فالنعيش فيها قبل الرحيل نلتحف بالأحباب بلافراق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جميعا مآلنا القبر ، ومصيرنا التراب ، ونهايتنا عرايا فلماذا يتجبر الخلق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الجمعه .. وهو يوم مبارك من أيام الله تعالى رب العالمين ، وفيه يتعين أن نلتحف بالأحباب بلافراق أو رحيل ، ونعظم إرادة الله رب العالمين التى يقدرها على بنى البشر ، ونرضى بما قسمه لنا سبحانه وتعالى ، وليس مايريده البشر ، ويبتغوه ، فرضى الله تعالى أسمى وأجل من رضاء كل البشر .
أدركت جيدا في مسيرة الحياه كيف أن نعم رب العالمين سبحانه علينا لاتعد ولاتحصى لكننا في غفله ، لعل من أعظم ماأنعم به الله تعالى على بنى البشر ، الأمن والأمان والإستقرار ، والصحه والستر ، والمحبه والإحترام ، ووجود الأحباب في أعماق الكيان ، والإنصهار في أعماق من نحب ، لذا كان من الأهمية أن ننطلق من هذا الشعور الطيب وتلك المعانى النبيله إلى المستشفيات التى باتت تعج بساكنيها حتى وصل الأمر إلى وجود معاناه شديده فى تدبير عناية مركزه لإنقاذ مريض كما يحدث كثيرا من المساء وحتى الصباح بشأن أحد أبناء بلدتى بسيون ، لذا نشعر بالراحه ونحن نقترب من أهلنا الكرام وأسيادنا من المرضى نتلمس أحوالهم ، ونتعايش معهم ظروفهم ، ونجتهد أن نخرجهم من معاناتهم ، ونبدد القلق لديهم ، والإنتباه أن الحياه تنقلب رأسا على عقب فى لحظات سريعه تأثرا بتداعيات تلك المعاناه ، لذا تكون الدعوات لرب العالمين سبحانه بالصحه والستر .
كثيرا ماأسترجع من مضوا من الأهل والأصدقاء ، خاصة من هم في محنه ، وأجد نفسى أتوقف أمام فقدانهم عن الكيان ، لعلى أعيد التوازن المفقود لنفسى ، وأنتبه جيدا إلى تلك الوجوه التي إعتراها الآلام تأثرا بفقد أحبابهم ، إنها الحياة الدنيا التى لاخلود فيها لكننا فى غفله يقهر بعضنا بعضا ، ويتجبر منا كثر على عباد الله ، وتتعاظم الفتن ، ويحدث مايزلزل الكيان حيث نودع أحباب فى ظروف قد تكون مأساويه ومع ذلك نظل فى غفله .
يطيب لى دائما أن أدعوه سبحانه وأعوذ به من فواجع الأقدار ، ومن فقد الأهل ، ومن حزن القلب ، وحرقة الشعور ، مستودعا إياه نفسي ، وأهلي ومن أحب .. هكذا أدعو حتى أصبح هذا الدعاء يلازمنى خاصة عندما يشاء القدر وأجد نفسى قريبا من حادث مروع ، أو متابعا لتداعيات مأساه مجتمعيه ، ويوم وفاة وكيل النائب العام الشاب الخلوق إبن أخى الحبيب محمد أبوليمون أحد قامات بلدتى بسيون في حادث .
يبقى علينا ضرورة الإنتباه إلى أننا جميعا مآلنا القبر ، ومصيرنا التراب ، ونهايتنا عرايا كما ولدتنا أمهاتنا تلتف أجسادنا التى ستتحلل فى بعضا من القماش سريعا مايبلى ، جميعا جميعا سيجرى علينا هذا القدر الذى يأتى وفق مقدور رب العالمين سبحانه ، ووفقا لمشيئته وليس أى إنسان كائنا من كان ، بل إن القبر مسكن العظيم والحقير ، والغنى والفقير ، والملك والمملوك ، والرئيس والمرؤوس ، وصاحب السلطه ومن لاسلطة له ، وليثبت لى أى أحد أنه لايجرى عليه ذلك وساعتها لن ألوم من يركع أمامه أو يسبح بحمده ، والله إننا جميعا فى غفله لايوقظنا منها حتى رحيل الأحباب ، فمتى ننتبه . حتما سنغادرها فلماذا نفترق ونحن نعيش فى ثناياها .