د. مصطفى رجب
نبات أسود – أو أزرق – اللون يستخدم في صبغ الملابس كان معروفا عند الفراعنة القدماء ، أما الفراعنة الجدد فإنهم يستخدمون اللفظ استخداما مجازيا ، فيقولون لمن يريد أن يدخل كلية من كليات الأكابر ( اتنيّل على عينك ) بمعنى : كُف عن أحلام اليقظة ، لأن الناس درجات عند ربهم ، وتنيّل الرجل : أي سمع من زوجته ما يُستَقبح ذكره ، فخرج من بيته هائما على وجهه حتى وصل طابور الخبز .
والنيل : نهر شهير بأرض يقال لها مصر من بلاد أفريقية مما يلي جيبوتي ، عُرف أهلها بحبهم لهذا النهر حبا جمَّا حتى قال فيهم أبو الطيب المتنبي :
مَنْ حَبَّ أرض النيل فهو مُنَيَّلٌ …..ويعيش طولَ العُمْرِ وهو يعاني
ومؤنث النيل : نيلة ، ويصف العامة قسوة الحياة فيقولون ( العيشة بقت نيلة ) : أي بمبية اللون !!
ونال الرجل جائزته : أي تم تعيينه رئيسا لتحرير (تكية) قومية بعد ربع قرن من الرقص الشرقي المليح ،
وفي هذا يقول أبو نواس :
أبشر إذا ما كنت همّازا
وارقص إذا ما كنت لمّازا
فغدًا ( تنال ) رئاسةً كبرى
وتصير بين القوم ممتازا
ولنصير الدين الطوسي كتاب طريف اسمه ( القول الجلي في سيرة محمد علي ) راجعه أخونا الفيلسوف العزيز الدكتور نصار بن عبد الله المصري السيوطي الشافعي وحلّل فيه مواقف من حياة محمد علي باشا في اليونان قبل ( نواله ) حكم الجمهورية المصرية وحصوله على الرضا السامي من السلطان العثمانلي .
تفانين :
الفنان هو الحمار في لسان العرب وليس الوزير كما هو في لسان أسافل الناس الذين يسيئون الظن بالرجل ، والفعل : افتنَّ ، وتفنَّن : أي اخترع أشكالا من النصب لم تكن تخطر على بال الشيطان نفسه ، كما فعل المغول بعد تدمير بغداد حين أجبروا كل طالب في الثانوية العامة أن يقتني خط محمول ليعرف نتيجته ويتقدم به للتنسيق ، وكما فعل الصليبيون بعد اجتياح الشام حين فرضوا معرفة نتيجة الثانوية من خلال الهواتف الأرضية المنزلية وحدها ، وليس من خلال وصلات الDSL وذلك التفنين – فيما يقول البلاذري وابن فلسان – مردُّه إلى شره هؤلاء إلى انتهاز كل فرصة لجمع أكبر قدر ممكن من قروش الجوعى والمرضى والهلكى والغرقى والهدمى من أهالي البلاد استغلالا لعواطف الأبوة فيهم للاطمئنان على أبنائهمَ.
وفي هذا يقول الفرزدق:
لحاهمو الله صغار النفوسْ
تفنَّنوا في جمع شتى المكوسْ
مدارسٌ خابتْ ، فلم نستطع
إلا تعاطي ما يسمى ( الدروسْ)