كتبت: إيمان عوني مقلد
أعلن الجيش الهندي أمس الثلاثاء مقتل عشرين من جنوده في مواجهة مع الجيش الصيني على الحدود المتنازع عليها في لداخ شمال الهند، في أول اشتباك عسكري دام بين القوتين النوويتين منذ 45 عاما. وكانت الهند أعلنت في وقت سابق مقتل ثلاثة من جنودها، لكنها أفادت في بيان مساء أمس الثلاثاء أن 17 آخرين «أصيبوا بجروح بالغة قضوا متأثرين بإصابتهم، ما يرفع حصيلة القتلى إلى عشرين».
وكثيرا ما تقع مواجهات بين الدولتين النوويتين بشأن حدودهما البالغة 3500 كلم، والتي لم يتم ترسيمها بشكل صحيح، لكن دون أن ينجم ذلك عن سقوط قتلى في عقود. وأعلن الجيش الهندي ضحايا «من الجانبين» لكن بكين لم تشر إلى أي قتلى أو جرحى وسارعت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى الهند في الحادثة. وقال متحدث عسكري هندي في بيان سابق «وقعت مواجهة عنيفة مساء أمس (الإثنين) نجم عنها قتلى من الجانبين. القتلى من الجانب الهندي هم ضابط وجنديان».
وأضاف أن «مسؤولين عسكريين كبارا من الجانبين يعقدون اجتماعا الآن في الموقع لتهدئة الوضع». ونفى ضابط في الجيش الهندي يتمركز في المنطقة في تصريحات لوكالة فرانس برس وقوع أي إطلاق نار وقال إن الضابط القتيل برتبة كولونيل. وقال الضابط طالبا عدم ذكره اسمه «لم يقع إطلاق نار. لم يتم استخدام أسلحة نارية. حصل عراك عنيف بالأيدي».
وأكدت بكين الثلاثاء وقوع الحادثة واتهمت الهند بتجاوز الحدود «ومهاجمة عناصر صينيين». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تجاو ليجيان إن جنودا هنود «عبروا خط الحدود مرتين… واستفزوا وهاجموا عناصر صينيين ما أدى إلى مواجهة جسدية خطيرة بين قوات الحدود على الجانبين».
وأضاف أن بكين قدمت «احتجاجات قوية» لدى نيودلهي دون الإشارة إلى سقوط قتلى. وقال «مجددا نطلب بشكل رسمي أن تتخذ الهند الموقف المناسب وتقوم بضبط جنودها على الحدود». وتابع «لا تعبروا الحدود، لا تعملوا على إثارة المشاكل، لا تقوموا بأي تحرك أحادي من شأنه تعقيد الوضع الحدودي». وقال الجيش الهندي إن الحادثة وقعت في وادي غالوان في منطقة لداخ المرتفعة والتي تقع قبالة التيبت. وشارك آلاف الجنود من الجارتين النوويتين في المواجهات الأخيرة منذ مايو. في 9 مايو أصيب العديد من الجنود الهنود والصينيين بجروح في اشتباكات بالأيدي ورشق الحجارة. وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أعلنت الأسبوع الماضي إن «إجماعا إيجابيا» بشأن تسوية المسألة الحدودية الأخيرة، تم التوصل إليه في أعقاب «اتصالات فاعلة» من خلال القنوات الدبلوماسية والعسكرية. وفي بيان لاحق، قالت وزارة الخارجية الهندية إن الجانبين «سيواصلان الحوار العسكري والدبلوماسي لتسوية الوضع وضمان السلام والهدوء في المناطق الحدودية». لكن مصادر وتقارير أخبار هندية لفتت إلى أن الهند تنازلت فعليا على ما يبدو للصين عن مناطق احتلها جيش التحرير الشعبي في الأسابيع الأخيرة، وخصوصا أجزاء من الجانب الشمالي من بحيرة بانغونغ تسو، وأجزاء من وادي نهر غالوان ذي الأهمية الإستراتيجية.
وسعى رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جينبيغ في العامين الماضيين لتهدئة التوتر عندما اتفقا على تعزيز الاتصالات الحدودية بين جيشي بلديهما.