الإنهزام النفسى ومانراه من تخبط في السياسات منعطفات لواقع سياسى متردى . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محـمود_الشاذلـى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآن أدركت لماذا أصيب الواقع السياسى بالصمم ، وأعطى كل الشباب ظهورهم للسياسه والسياسيين ، وإستعاضوا عنهم بالفيونكه التى ربطوا بها شعورهم بعد أن أطالوها كالنساء ، وكواحد من الناس ، يعيش همومهم بصدق حيث يقيم فى قاع الريف المصرى يرتدى الجلباب البلدى و” البلغه ” ، لم يعد يشغل باله بالسياسه التى عشقها صبيا ، والبرلمان الذى نال شرف عضويته بإراده حره منزهة ، وشعبيه حقيقيه ، والصحافه التى يستشعر أنه يغرد فيها خارج السرب ، أن هذا الواقع المجتمعى المأساوى نابعا لذهول كل هؤلاء مما فرض عليهم بالمجتمع سياسيا ، وحتى معيشيا ، رغم يقينهم أننا شعب عظيم نستحق أن نعيش حياه كريمه ، وننال الإحترام الذى يليق بتاريخنا العظيم .
كثيرا يواجهنى الشباب ومن أداروا ظهورهم للسياسه ، وإبتعدوا عن الساسه ، وعاشوا قهرا مجتمعيا منطلقه المعيشه الصعبه ، بأننا شعب نستحق مايجرى لنا وعلينا ، بعد أن أصبح الإعلاميين الذين يتقاضون الملايين ، ويسكنون القصور يروجون بأن هذا الرفع في الأسعار خير الناس ، لذا كانت حكمة الحكومه في التهاون لكبح جماحه ، بل وقد يكون الصبر عليه طريقا للجنه ، وكأن الجنه جعلت للمعذبين فى الأرض وفقط ، وليس لمن لديهم العطاء يزودون به على الفقراء ، ومن لديهم السلطه يتقوا الله فيها ويستخدمونها فى إسعاد الناس ، لذا يجب أن يقبلوا برفع الأسعار كمنهج حياه ، ونبراس وجود ، وحقيقه واقعه .
يتعاظم الألم عندما يأتي من يقول لى هونا ، لاتحرق دمك ، ولاتوجع دماغك ، ولاتضع نفسك فى وجه المدفع ، رغم أننى أدافع عن قضية هى بالأساس ما يتضرر منها هو ، وأتصدى لمن فرضوا عليه المعاناه من منطلق أخلاقى ، ومهنى ، وعشقى لهذا الوطن ، وحرصى على أن يكون كما أراه أعظم الأوطان ، وحبى لهذا البلد ورغبتى فى أن تكون كما أراها أروع البلدان قدرا وقيمة ومكانة ، فأبتسم وأنفعل وأهتف بأعلى صوت لى تحيا الحكومه ، ويسقط الشعب لعل ذلك يرضيه ويكون عقابا لذاتى أن أرهقت نفسى ، ووجعت دماغه .
كان من تداعيات هذا الإنهزام النفسى مانراه من تخبط في السياسات ، وحتى القرارات التي تتخذها الحكومه ، ومايصدر عن البرلمان ، خاصة وأنه بالقطع أدركت الحكومه بإصرارها على رفع الأسعار ، وتعريفة الركوب وماسيتبعه من رفع لكل شيىء وأى شيىء ، ماكنت أغفله من أن الأكثريه العظمى من الشعب يقبلون ذلك طواعية بلا نقاش ، أو حتى محاولة للفهم ، وقبلهم البهوات من قادة الأحزاب ، والجهابزه من الساسه اصحاب الفكر اليسارى والناصريين أصحاب شعار الطبقه الكادحه ، والعمال والفلاحين ، خاصة من ضج بهم الإعلام فى الفتره الأخيره ، وجلسوا على مائدة حوار عبر أجواء التكييف ، وأصحاب المعالى من النواب ، الأمر الذى معه رسخوا لمبدأ القبول بأى قرارات أو إجراءات ، لذا كان من الحكمه أن يتعايشوا مع أى شيىء فى صمت ، مما شجع الحكومه على تلك الخطوه الشجاعه حقا والتى أحيى فيها رئيس الحكومه وكل أعضائها ويجعلنى أهتف تحيا الحكومه ويسقط الشعب ، كما يدفعنى لتناول مرارة الواقع السياسى وأثره على خدمة المرضى وإفتقاد العقلانيه وتلاشى الإحترام بين الناس ، وذلك في مقالى التاسع غدا بإذن الله .