كتب : رفعت عبد السميع
صرح سفير طاجيكستان أن جمهورية طاجيكستان هي إحدى الدول الرائدة في العالم في استخدام مصادر الطاقة الخضراء والمتجددة، وتطوير الاقتصاد الأخضر، والاستخدام الفعال وغير الضار للموارد الطبيعية وخاصة المياه من حيث الوقاية من تغيرات المناخ، وفي هذه العملية تعتبر دولة ذات المبادرات الهامة على الساحة العالمية.
وقد اعتمدت الأمم المتحدة عددا من المقترحات الحيوية لتاجيكستان بشأن حماية الموارد المائية واستخدامها الرشيد، والتي تعد المصدر الرئيسي للحياة والتنمية المستدامة، ويجري تنفيذها في جميع أنحاء العالم.
وكل هذا على الرغم من أن حجم انبعاثات الغازات الدفيئة من تاجيكستان صغير جدًا، وتحتل بلادنا المرتبة 130 في التصنيف العالمي، أي أنها من الدول الرائدة في الحجم الصغير لهذه الانبعاثات.
وأكثر من 98 بالمئة من كهرباء تاجيكستان تأتي من مصادر متجددة، أي مصادر الطاقة الخضراء، وخاصة الطاقة الكهرومائية، ونحن نحتل المرتبة السادسة عالميا بهذا المؤشر.
وهذا على الرغم من أن 5% فقط من إمكانات الطاقة الكهرومائية في تاجيكستان تُستخدم حاليًا. وتبلغ قدرة الطاقة الكهرومائية في تاجيكستان ثلاثة أضعاف الطلب الحالي على الكهرباء في جميع بلدان آسيا الوسطى، وسيتطلب تشغيلها جذب رؤوس أموال كبيرة وتقنيات متطورة.
وتخطط تاجيكستان لزيادة حصتها في تنفيذ استراتيجية “الانبعاثات الصفرية” من خلال تطوير “الطاقة الخضراء” و”الاقتصاد الأخضر” حتى عام 2050.
وسيكون هذا الهدف ممكنا، بما في ذلك عن طريق زيادة إنتاج الهيدروجين الأخضر، لأن تاجيكستان تعتزم إنتاج 500 ألف طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، وبحلول عام 2040 سيكون هذا الرقم مليون طن، وهذا لبلد يبلغ عدد سكانه 10 مليون نتيجة جيدة.
وفي الوقت نفسه، بدأنا في زيادة استخدام “وسائل النقل الخضراء”، أي السيارات الكهربائية، وبهذه الطريقة يمكننا أيضًا تقليل اعتمادنا على المنتجات البترولية، التي يتم استيرادها من الخارج.
وعلى الرغم من كل هذه المؤشرات الإيجابية الهامة للتحول إلى “الطاقة الخضراء” و”الاقتصاد الأخضر”، فإن تاجيكستان تعان بسبب الظواهر العالمية السلبية، وفي المقام الأول ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبامكاننا أن نرى مثالاً واضحاً لهذه الظاهرة في الذوبان السريع للأنهار الجليدية على المستوى العالمي، بما في ذلك الأنهار الجليدية في تاجيكستان و هي منبع 60 بالمائة من موارد المياه في آسيا الوسطى.
على مدى العقود القليلة الماضية، اختفى تماما ألف من الأنهار الجليدية البالغ عددها 13000.
وفي هذا السياق، اقترحت تاجيكستان إعلان عام 2025 “السنة الدولية لحماية الأنهار الجليدية” في إطار التحالف العالمي للمناخ، ولحسن الحظ، حظي هذا الاقتراح بدعم الأمم المتحدة وهذه هي مبادرة المياه الخامسة لتاجيكستان التي تتبناها الأمم المتحدة وفي هذا الصدد، يُطلق على جدول أعمال الأمم المتحدة بشأن المياه اسم “عملية دوشانبي”.
السيدات والسادة،
إننا نتابع وندرس جهود جمهورية مصر العربية نجاحاتها في سبيل الوقاية من تغير المناخ والتكيف معه، فضلاً عن تطوير الطاقة الخضراء والاقتصاد الأخضر، بما في ذلك خطط إنتاج الهيدروجين الأخضر.
وفي هذا الصدد، نحن على ثقة من أن التعاون و التكاتف بين تاجيكستان ومصر، بما في ذلك في إطار التحالف العالمي للمياه والمناخ، سيكون له نتائج مفيدة للغاية.