د. آمال محمد ربيع
مدرس بكلية التربية جامعة عين شمس قسم الفلسفة والاجتماع
أستيقظ كل يوم من النوم وينتابني الإحساس بأننا نجري في سباق، وأن هناك من يجري وراءنا، وهناك من يحاول أن يمسك بنا، أو أننا تأخرنا على موعد لا ندري كنهه!
لماذا نشعر دائما وكأننا متأخرون وكأن عندنا نقص هو الذي يجعلنا مختلفين عن البشر العاديين! إنه السباق الذي وضعنا أنفسنا فيه للأسف الشديد.
ماذا يجرى فى هذا الزمن يجعلنا دائمًا نلهث في سباق؟
هنا تأتي مكانة التدين المتمركز في الفطرة الإنسانية؛ إذ من المعاندة والمكابرة إنكار هذه العاطفة الراسخة في نفوسنا نحن البشر، ويقينا نجد أنها أشد العواطف الإنسانية لصوقًا بالإنسان، وأعظمها تأثيرًا في حياته.
لقد صحب الدين الإنسانية منذ نشأتها فهو قرينها وموجهها وليس وهما أو خيالا، ولكنه عنصر جوهري في فطرة كل إنسان.
يقول “روبرت مليكان” العالم الطبيعي الأمريكي: “إن أهم أمر في الحياة هو الإيمان بحقيقة وقيمة الأخلاق. ولقد كان زوال هذا الإيمان سببًا للحرب العامة إذا لم يجتهد الإنسان لاكتسابه أو لتقويته فلن يبقى للعلم قيمة، بل يصير العلم نكبة على البشرية”.