متابعة: رفعت عبد السميع
كلمة السفير أحمد خطابي
الامين العام المساعد ورئيس قطاع الاعلام والاتصال
في الجلسة الافتتاحية لملتقى “دور الإعلام في تطوير السياحة العربية البيئية”
أصحاب المعالي والسعادة
الحضور الكريم.
أتشرف بتمثيل الامانة العامة لجامعة الدول العربية في هذا الملتقى حول الاعلام السياحي بدعوة كريمة من معالي الدكتور بندر بن فهد آل فهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة التي نعتز بدورها الفعال في خدمة السياحة العربية للنهوض بهذا القطاع على امتداد منطقتنا العربية التي شكلت عبر التاريخ فضاء جغرافيا للتفاعل الحضاري والثقافي والتجاري.
ذلكم الفضاء الذي كان موطنا لرحالة كبار أبدعوا، بجانب عطائهم الفكري، في تدوين تجارب مشرقة عن رحلاتهم وأسفارهم وأشهرهم الرحالة المغربي العالمي ابن بطوطة صاحب “تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار” الذي أضحى رمزا للسياحة العربية.
واليوم، في الزمن الرقمي، كم نحن في حاجة لاستغلال وسائل التواصل والتنقل دون كبير عناء لتوطيد الصلات والروابط العميقة القائمة بين بلداننا العربية ذات المؤهلات السياحية والثقافية والتراثية الغنية تمشيا مع اهداف جامعة الدول العربية وهياكلها المعنية وفي المقام الأول مجلس وزراء السياحة العرب.
والثابت، أن الاعلام شكل عاملا أساسيًا في تنويع الأسواق السياحية بعدما كانت بلدان غربية قليلة تحتكر الحركة السياحية خلال خمسينيات القرن الماضي حيث كان عدد السياح لا يتجاوز 50 مليون سائح فيما يناهز عددهم الآن 1.5 مليار سائح في أفق 2 مليار في 2030.
والمؤسف أن تكون المنطقة العربية التي تقدر مساحتها ب 14 مليون كلم مربع وحوالي 400 مليون نسمة غير مسايرة لدينامية الحركة السياحية في العالم، ومازالت مصنفة ضمن أقل المناطق جذبا للسياح بما لا يتجاوز 6,2 في المائة من إجمالي السوق السياحي الدولي.
كما أن السياحة البينية العربية تظل متواضعة لاعتبارات متعددة ترتبط بهشاشة الأوضاع السياسية والأمنية في بعض البلدان العربية، واستمرار العوائق التي تحول دون حرية تنقل الأشخاص، فضلا عن الانعكاسات ذات الصلة بجائحة كوفيد 19 والحرب الروسية -الأوكرانية.
ان التطوير المنشود للسياحة البينية العربية يبقى رهينا بوضع استراتيجيات طموحة وتنافسية تأخذ بالاعتبار أولوية القطاع السياحي بارتباط عضوي مع متطلبات التنمية المستدامة وتخصيص أسعار محفزة تراعي القوة الشرائية للمواطن العربي، وتجويد الخدمات الفندقية، ويبقى من الضروري العمل على إطلاق حملات تسويقية ناجعة للارتقاء بهذا المنتوج السياحي، وذلك بانخراط جميع الاطراف من حكومات ومهنيين وجماعات ترابية ومنتخبين وجمعيات المجتمع المدني ووكالات أسفار ووسائل الاعلام و منصات التواصل الاجتماعي .
ومن هنا، فان هذا الملتقى يعد فرصة جماعية لتكريس الدور المؤثر لوسائل الاعلام في إنجاح المبادرات الداعمة للنهوض بالسياحة البينية التي من شأنها الدفع بحركية الاستثمارات وتنمية الصناعة السياحية وخلق فرص الشغل، وتعزيز النسيج الانتاجي والدفع بمخططات الاستدامة.
ختاما، نجدد الشكر للمنظمة العربية للسياحة وكل من ساهم في تنظيم هذا الملتقى الذي نتطلع أن تشكل توصيات وخلاصات جلساته الحوارية انطلاقة للنهوض بالسياحة البينية عبر تقاسم الخبرات بين كافة الشركاء في القطاعين السياحي والاعلامي والعمل بروح التكامل بينهما لترويج ثقافاتنا وقيمنا وتقاليدنا العريقة.