتمثله فى الإرتفاع الجنونى للأسعار ، وملاذا لهذا الهزل ، إحنا الشعب الذى يناشد كل الأجهزه التحرك السريع لإنقاذ قوت الناس من جشع التجار .
خلاصة القول .. إن تطبيق قانون الطوارىء أراه ضرورة حتميه لردع هؤلاء دون ذلك سيظل الشعب يعانى ، وقد تصل تلك المعاناه إلى الدخول فى أتون المجاعه ، وظهور عصابات السطو على السلع الغذائيه من أجل الحياه ، وهذا لايليق على الإطلاق تعاملا فى وطننا الغالى ، ويبقى السؤال هل سنستيقظ على تحرك واسع النطاق من الأجهزه ، أم أن الأمر مرشح لمزيد من التردى والإندفاع نحو التطاحن المجتمعى ، هذا ماستكشف عنه الأيام .