ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم :
#الكاتب_الصحفى
#النائب_محمود_الشاذلى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عيد بطعم الألم خلفه إنهيار عمارة من 14 طابق على رؤوس ساكنيها بحي المنتزه أول بالإسكندريه أول أمس ، فى يوم الترويه فجعت الاسكندريه بسقوط العماره ، وجاء عرفه بالأمس حيث قضيناه فى المتابعه ، والرصد ، والإطمئنان على الأهل بالأسكندريه ، ولكم تمنيت أن أناشد الحجيج أن يدعو لنا رب العالمين أن يصلح أحوالنا ويطيب خاطرنا ويقينا الشرور ، إستفزنى كثيرا تصريحات اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندريه من موقع إنهيار العماره والتى تناقلتها كل وكالات الأنباء والتى جاءت وبالنص إن العقار حدث به إنشطار نصفي رأسي ، وجار التأكد من وجود أي سكان أسفل الانقاض . لافتا إلى أن العقار يستخدم كشقق إيجار خلال موسم الصيف ، وصادر للطابق الأخير به قرار إزالة ، وتم التوجيه فورًا بقطع جميع المرافق عن العقار ” . صح النوم يامعالى المحافظ أى مرافق ستقطعها عن عقار إنهار على رؤوس ساكنيه!!، تلك الأجواء الكارثيه ، وماتبعها من تصريحات لمحافظ الإسكندريه أقل ماتوصف به أنها تصريحات مستفزه لاتحترم عقولنا .
القضيه ليست سقوط عماره فحسب ، القضيه أعمق وأخطر من ذلك بكثير ، القضيه لها علاقه بالفساد الذى عمقه أن أصبحت مدينه عريقه مهدده من أن تمحى من الوجود بسبب الإهمال الجسيم ، وعدم الإنتباه لتحذيرات شرفاء الوطن من المسئولين ، وماحدث يجعلنا نناقش تلك المصيبه بعمق ، ونتحرك تحرك عملى وسريع ، قبل أن تنطفىء المصابيح ، ونبكى على اللبن المسكوب ، ولنتخلى عن هذا الموروث البغيض وفورا والقائم على الإنتفاضه حيال أى كارثه المتبوعه بالإستكانه ، وبات نهجا أننا دائما ما ننتفض عند حدوث كارثه ، ثم مانلبث أن نهدأ ، وتشغلنا الحياه بهمومها ، وصراعاتها ، لكننا هذا المره يتعين أن نصرخ ويتعالى الصراخ ، ويتعاظم فى وجه كل من لم ينتبه للتحذيرات ولايتعامل معها بجديه ، ونقول مايمليه علينا الواجب الوطنى ، ونستىرجع الماضى القريب للعبره وإستلهام الدروس .
مؤلم أن أقول الحقيقه التى تشير إلى أن سقوط تلك العماره ليس نهاية المأساه لكنها بداية الكارثه التى سبق وأن حذر منها أبوالحكم المحلى فى مصر معالى الوزير المهندس محمد عبدالظاهر محافظ الإسكندريه السابق ، وقدم بسببها الإستقاله في مجلس المحافظين ، تلك الإستقاله التى تمسك بها مضحيا بمنصبه فى محاولة منه للتحذير ودق ناقوس الخطر ، وترك المنصب وقلوب كل شرفاء الوطن يعتصرها الألم ليس لترك المنصب وفقط لكن لعدم الإنتباه لخطورة ماحذر به ، حتى تفاقمت المصيبه .
نعم لابد وأن يعترف الجميع كبداية للبحث عن إنقاذ للإسكندريه أنه كان هناك إصرار على إنتهاج سياسة خاطئة تجاه الإسكندرية ، إنطلقت من إصدار قرارات لا تصب في مصلحة المدينة ، ولاتحقق طموحات المواطن السكندري ، تنامت بالسماح بتوصيل المرافق للمباني المخالفه ، وغض الطرف عن تنفيذ القانون علي المخالفين الأمر الذى معه زادت مخالفات المباني ، والتعديات زياده مرعبه ، وباتت الآن تتسبب في كارثه قد تعرض حياة كل أهل الإسكندريه للخطر والأيام بيننا ، خاصة مع أي هزه أرضية ، كما ثبت يقينا أن المخالفات أثرت علي المرافق والمرور ، ودمرت القيمة الحضارية ، والتاريخية المميزة للمدينة العريقة ، وأجهضت كل محاولات النهوض بالإسكندريه ، والحفاظ علي املاكها ، وتحسين خدمات النظافه والصرف الصحي والمرور وتنظيم العمران .
جميعا مدانين ، الصحفيين ، والنواب ، والساسه ، وقبلنا الحكومات السابقه لأننا لم نقود حربا شرسه على الفساد ، وأباطرة المباني المخالفة وحيتان التعدي علي أراضي الدولة بالإسكندريه ، وفساد وسرقات الحديقة الدولية ، إنطلاقا من الصالح العام ، وصالح الوطن ، والحرص على أرواح الناس ، والتمسك بالحق منطلقا فى الحياه ، جنبا إلى جنب مع محافظ الإسكندريه السابق المهندس محمد عبدالظاهر تصديا لخفافيش الظلام من أصحاب المصالح والمعتدين علي أراضي الدولة .
ماالحل ؟ وماذا بعد ؟ تلك أسئله طبيعيه ومنطقيه تبحث عن إجابه بعد طرح الأزمه من كافة جوانبها ، ومراحلها التاريخيه ، وماخلفته من أزمات طاحنه بين محافظ محترم مستقيل ، وأباطرة فساد طالت أعناقهم السماء إيذانا بإنتصارهم ، ولاأتصور أن هذا العهد يمكن له أن يسمح مره أخرى بهذا الفساد ، بل إن نهجه يدفع إلى ترسيخ الحقيقه ، حتى وإن كانت كل المؤشرارت تشير إلى أنه لايستطيع أى أحد وضع أي نهايه لهذه البدايه المؤلمه لتلك الظاهره المرعبه لأن السنين الماضيه ساهمت فى تعقيد المشكله وتضخيمها خاصة بعد توصيل المرافق للعقارات المخالفه ، يبقى أنه أصبح أمامنا أمرين لاثالث لهما سبيلا لتجاوز الأزمه الأول أن نبتهل إلى الله تعالى أن يحفظ أهلنا بالإسكندريه مما هو قادم من مأساه مدمره نتيجه طبيعيه لأى هزه أرضيه في الإسكندريه ، ولا يعلم أحد ماذا سيكون الحال ، ولا من سيكون تحت الأنقاض من السكان ، والجيران ، والماره في الشوارع ، الأمر الثانى لابد من تشكيل فريق عمل على مستوى عالى من الخبراء على أن يتصدر تشكيلها المحافظ المحترم المهندس محمد عبدالظاهر لبحث تلك المصيبه وهذا هو الأمل الوحيد فى تقديرى لتدارك تلك المصيبه ، بغير ذلك ستتعاظم الفاتوره التى سيدفعها الكرام من أهلنا بالإسكندريه . اللهم بلغت .. اللهم فاشهد .