متى ندرك أن تجاوز الهموم ومقاومة الإحباط منطلقات لإستحضار السعاده ، والنهوض بالوطن .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعـــم .. عشق الوطن حاله إنصهرت مع الكيان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم الجمعه ، تنتابنى فيه حاله من الرضا ، والطمأنينه ، والسكينه التى أستشعر معها أننا جميعا فى حاجه هذه الأيام أن نشعر بالآخر الحبيب نفسا ، وذاتا ، وكيانا . وأشاركه شكر رب العالمين سبحانه بما نحن فيه من رضاء وسعاده ، لأن غيرنا لايجلس جلستنا ، ولايرتفع صوته بالضحكه مثلنا ، لأنهم تعتريهم هموم الدنيا بعد أن خيم عليهم الآحزان تأثرا بمرض عضال ، جعلهم لايجلسون ولاينامون ولايستمتعون بالطعام .. فى هذا اليوم الطيب من أيام الله تعالى رب العالمين سبحانه ، يطيب لى أن أفترش الأرض ، وأجلس على المصطبه ، وأستلقى فى حضن الطبيعه متأملا أحوال العباد ، واضعا نفسى بين أيدى أصحاب القلوب النقيه ، الذين يستمتعون برغيف العيش ، والجبنه ، والجرجير ، والبصل الأخضر ، ويشربون من القله .
جميل هذا الشعور بالآخر ، والأجمل التعايش مع أحواله ، والإنغماس فى أعماقه ، نحتضن الذات ، ونسعد بنبضات القلب ، ونستمتع بالطيب من الكلم الذى يرسخ لمعانى نبيله ، ماأحوجنا إلى أن نفر من الهموم إلى حيث إستحضار السعاده فى كنف الأحبه ، ومقاومة الإحباط والتمسك بالأمل سبيلا للنهوض والتقدم ، والسعى فى خدمة البسطاء ، والفقراء ، والمهمشين ، وذوى الحاجه ، وإحتضان المرضى من الأهل والأحباب ، والعمل على إستحضار السعاده فى رحابهم .
تلك البساطه فى التعايش ، وهذا الشعور الإنسانى النبيل بالآخر يجعلنا ننتبه إلى أن عشق الوطن حاله إنصهرت مع الوجدان ، وأكد عليها النبى صلى الله عليه وسلم وهو يتحدث عن مكه ، من يعتقد بغير ذلك فاليراجع نفسه لأن بداخله خلل ، ومن لايفهم ذلك لايكون إنسان يتعايش مع الأسوياء ، فاليتوقف الجميع عن المزايدات الرخيصه ، وتصدير كلمات ومعانى لايفهمها البسطاء الطيبين ، ولاتدفع إلا فى طريق الشقاق والنفاق ، فاليتوقف المحللون الذين يزايدون على شعبنا العظيم وهم جلوس فى التكييف ، ولينزلوا الشارع حيث الطيبين أصل هذا الوطن فى الحوارى ، والقهاوى ، والحارات ، والنجوع ، والكفور ، والقرى ، والعزب ليعرفوا بحق عمق الوطنيه .
يتعين فى هذا اليوم الطيب من أيام الله تعالى أن نبتعد عن ضغوطات الحياه ، نخاطب وجداننا ، ونعمق بداخلنا المحبه ، ونجلس فى معية الأهل والأحباب ، نتسامر معهم ، نتلمس أحوالهم ، نقترب من ذاتهم ، نستمع للطيب من حديثهم ، نشاركهم الفرحه والإبتسامه ، ونخفف عنهم مايشعرون به من ضيق . فهؤلاء هم أبناء مصر الطيبين الذين يعشقونها ، ويتحملون من أجلها ، ويحبونها بصدق ويترجمون هذا الحب بعطاء وجهد وعمل وبناء .