الخطر الذى يهدد البنيه الإجتماعيه ،وسوء الظن الذى يسحق مشاعر المصريين آفات مجتمعيه خطيره .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وطننا الغالى هو الكيان ، والقيمة التي يستشعرها الإنسان ، ومصرنا الحبيبه بحق أعظم الأوطان بكل مابها من متناقضات ، وشعبها عظيم بصدق برغم ماطال سلوكهم من هزل ، والمجتمع المصرى مجتمع الموده والرحمه برغم ماتعرض له من قهر ، نستشعر ذلك في الخارج ، ويستقر اليقين أن هذا الوطن الغالى هو فخر وعزه وشرف ، نفتديه بأرواحنا لأننا ليس لنا وطن غيره ، ليست هذه شعارات ، أو من نافلة القول ، بل الحقيقه التي غاصت في أعماقى إنطلاقا من واقع الحياه ، لذا فإن تناول أمراض المجتمع ، وسلوك الناس ليس طعنا فى هذا المجتمع المصرى العظيم بتاريخه ورجالاته ، إنما محاولة للفهم ، وتصحيح المفاهيم التي هزت كيان المجتمع ، وتصويب الخلل الذى غاص في أعماق الناس وبات حقيقه يقينيه ، وساهم في أن يتعرض هذه المجتمع لهزات عنيفه طالت أعماقه ، وجعلته على حافة الهاويه ، لأن تلك الهزات كادت ترسخ للبعد ، والإنكفاء على الذات ، وعدم إقتراب الناس بعضهم من بعض ، وتلك بداية التفكك الحقيقى لمكونات المجتمع .
لعل أخطر مايتعرض له المجتمع المصرى الآن أنه بات مهددا فى بنيته الاجتماعيه ، وأصبح معرضا للتفكك ، والتحلل ، والإنحدار ، خاصة بعد أن بات الكل ينعت الكل بالنقائص ، ويوصم بعضهم بعضا بكل ماهو سيىء ، وتشابكت الحياه إلى درجة أن بات للعنف ظواهر كثيره سلبيه لم ندركها فى أزمته سابقه ، ولم يتواتر أن أجدادنا تعايشوا معها ، وهى لاشك دخيله على المجتمع المصرى الطيب المسالم ، الشهم كل من فيهم ، والجدعان كل من ينتمون إليه ، المؤلم أن تعاظمت الخصومات بين الناس لأتفه الأسباب ، وأبدع الجميع فى الكيد للجميع ، وتحقيرهم ، وتدميرهم لأتفه الأسباب ، وأصبحنا نجد من ينعت صديقه بالنقائص ، وسيلا من المن عليه لمواقف سابقه له بحقه ، لمجرد أنه لم يراه فى واجب عزاء في أحد أفراد أسرته ، دون أن يكلف خاطره بعتابه ، ومعرفة السبب في عدم الحضور والذى لو عرف لأشفق على حاله ، وطيب خاطره ، خاصة وأن بينهم عيش وملح ، الأمر الذى معه زاد الخصام وتعمق لدى الجميع التنافر .
يقينا .. ٱفة المجتمع تكمن فى سوء الظن الذى بات منهج حياه ، ونبراس وجود بين الجميع لايستثنى من ذلك أحدا كائنا من كان ، حتى الأصدقاء وليس الأعداء ، الأمر الذى معه بات من الطبيعى أن تتقلص العلاقات ، وينعدم الواجب بين الناس ، وتصبح الشهامه في خبر كان ، الكارثه أن أصبح نتيجة ذلك أن أغلق كل إنسان باب بيته على نفسه وأصبح يعتزل الناس حتى في البيئه الريفيه التي يتعمق فيها الترابط العائلى ، والتماسك الأسرى بعد أن تعرضا لهزه عنيفه أحدثت تصدعا في كل جوانبهما .
ولأن الدنيا مازالت بخير ، تأتى الحكمه فى التصرف حيال أى مشكله والعقلانية فى التعاطى معها محددات رئيسيه لضبط إيقاع المجتمع ، وفى هذا السياق عايشت ذات يوم تصرفا حكيما ورائعا من الأخ العزيز الحاج محمد عبداللا أحد كرام أبناء قرية جناج مركز بلدتى بسيون الأحباب أهلها ، ذكرنى برجالات الزمن الجميل الذين عايشتهم طفلا ، هؤلاء الذين كانت الحكمه تتجلى من أفواههم قبل تصرفاتهم ، وسلوكهم قبل أحاديثهم ، حيث إنبرى لمشكله بين شباب من بلدته ، وبلدتنا بسيون أجبرت الجميع على الصمت ، وأجبرت المخطأ على الإعتذار دون أن يطلب منه ، فخيم على الجميع سعادة التقارب التى ترسخت بتصرفات الكرام من الرجال ، لذا لعله من الأهميه أن نتناول هموم الناس ، وواقعهم الحياتي ، ونغوص فى أعماق مشاكلهم ، لعلنا نستطيع تشخيص واقعهم بصدق ، والوصول إلى حلول جذريه لما يعانون منه فى حياتهم ، وتقضى على مواطن الخلل ، ونضبط ايقاع الحياه ، خاصة وأن الدنيا بخير ولن ينعدم منها الأكارم الفضلاء رغم التردى ، فهل يدرك أبناء الوطن خطورة ماطرحته ، وأهمية أن نتعايش مع قيم ومبادئ وأخلاقيات ورثناها قبل أن يتبدد الحلم بمجتمع أفضل للأجيال القادمه .