ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلـم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محـمود_الشاذلـى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعور إنسانى نبيل بالزهد ينتابنى ، إمتد لكل شيىء وأى شيىء يقاتل من أجله الإنسان بغية الإنطلاق منه ليكون له شأن بين الناس في هذا المجتمع ، رغم أننى مازلت أتمتع بوهج السلطه نظرا لأن سلطة الصحافه ليست مرتبطه بالإنتخابات كسلطة النواب ، بل هي دائمه ومستمره ، لأنها صوت المواطن ، وتعبر عن ضمير الوطن ، نظرا لأننى من الصحفيين الرواد بعد إقترابى من عامي الأربعين في بلاط صاحبة الجلاله الصحافه ، ووصولى لقمة الهرم الصحفى بشغلى موقع نائبا لرئيس تحرير صحيفه قوميه يوميه ، ونائبا بالبرلمان بإراده حره منزهة ، وأحد الوفديين القدامى .
أدركت حقا قيمة تجرد الإنسان وهو يمتلك السلطه ، خاصة السلطه الدائمه كالصحفيين والإعلاميين ، والسلطه المؤقته ، كمسئول له فتره محدده يقضيها في كنفها ، أو ضابط شرطه حتما سيفتقدها إما بالإحاله للمعاش ، أو للتقاعد وفق النظام العام الذى يحكم آليات العمل الشرطى ، يتجلى ذلك عندما يفتقد البعض منهم للسلطه ويصبحوا مواطنين عاديين ، ويدركون معاناة التعايش على هذا النحو المجتمعى البسيط ، وهم طوال عمرهم يأمرون فيطاعوا ، وأحلامهم أوامر بحق ، تأثرا بوضع إجتماعى رفيع هو من طبيعة تلك الوظائف لدى البعض ، وآخرين بجبروت يلازمهم ، إلى الدرجه التي يمكن معها أن يشير أى منهم بإصبعه فينقلب حال الشخص المشار إليه إلى سعادة أو جحيم .
تعايشت مع تلك الأجواء تأثرا بحركة الشرطه الأخيره ، ممزوجا بشعور نبيل ، وإحساس يريح النفس ، أدركته لدى كثر من قيادات الشرطه الذين أحيلوا للمعاش أو التقاعد ، وأرى ذلك طبيعيا لأنهم بحكم عشرتى بهم من كرام الناس ، وأنبلهم ، ولى أن أفخر بأخوتهم وصداقتهم فهم وبحق تاجا على الرأس ، كثر هم من هؤلاء من رافقتهم عن قرب بعضهم سارعت بالإتصال بهم تقديرا للإنسانيه التى كانت تتجسد فيهم وهم فى السلطه ، والإحترام الذى فرضوه على الجميع ، والمحبه التى زرعوها فى القلوب ، متذكرا عظماء تركوا الخدمه منذ سنوات بعد أن وصلوا لأعلى رتبه شرطيه ، لكنهم مازالوا متربعين فى القلوب لأنهم نماذج فخر لهذا الوطن ، ولأولادهم ، وأحفادهم ، وشرف لى شخصيا انهم أصدقاء مقربين .
أشفقت كثيرا على من ظلم الناس من الآخرين الذين تجردوا فى هذه الحركة من السلطه بالخروج للمعاش ، أو الإنتقال إلى مكان لن يتمتعوا فيه بتلك السلطه التى فارقوها ، وأشفقت على الذين غرهم المنصب منهم ، وإفتروا على العباد ، وظلموا أنفسهم ، وبات يتمنى أولادهم أن لو لم يأتوا للحياه لأن ظلم ذويهم للعباد أفقدهم الشعور بالراحه النفسيه ، ونعمة السعاده الوجدانيه ، ولعل مرجع ذلك هذا الغرور الذى تملكهم إلى الدرجه التى ظنوا معها أن المنصب سيحميهم حتى من الموت الذى كتبه الله على العباد ، أو حتى المرض الذى هو من المقادير التي إبتلى رب العالمين بها البشر ليختبر إيمانهم ، فتوحشوا ، وافتروا ، وظلموا ، وقهروا العباد .
يعلم الله أننى كنت ناصحا أمين لبعضهم بحكم العشره ، مشفقا على الآخرين الذين ألمس بداخلهم خيرا ، وأحيانا كان ينتابنى حاله من التعجب وهذا طبيعى كبشر شاركنى فيه كثر في لحظات الضعف الإنسانيه ، كيف هؤلاء يفتروا ، ومع ذلك يرتفع شأنهم ، ويهابهم الناس حتى جاء اليوم الذى بكيت فيه طالبا رب العزه العفو والسماح لأننى غفلت عن أنه الحكم العدل يوم أن همس في أذنى أحد هؤلاء الذى كانت تربطنى به صداقه حيث تعرض أحد أفراد أسرته لمحنه طبيه ويطلب الدعوات ، يبقى السؤال الذى يبحث عن إجابه ، لماذا هذا العشق للذات ، الذى أوصل هؤلاء لتلك الحاله من الوهج التي يحيطون بها أنفسهم ، تأثرا بهذا القدر من التوقير والتقدير لشخوصهم في كل محفل ومنتدى ومكان للمنصب وليس لشخوصهم ، رغم قناعتهم بنهج القسوه في التعامل ، والتعايش مع كل البشر ، وسعادتهم بأن سطرين من قلم أحدهم فى تقرير يجعل الشخص بلا قيمه مدى الحياه حتى لو كان من المتميزين . فالنجعل لما طرحته بعدا إيمانيا ، ونتعايش مع معطيات الحياه ، وندرك أننا جميعا عبادا لله تعالى نبتغى مرضاته ، وأننا جميعا إن آجلا أو عاجلا سنصبح ذكرى فالنجعلها ذكرى طيبه يفخر بها الأبناء والأحفاد .