ظاهرة السياسى ” الكيوت ” وخطورتها على الوطن .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاشك أن أولى مراتب الإصلاح فى هذا المجتمع تكمن بتقديرى فى ترسيخ المصداقيه ، والحديث بصراحه ، وتناول الأمور بوضوح بلا لف أو دوران ، يتبع ذلك اليقين بأن التقدم لايصنعه إلا رجال نفوسهم طيبه ، وأخلاقياتهم حميده ، وسمتهم يبعث على الطمأنينه ، ويأتى الحب ككلمة السر الوحيده فى إحداث أى تنميه ، أو تقدم وإزدهار لأن الكارهين أبدا لايمكن لهم أن يبنوا أوطان على العزه ، والكرامه ، والكبرياء ، والحاقدين لايمكن لهم أن يرسخوا المحبه بين أبناء الوطنويدفعونهم للبناء والتنميه ، وأقولها مرارا وتكرارا وبلا توقف إلا الخلاف على الوطن ، لأن هذا الخلاف يمثل خيانه عظمى ، إنما من الطبيعى أن نختلف مع متخذى القرار الذين تعج بهم الحكومات ، حول مايتم نهجه من سياسات ، أو يتخذ من قرارات ، وما يريح النفس أن تلك الخلافات منطلقها ثوابت وحجج وبراهين ، وآراء متخصصين ، وليس منطلقها فزلكه أو حزلقه ، أو منظره ، في النهايه الهدف نبيل ، والغايه شريفه ، لذا كان اليقين أن معنى طرح الآراء أننى أو غيرى نمتلك الحقيقه المطلقه بل جزء من الحقيقه ، لذا يكون من الطبيعى تصويب الآراء حين طرح مايدحض مالدى من قناعات بالحجه والبيان . لاأعتقد أن هناك مسئول في هذا الوطن أيا ماكان مستوى مسئولياته ، أو متخصص أو مواطن يختلف مع هذا النهج الذى ترسخ بأعماقى منذ أن وطأة قدماى السياسه قبل أربعين عاما حيث الوفد في زمن الشموخ ومازلت بفضل الله تعالى .
إنطلاقا من ذلك ، مؤلم أن أقول أننا أصبحنا فى هذا المجتمع نفتقد الحب سبيلا للتعايش الحقيقى بين بنى البشر ، والصدق منهج حياه ، بعد أن ترسخت الكراهيات بين الناس ، وبات الكذب من المسلمات ، وتعمق سوء الظن فى النفوس ، وبات الأصل فى الأشياء أن الإنسان متهما إلى أن يثبت العكس ، وأن تمنى زوال النعمه أصبح نبراس وجود ، كماأصبحت السياسه صراعا على الإستحواذ على كل شيىء وأى شيىء ، لذا فإن تحطيم المنافسين وتشويههم من الطبيعى أن يصبح أحد آليات الشطاره عند السياسى .
كارثه ماسبق أن رصدته ورصده كثر غيرى من الساسه ، فيما يتعلق بنمط السلوك المجتمعى ، والممارسة الحزبيه ، وآليات المنافسه السياسيه ، الأمر الذى معه أصبحت الركيزه الأساسيه لممارسة السياسه ليس عبر حوار وطنى حقيقى ، إنما عبر التنقيب عما فى الصدور ، والتفتيش فى ملفات مرحلة الطفوله لعل السياسى يكون فيها قد إرتكب جريمة التطاول فى حق أى أحد وهو طفل أثناء لعبه مع رفقائه من الأطفال فى الشارع يستلزم معه التشويه ، والتدمير ، والإقصاء ، دون إنتباه أن من يفعل ذلك من الساسه نهايته السياسيه قطعا ستسبق نهاية من كاد لهم بمراحل لأن الله تعالى هو الحق المبين .
كانت مرحلة الشباب محددات أساسيه لمدى القبول بوجود الساسه فاعلين حقيقيين ، تربيت فيها على أيدى عظماء السياسه التاريخيين في القلب منهم زعيم الوفد فؤاد باشا سراج الدين ، الذى كان لى شرف مرافقته في كل المؤتمرات والإقتراب منه في كل الإجتماعات ، هذا شكل وجدانى فتشرفت بعضوية البرلمان في آخر انتخابات شعبيه حقيقيه ونزيهة ، وجاءت ثورة يناير الذى أشار الدستور أنها ثوره لتخرج بأفضل مافى الشعب المصرى وأسوأ مالديهم ، فتم نحرها على أيدى الباحثين عن دور وزعامه وهميه من خلالها ، حيث تعاظمت لديهم الأنا على حساب الوطن الغالى ، الأمر الذى معه عايشت زمنا ليس بالبعيد كان يشترط فيه ألا يكون السياسى صاحب رؤيه ، أو مارس السياسه بصدق ، فإذا كان من القاده الشعبيين عليه أن يجلس فى مقاعد المتفرجين ، ومن كان بلا تاريخ سياسى ، ويكره السياسيين ، وإبتعد عن ممارسة السياسه على إعتبار أنها رجس من عمل الشيطان فتحت له كل الأبواب ، وتم الدفع به دفعا لصدارة المشهد ، وتم تسليمه طبله وصاجات إمعانا فى النفاق ، لأن المرحله كانت تحتاج إلى ساسه كيوت لاتاريخ لهم ، وهنا يكون مكمن الخطر على هذا الوطن الغالى وشعبنا العظيم ، وقادتنا الأجلاء . خاصة ونحن نستعد للدخول فى أجواء الجمهوريه الجديده التى من المفترض أنه يتم الآن وضع آليات لمكوناتها ، وسبلا لنهجها ، ورسما لمعالمها ، كيف ذلك ؟ تابعوا مقالى الحادى عشر الذى ينشر غدا بإذن الله ويتناول هذا الواقع السياسى بشفافيه إنطلاقا من رؤيه وطنيه حسبة لله تعالى والوطن .