ثورة 19 ، وملحمة بطولات الشرطه بالإسماعيليه منطلقات هامة لحزب الوفد العريق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين زعماء رسخوا للوطنيه الحقيقيه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأحزاب السياسيه لاشك لها دور فاعل في الحياه العامه ، بل إنها أحد الركائز الهامه في قوة الدوله ، وعطاء الحكومه ، حيث يقدم خبرائها مايصب في صالح الوطن ، من آراء وتصورات ، لتجاوز الأزمات تاره ، والقضاء على المشكلات تارة أخرى ، بالمجمل هي عون للحكومه والقاده لتقوية الدوله خاصة أحزاب المعارضه لأنها تنبه للخلل لعلاجه ، وتشير إلى مواطن الضعف لتقويتها ، كل ذلك مرهون بأمر واحد مؤداه إذا منحت الفرصه ، وتهيأ المناخ ، وتم إعداد كوادرها على أسس وطنيه ، وماتاريخ حزب الوفد إلا خير شاهد ، هذا التاريخ الذى بات يجهله أجيال تعيش واقعنا الآن لعدم معايشتها لهذا التاريخ ، وعدم وجود قنوات إتصال يعرفون من خلالها التاريخ الوطنى للأحزاب ، وفى محاولة للتوضيح وجدت أنه من المناسب إلقاء الضوء على جزء من التاريخ الذى عايشت جانبا مضيئا منه كأحد الفاعلين ويجهله كثر .
لمن لايعرف .. نفخر كوفديين أننا ننتمى لحزب لم يكن يوما صنيعة نظام ، وتلامذه لزعماء ، وإمتدادا لمناضلين ، وخداما للشعب ، حيث يعد حزب الوفد الآن امتداداً طبيعيا لحزب الوفد الذي أسسه سعد زغلول ، والذى جاءت فكرة تأسيسه عندما قرر سعد زغلول عام 1918 تشكيل وفد مصري للسفر إلى لندن للتفاوض مع الحكومة البريطانية حول جلاء القوات الإنجليزية التي كانت تحتل مصر في ذلك الوقت ، وتشكل الوفد المصري الذي ضم كلا من سعد زغلول ، وعبد العزيز فهمي ، وعلي شعراوي ، وأحمد لطفي السيد وآخرين ، وأطلقوا على أنفسهم « الوفد المصري » وقاموا بجمع توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية وجاء في الصيغة : « نحن الموقعين على هذا قد أنبنا عنا حضرات : سعد زغلول ورفاقه في أن يسعوا بالطرق السلمية المشروعة حيثما وجدوا للسعي سبيلاً في استقلال مصر تطبيقاً لمبادئ الحرية والعدل التي تنشر رايتها دولة بريطانيا العظمى ». إعتقل سعد زغلول ونفي إلى مالطا هو ومجموعة من رفاقه في 8 مارس 1919 م فانفجرت ثورة 1919 في مصر، والتي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد ، وبقي الوفد الذي هو حزب الأغلبية ، يتولى الوزارة معظم الوقت في مصر منذ عام 1924 وحتى عام 1952 ، ومن شخصيات حزب الوفد الذين تولوا رئاسة الوزراء سعد زغلول ، عبد الخالق ثروت ، ومصطفى النحاس الذي تولى مرات عديدة رئاسة الوزارة قبل قيام ثورة يوليو 1952 والتي قامت بحل الأحزاب السياسية .
لمن لايعرف التاريخ .. إنّ الدور البطولي الذي لعبه فؤاد باشا سراج الدين وزير الداخليه في حكومة الوفد عام 52 بإصدار أوامره لأفراد الشرطة المحاصرين بمبني محافظة الإسماعيلية، من قبل القوات الإنجليزية بالمقاومة كتبته صفحات التاريخ المصرية في صفحات من نور. وظل هذا اليوم الذي اتخذته الشرطة المصرية منذ 25 يناير 1952 يوماً من أيام البطولة والفداء . حيث انه مع صباح يوم 25 يناير عام 1952 في الإسماعيلية ، بدأت معركة البطولة والكرامة والشجاعة الحقيقية التي جسد فيها رجال الشرطة بطولة لم ولن ينساها التاريخ أبد الدهر، بعد أن استشهد في هذا اليوم نحو 50 بطلاً من أبطال الشرطة المصرية ، وأصيب 80 آخرون، في سبيل أداء واجبهم المقدس في الحفاظ على أمن وأمان المواطنين ، فكانوا مثالاً وقدوة لزملائهم على مر الزمان في التضحية والتفاني في العمل .
خلاصة القول .. من الطبيعى أن تستفيد الدوله من جهد الأحزاب قاده وأعضاء في إحداث حراك وطنى حقيقى بالشارع يتناغم مع الوطنيه التي ينشدها كل المصريين خاصة فيما يتعلق بالقضايا الهامه التي تتطلب الإصطفاف خاصة ماحدث لإخواننا بغزه من مذابح يهتز لها الكيان إرتكبها العدو الصهيوني ، وحزب الوفد للأجيال الجديده حزب سياسي ليبرالي ، يعتبر امتدادًا لـ “الوفد” القديم وهو الحزب الحاكم قبل قيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 والتي قامت بتغيير نظام الحكم ، ويستطيع أن يقدم الكثير إذا أتيحت الفرصه ، والتاريخ شاهد على ذلك منذ يناير 1978عندما قام فؤاد باشا سراج الدين بتقديم طلب السماح لحزب الوفد بممارسة العمل الحزبي العلني ، والطبيعى أن تستفيد الدوله من خبرة قادته ، وتدفع بهم في معترك الحياه السياسيه والمجتمعيه ، لاأن تقوم بتضييق الخناق عليه ، ويقوم السادات وأجهزة الدولة الأخرى ، بشن حملة ضد الحزب ، ركزت على أن الوفد هو حزب العهد البائد والفاسد في عهد ما قبل الثورة ، ولكن على الرغم من ذلك كله فقد حصل الوفد على موافقة لجنة الأحزاب لتأسيسه في 4 فبراير 1978 ، إلا أن استمرار الحملة الحكومية ضده ، والتحذير من أنه سوف يضر التجربة الحزبية الجديدة ، دفعت قادة حزب الوفد إلى إعلان تجميد الحزب طواعية ، إلى أن قررت محكمة القضاء الإداري رفض دعوى الحكومة ، والحكم بشرعية عودة الوفد ليعود إلى ممارسة نشاطه السياسي بشكل رسمي عام 1984 .