عندما يكون العشق للوطن حقيقه يكون التصويب والإنطلاق لمستقبل يتسم بالصدق فريضه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محـمود_الشاذلـى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بات من الطبيعى أن تتقاذفنا المشكلات ، وتسيطر علينا الهموم ، ونظل نعيش فى صراع من أجل البقاء لأنها الحياه ، وحقا ماقال به الشاعر الفذ أبو العلاء المعرى ، فى قصيدته الشهيره التى تضم مائة بيت شعر وجاءت بعنوان ” تعب كلها الحياة ” هذا العنوان صار مثلا يقال دائما ، وأبو العلاء المعرى يعد الأبرز بين أقرانه العرب الذى عرف بالزهد والتقشف لذا أطلق عليه لقب “رهين المحبسين”، نظرا إلى فقدانه البصر وإبتعاده عن الناس أعواما طويلة ، ولعل ماأكسب قصيدته مصداقيه وحفظها الناس وصاروا يرددونها دائما ، أنه كان دائم التأمل والتفكر ، فى كل ما يحيط به ، فى الدنيا وأحوالها ومايلاقى الناس فيها من متاعب وهموم .
نشأت فى حضن السياسه طفلا وصبيا حيث عائله قدمت نوابا بالبرلمان عبر أجيال متعاقبه ، ومارستها إنطلاقا من الإتحادات الطلابيه شابا ، وإنطلقت فيها عقب تخرجى من الجامعه ممارسا للسياسه حيث الإنتماء لحزب الوفد العريق ، ونيل شرف عضوية البرلمان كأحد أبناء جيل ينتمى لتلك العائله الكريمه ، الآن وبصدق أكاد ألعن السياسه ، وأبتعد عن ممارسيها ، وأتجنب المتحدثين فى أمورها بعد أن أصبح منطلقها هزلا ، وعناصرها تقوم على الأكاذيب ، والتهميش ، والإهانات ، والمكائد ، وابدا لايمكن تحقيق تقدم مجتمعى ، ولامعيشى ، ولاحياتى ولاحتى سياسى ، طالما كانت منطلقاتنا على هذا النحو من السوء ، الذى يعظمه فئة يجمعهم عضوية حزب يستحوذ أعضائه على كل شيىء ، ليس لخبره ، أو إنطلاقا من رؤيه ، إنما لمجرد أنهم أعضاء فى حزب يلقى كل الدعم ، الأمر الذى عظم لديهم الأنا رغم وجود كراما أفاضل بين صفوفهم ، لكن ظن بعضهم أنهم ملهمين من رب العالمين ، كان من نتيجة ذلك ضعف فكرى عام بعد إبتعاد أصحاب الخبرات ، وإنحدار الأحزاب ، ولم ينتبه كل هؤلاء أن الأحاديه منطلقا للضعف الشديد ، والحوار والنقاش والمنافسه الحقيقيه تخلق الإبداع ، وتخرج مافى أعماق النفس من أفكار رائعه جميعها تصب فى صالح الوطن والمواطن .
أحيانا أتعجب من حالى عندما أجد نظرات الإستغراب ، من كلماتى التى تعظم المحبه ، وتعلى من شأن الأحبه ، وتتمسك بهم إنطلاقا من كونهم جزءا من الكيان ، بل كل الكيان ، الذى يهتز عند إبتعادهم ، ويتألم لغيابهم ، أو رحيلهم ، وكذلك التعجب من منهجى ، والإعتراض على مسلكى فى الفهم ، والرؤيه ، والتفكير ، والذى أجتهد لترسيخ الفضائل من خلالهم ، وتأكيد الإحترام ، وتعظيم الخلق ، حتى أكاد أرتاب من حالى ، وينتابنى شعور أننى من زمن مضى لاوجود لأفكار من ينتمون إليه فى هذا الزمان ، وأقتنع أننى المخطىء وكل من يعترض على ماأطرحه هم على صواب ، ولولا كرام أفاضل متجردين من الهوى يشدوا على يدى ، ويثبتوا منهجى لفقدت الثقه حتى فى نفسى وإنقلبت على قناعاتى .
كثيرا ماأسأل نفسى ، بصوت مسموع قد يسمعه غيرى منتظرا ردة فعلهم ، فقد أكون مخطأ فيصوبوا رؤيتى ، لماذا تلك الحاله من الضعف الذاتى لمكون الشخصيه المصريه التى أفقدتهم الشجاعه فى مواجهة الخصوم وجها لوجه وليس فى غيابهم ، طالما كانت الإراده متوفره ، والقناعه راسخه بمصداقية تلك القناعه ؟. لماذا لايكون هناك حوار حقيقى وقوى يتناسب مع قوتهم ، وليس حوار عنترى عند ضعفهم ؟. لماذا لانطرح التحفظ على مسلكهم وحتى الإعتراض على أفكارهم فى حياتهم وليس عند مماتهم ؟.. كثيرا ماأسأل نفسى لماذا لايكون منطق الخلاف بين الناس متسما بالموضوعيه والإحترام ، والحجه والبيان ، لماذ لانترفع عن شخصنة الأمور ونتمسك بأن يكون الصالح العام منطلق توجهنا وعطائنا ، لماذا المكائد ، والدسائس ، والمؤامرات ، والتهميش ، والقهر ، وتعذيب الإنسان لأخيه الإنسان ، ومحاربته فى كل شيىء حتى لقمة عيشه خشية أن يتصدر المشهد السياسى ، أوالمجتمعى ، أوحتى الوظيفى ، الأمر الذى معه لعن العقلاء السياسه ، والساسه ، وكل من يمت له بصله .
هذا الحديث عن المسكوت عنه أرى أنه منطلقا للتصويب والإنطلاق لمستقبل يتسم بالصدق ، خاصة وأنه يتضمن ماأبوح به لنفسى أمام نفسى لاأزعم أنه الحقيقه المطلقه لكن باليقين قد يكون فيه جانبا من الصواب ، أرى أن أبنى عليه ، وأنميه ، وأصوب ماورد من آراء قد تكون لاقيمة لها ، وتحت أى وضع ، أتصور أن للحقيقه وجه واحد وليس عدة وجوه لذا إذا لم نستطع طرحها لضعف لدينا ، أو تأثرا بما هو أقوى منا فالنصمت ولانطرح هزلا ممزوجا بنفاق رخيص يفقدنا قيمتنا ، ونضلل به من وثقوا فى مصداقية أقلامنا وسمو أفكارنا ، وفوق كل ذلك فالنترك الأمر لله تعالى أحكم الحاكمين دون مزايده رخيصه ، أو عنتريه كاذبه . وتبقى الحقيقه اليقينيه التى مؤداها أنه عندما يكون العشق للوطن حقيقه يكون التصويب والإنطلاق لمستقبل يتسم بالصدق فريضه .