يجب أن يحدث مرشحى الرئاسة مراجعه لأنفسهم وأحزابهم بعيدا عن جلد الذات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آن الأوان أن يتسم واقعنا السياسى والحزبى بالواقعيه ، بما يليق بمصر التاريخ والحضاره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لعله من المناسب ونحن مازلنا في أجواء الانتخابات الرئاسيه حتى إعلانها رسميا غدا أن أتناول بعض الجوانب السياسيه ، إنطلاقا من مسئوليه وطنيه والذى معها يتعين وفورا قيام الأحزاب السياسيه التى خاض رؤسائها الإنتخابات الرئاسيه ، وحققت تلك النتائج الكارثيه شعبيا ، بتشكيل لجان متخصصه من قيادات الحزب تقوم بتحليل النتائج ، والبناء عليها ، إستعدادا لإستحقاقات إنتخابيه قادمه شيوخ ، ونواب ، وقد يكون محليات ، وإجراء مراجعه للإجابه على السؤال الجوهرى ماالذى حدث ؟ وذلك بغية الإصلاح ، وليس لجلد الذات ، شريطة أن يبتعد الجميع عن الهزل ونهج البحث عن شماعه يعلقون عليها فشلهم ، أو مبررا واهيا بالزعم بعدم وجود ضمانات للعمليه الإنتخابيه ، لأنهم طالما وافقوا على خوضها على هذا النحو الذى إرتضوه من ناحية الدعايه ، وآلياتها ، ونظامها ، لاحديث لهم فيما كان يجب أن تكون عليه الانتخابات من ضمانات على حد قول بعضهم .
الحقيقه اليقينيه تشير إلى أن واقع الحال على هذا النحو إن لم يتصدر مشهده عقلاء بتلك الأحزاب ، وإعتراف بالفشل لدى من أخفقوا ، والحديث بصراحه عن الضعف الذى إنتاب بنيان كل الأحزاب بلا إستثناء ، والعمل على جعل الواقع الحزبى والسياسى أكثر فاعليه ، وأعمق في الأداء ، وأقرب إلى المواطن ، سيكون نتيجته مزيدا من التراجع فى الأداء السياسى والمجتمعى ، وإخفاق متزايد في التجربه الحزبيه ، وتلاشى حقيقى للحياه البرلمانيه ، وإنعدام حقيقى أيضا وبصراحه لنموذج النائب الذى يولد من رحم الشعب ، ويأتي بإراده شعبيه حقيقيه وليست ديكوريه مهلبيه .
أطرح ذلك مؤكدا على أن الأحزاب السياسيه جميعها في مأزق خطير ، الأحزاب المحسوبه على السلطه بما إعترى كثر فيها من رحرحه ، وعشق الذات ، وتعاظم الأنا ، نظرا لعدم وجود منافسه حقيقيه ، كان من نتيجتها ضعف شديد في نوعية الأعضاء ، والأداء ، وكذلك الأحزاب المحسوبه على المعارضه والمستقله التي يطلق عليها أنها جميعا صنيعة نظام ، فتقزمت في شخوص المتصدرين لمشهدها خاصة أعضاء البرلمان منه بغرفتيه الذين نالوا الحصانه بلا عناء أو جهد شعبى فأصيبوا بالهزال لإنعدام المنافسه الحقيقيه مع الآخرين ، وهذا المكون الحزبى على هذا النحو ليس في صالح واقعنا السياسى ، ولا المجتمعى ، ولاحتى الدوله ذاتها ، لأن قوة الأحزاب من قوة الدوله وضعفها معول هدم في كيان الدوله ، لذا لابد من الإصلاح .
لعل أولى خطوات الإصلاح الإعتراف صراحة بأن مرجع هذا الوضع الحزبى المتردى ماطال الأحزاب من تهميش ، وتقزيم ، وحصار ، أوصلها إلى مرحلة الإحتضار ، ولعل ما رصده كل المعنيين بالإنتخابات من توهان الناس في الشارع ، والصعوبه الشديده لإقناعهم بأهمية المشاركه فرصة لمنحها قبلة الحياه ، وجعل الواقع الحزبى يتسم بالإحترام ، ويتمخض عن خبرائه دراسات تصب في خانة حل المشكلات والنهوض بالوطن ، وكذلك الإستفاده من الخبرات التي تحتويها تلك الأحزاب ، مع البدء فورا ودون إبطاء بإحداث ترميم سريع لتلك الأحزاب قبل أن يتهاوى بنيانها .
أرى حتمية أن يكون هناك حوار وطنى حقيقى ومحترم بشأن واقعنا السياسى والحزبى ينطلق من رؤية ، ومنهج ، وأطروحات ، إنطلاقا من الموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، حوار يفرضه مصلحة الوطن وليس الشو الإعلامى الذى ينتهى بمزيد من التهكم والسخريه والإحباط ، وليس حوار الطرشان ، أو المتلقين ، أو الذى يسبقه زخم شديد ثم يتلاشى ويتقزم حتى ينساه الجميع ، أو الحادث فى الغرف المغلقه بلا إدراك لأى مضامين . أعتقد أنه لايختلف معى حول مضامين ماطرحت وطنى مخلص ، أو راصد لواقعنا من الأجهزه ، أو محلل ينطلق من تحليله من حياديه وشفافيه .
يقينا .. قد يكون ماطرحته مؤلم لأنه يتسم بالصراحه ، لكنه المنطلق الوحيد لتصحيح المسار ، وإقناع الشباب ، وكل أصحاب الفكر والرؤيه والخبرات أن يكونوا فاعلين بتلك الأحزاب ، حتى يستفيد من خبراتهم الوطن ، وهذا النقد الذاتي الذى أحدثته أراه ظاهره صحيه لأن نهايته لاشك رؤية محترمه بحق تلك الأحزاب ، تعظم الإيجابيات ، وتكشف النقاب عن السلبيات ، وهذا يدفعنا إلى حوارات أعمق ، وهذا لن يتأتى أو يكون له نتائج فاعله إلا إذا كان هذا النهج في المراجعه منطلقه فك القيود التي كبلت الأحزاب ، لإنقاذ مايمكن إنقاذه من واقعنا الحزبى والسياسى . على أية حال غدا يعلن رسميا رتيس مصر لكن ماذا بعد ؟ تابعوا مقالى المنشور غدا بإذن الله بموقعى #صوت الشعب نيوز الإخبارى ، و#الرأي_العام_نيوز .