كتب – رفعت عبد السميع
أكد الاعلامى نزار الخالد، السكرتير العام المساعد لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، ورئيس اتحاد الاعلاميين الأفريقى الآسيوى، أن إقامة وبناء تحالفات وشراكات فاعلة بين المؤسسات الدينية والإعلامية على المستوى الدولي أمرًا ضروريًا لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف.
ولفت إلى أن الأفكار المتطرفة والمحرضة على العنف أصبحت تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، وبالتالي فإن مكافحة هذا الظاهرة تحتاج إلى جهود مشتركة من قبل المنظمات الدينية والإعلامية.
جاء ذلك فى كلمته التى ألقاها اليوم الاعلامى نزار الخالد، على هامش مشاركته فى المنتدى الدولى الذى ينظمه اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الاسلامى، يقام المنتدى تحت عنوان: “الاعلام ودوره فى تأجيج الكراهية والعنف-مخاطر التضليل والتحيز”.
وأوضح الخالد فى كلمته التى عنونت بـ “نحو مجتمعات خالية من خطاب الكراهية والعنف“؛ أن إقامة تحالفات وشراكات فاعلة في تبادل المعلومات والخبرات بين المؤسسات الدينية والإعلامية، تكمن أهميتها فى تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروج للكراهية والتطرف.
وشدد الخالد على أن التعاون بين القادة والمنظمات الدينية والمؤسسات الإعلامية عنصراً غاية فى الأهمية في بناء جسور الثقة والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة.
وفيما يلى نص كلمة السكرتير العام المساعد لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية:
” الأخوة رئيس وأعضاء المنتدى الدولي للإعلام،،،المحترمين
أولاً انقل لسيادتكم تحيات الأستاذ الدكتور حلمي الحديدي رئيس منظمة تضامن الشعوب الإفريقية والأسيوية وتمنياته بنجاح مؤتمركم هذا لما فيه خير للإنسانية
وفي بدئ مشاركتي أو التاكيد انه تعد إقامة وبناء تحالفات وشراكات فاعلة بين المؤسسات الدينية والإعلامية على المستوى الدولي أمرًا ضروريًا لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف.
فقد أصبحت الأفكار المتطرفة والمحرضة على العنف تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت،
وبالتالي فإن مكافحة هذا الظاهرة تحتاج إلى جهود مشتركة من قبل المنظمات الدينية والإعلامية.
تتمثل أهمية إقامة تحالفات وشراكات فاعلة في تبادل المعلومات والخبرات بين المؤسسات الدينية والإعلامية، وتعزيز التفاهم المتبادل والتعاون في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تروج للكراهية والتطرف.
فمن خلال تبادل الخبرات، يمكن للقادة الدينيين والمنظمات الدينية أن يتعاونوا مع المؤسسات الإعلامية لنشر رسائل تروج لقيم التعايش والسلم وتصحيح المفاهيم الخاطئة.
يعد التعاون بين القادة والمنظمات الدينية والمؤسسات الإعلامية مهمًا لأنه يساعد في بناء جسور الثقة والتفاهم بين الثقافات والأديان المختلفة،
فعندما يتمكن القادة الدينيون من التعاون مع المؤسسات الإعلامية في نشر رسائل التسامح والتعايش السلمي، فإنهم يساهمون في تقليل مستوى التصعيد والتوتر بين الثقافات المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تراعي المؤسسات الإعلامية حساسية القضايا ذات البعد الديني وتتبنى مقاربات مهنية تعزز التعايش وتحارب التطرف، يجب أن تتعاون المؤسسات الإعلامية مع القادة الدينيين وتستفيد من خبرتهم لتوجيه الرسائل بشكل صحيح وتجنب تحريف المفاهيم الدينية.
وعلاوة على ذلك، يجب أن نعمل على إقامة شراكات وتحالفات دولية بين مختلف الجهات ذات العلاقة لمواجهة الخطاب المتطرف على المستوى العالمي، يمكن لهذه الشراكات أن تساهم في تنسيق الجهود وتبادل الخبرات في مجال مواجهة الكراهية والتطرف، وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة هذه الظاهرة.
باختصار، إقامة وبناء تحالفات وشراكات فاعلة بين المؤسسات الدينية والإعلامية على المستوى الدولي ضرورة ملحة لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف، يجب على القادة الدينيين والمنظمات الدينية أن يتعاونوا مع المؤسسات الإعلامية لنشر رسائل التعايش والسلم وتصحيح المفاهيم المغلوطة،
وعلينا أن نعمل على إقامة شراكات وتحالفات دولية لتنسيق الجهود وتبادل الخبرات في مجال مكافحة الكراهية والتطرف على مستوى العالم.
المسؤولية الأخلاقية للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية عند تغطية القضايا ذات البعد الديني والإنساني هي مسألة حساسة ومهمة في عالم الإعلام الحديث، فالقضايا التي تتعلق بالدين والإنسانية تحمل تأثيراً كبيراً على المجتمعات، وبالتالي فإن الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية يجب أن يكونوا مسؤولين تجاه الطريقة التي يتناولون بها تلك القضايا.
تعتبر المعايير الأخلاقية الأساسية التي يجب أن تحكم العمل الإعلامي هي الموضوعية وعدم الإساءة أو التحريض على الكراهية، يجب على الإعلاميين أن يسعوا لتقديم المعلومات بطريقة موضوعية وحيادية، بعيداً عن أي تحيزات أو أجندات سياسية أو دينية، يجب أن يتجنبوا الترويج للتحريض على الكراهية أو التمييز بين الأديان والثقافات المختلفة.
ومن الأمثلة التي يمكن أن نأخذها نموذجاً في ذلك هي الوضع في اليمن.
تعتبر الحرب في اليمن قضية ذات بعد ديني وإنساني كبير، وقد شهدت التغطية الإعلامية لتلك القضية تحديات أخلاقية، فمن المهم أن يتعامل الإعلاميون مع تلك القضية بحساسية وإحترام، ويجب أن يسعوا لتقديم الصورة الحقيقية للأحداث دون التلاعب بالحقائق أو تضخيمها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يسعى الإعلاميون، وقادة الرأي لنشر الوعي بين أنفسهم حول مسؤولياتهم تجاه المجتمع.
يجب أن يدركوا أن دورهم ليس فقط نقل الأخبار، بل أيضاً تشكيل الرأي العام وتوجيهه، لذلك، يجب أن يكونوا حريصين على تجنب الممارسات غير الأخلاقية مثل التضليل ونشر الشائعات والتلاعب بالمشاعر، وأن يعملوا على تعزيز الحوار البناء والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
بالنسبة لآليات المحاسبة، يجب أن تكون هناك ضوابط ومواثيق أخلاقية ومهنية تضبط عمل المؤسسات الإعلامية وتحدد الحدود التي لا ينبغي تجاوزها، يجب أن تتعاون المؤسسات الإعلامية مع المنظمات غير الحكومية والهيئات الرقابية لضمان احترام المعايير الأخلاقية والمهنية، ومحاسبة الأفراد والمؤسسات التي تنتهك تلك المعايير.
في الختام، فإن المسؤولية الأخلاقية للإعلاميين والمؤسسات الإعلامية عند تغطية القضايا ذات البعد الديني والإنساني هي مهمة لا يمكن تجاهلها،
يجب أن يعمل الإعلاميون على تقديم المعلومات بموضوعية وحيادية، وتجنب التحريض على الكراهية والتمييز.
يجب أن يكون هناك آليات لمحاسبة المؤسسات الإعلامية التي تنتهك المعايير الأخلاقية والمهنية، ويجب أن يتم تعزيز الوعي بين الإعلاميين حول مسؤولياتهم تجاه المجتمع وضرورة تجنب الممارسات غير الأخلاقية.
وهنا لا يمكن ان نتحدث عن هذه القضية العامة ولا نتحدث عن التحيز والتضليل الإعلامي في تناول القضايا الوطنية.
تُعتبر الإعلام وسيلة هامة لنقل الحقائق وتوجيه الرأي العام، ولكنها في بعض الأحيان تتحول إلى أداة للتحيز والتضليل، وتعد قضية فلسطين من بين القضايا الوطنية التي تعاني من هذه الظاهرة بشكل واضح ومؤثر، إذ تسهم التحيزات الإعلامية في تشويه الحقائق وإثارة مشاعر الكراهية، مما يؤدي إلى زيادة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن التحيز الإعلامي يعتمد بشكل أساسي على عدة عوامل، منها الانتماءات السياسية والثقافية للصحفيين والإعلاميين، وكذلك الضغوط السياسية والاقتصادية التي يتعرضون لها.
تستخدم بعض وسائل الإعلام آليات متعددة لتضليل الرأي العام، بما في ذلك تغطية جزئية وغير موضوعية للأحداث، وتحريف الحقائق وتمرير المعلومات بشكل مبالغ فيه لخدمة أجندات سياسية معينة.
تركز بعض وسائل الإعلام على تصوير إسرائيل كضحية وتجاهل الانتهاكات الواقعة على الفلسطينيين؛ فهي تقدم للقضية الفلسطينية بشكل عام صورة غير حقيقية ومغايرة للواقع، مما يؤدي إلى تشويه صورة الفلسطينيين وإثارة مشاعر الكراهية تجاههم.
ويؤدي التحيز الإعلامي في تناول القضية الفلسطينية إلى إغفال الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، مثل الاستيطان والاعتداءات على المدنيين والحصار الاقتصادي والعسكري.
كما تنتهك بعض وسائل الإعلام المعايير الأخلاقية والمهنية من خلال ترويج الأكاذيب والشائعات والمعلومات المغلوطة. وتعتمد على تأثير العواطف والمشاعر الشخصية لدى الجمهور، بدلاً من تقديم المعلومات الدقيقة والموثوقة، وهذا ينتهك حق الجمهور في الوصول إلى الحقائق ويزيد من التوتر والانقسامات في المجتمع.
ولمكافحة ظاهرة التحيز والتضليل الإعلامي، يجب أن يتم تعزيز الوعي لدى الجمهور بأهمية التحليل النقدي للأخبار والمعلومات، ينبغي أن نعتمد على وسائل الإعلام المستقلة والموثوقة، ونسعى لنشر المصداقية والمعرفة الصحيحة، يجب أن يتم تشجيع الصحفيين والإعلاميين على الالتزام بمعايير النزاهة والمهنية، وتجنب التحيزات السياسية والثقافية.
علاوة على ذلك، يجب أن يلعب الأجهزة المعنية دوراً فعالاً في تنظيم قطاع الإعلام ومراقبته، بحيث يتم التأكد من احترام معايير الحياد والموضوعية، ينبغي أن تتوفر خدمات الإعلام العامة والخاصة للجميع، وأن تعزز حرية التعبير وحق الوصول إلى المعلومات.
ولخلق مجتمع يعتمد على المصداقية والنقد البناء، يجب أن نعمل على تعزيز الوعي الإعلامي والترويج للتعليم الإعلامي، ينبغي أن يتم تعزيز دور المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني في توعية الناس بأهمية الإعلام الحر والمستقل.
في النهاية، يجب أن ندرك أن الحقائق والمعلومات الدقيقة هي أساس بناء رأي عام صحي وموضوعي.
أيضا، يجب أن نستعيد قوة الإعلام في تعزيز السلام والتفاهم والعدالة، وأن نعمل معًا لمحاربة ظاهرة التحيز والتضليل الإعلامي وبناء مجتمع يعتمد على المصداقية والتسامح والتفاعل الإيجابي.
وفي هذا الصدد، ندعو منظمة التعاون الإسلامي للعمل لرفع العقوبات عن الاشخاص او الكيانات في آسيا وأفريقيا، التي فرضت عليهم من مجلس الأمن جراء التضليل الاعلامي والتحيز والمكائد السياسية؛
مما اوقع بالضرر سواء الأفراد او الكيانات او الاوطان وللاسف ان هذه العقوبات جاءت جراء التضليل الاعلامي ما زال يمارس ضد البعض وقد توفاهم الله وهم في صف الدفاع عن القومية العربية والوطنية، ولم يكن لهم سابقا او حاليا أي اعمال تعكر الأمن والاستقرار في أوطانهم او على المجتمع الدولي،
وملتزمين بالقرارات الدولية او الحكومات الشرعية التابعه لأوطانهم” .