حديثُ الرّوح “الهدية” …بقلم .امل شاكر
في زحام الحياة يبقى حُضورك هو الأجمل، وسماعِ صوتك هو الأروع ،ومشاركتك المواقف هي سرٌ العلاقات الحقيقية، ويبقي قبل هذا كلّه الدعم النفسيّ الذي يتلقاه كلُّ مِنّا في حياته من الأهل والأصدقاء والأحبة والمقرابين هو الفارق بين إنسانٍ سويّ وآخرغارقٍ في صراعات لا تنتهى .
الدّعمُ النفسيّ يشحن طاقتك لمواجهة العالم بكل صدماته، وأحيانًا يكون السبيل الأول لتحقيق النجاح.
ولكن هل فكرت يومًا أن تكون أنت من يصنع هديته لنفسه؟
هل فكرت يومًا أن تُهادي نفسك بهديّة تجلب لك السعادة كلما رأيتها؟
دعني أشارك تجربتي لهذا العام……
إنه أبريل شهر الزهور والأعياد في حياتي وحياة الكثيرين ممن يشبهون روحي في الطبع أحيانًا وفي الروح غالبًا، وفي أبريل من كل عام أتلقى
التهاني والمباركات بمرور عامٍ من حياتي واستقبالِ عامٍ جديدٍ.
ولكن هذا العام اخترتُ لنفسي هديّتى بنفسي وكانت سجادةُ صلاةٍ صُنِعت بعنايةٍ شديدة وبتصميمٍ رائع. طلبتُ هذه السجدة من أحد المواقع لتكون هديتي في عامي الجديد؛ لأني وجدت أن لقاء الله في السجود والوقوف بين يديّه هو الموعدُ الذي يتكرر بدون مراسم زائفة، بل هو لقاء ينعمُ فيه كلُّ مِنا بالهدوء والسكينة ويخرج منه بالرضا واليقين .
فتخيرتُ سجادتي التي تليق بهذا الموقف الفارق في حياتي .
وطابت لي الحياةُ حين وصلتني يوم ميلادي في يوم التاسع والعشرين من أبريل لتسجل في ذاكرتي حدثًا سعيدًا ومطمئنًا أن اللقاءاتِ القادمةَ برب العالمين سوف تحملُ ليّ البشارات …
وفي حديث خفي بيني وبين روحي رأيت أن الأعياد يُزينها الهدايّا ولكن أطيب هذه الهدايا ما جاء دون عناءٍ ولا تكلفةٍ وعلى ذوق من نُهاديهم
فصنعتُ لنفسي هديّةً كي أشكر الله أن منحنى هذا السلام، ولكن لم تكن هذه هديتي الوحيدة في هذا اليوم ولكن بقيت المعايدات والكلمات الصادقة من قلوب من حولي هي زينة يوم ميلادي؛ كي أبدأ عامًا جديدًا عامرًا بطيب الأثر وسلامة القلب والأمل…
لا تنتظر طويلاً كي تُهادي نفسك هديّة ًتليقُ بك. فأنت تستحقُ أن تختار ما تحب، وتفعل ما تشاء. فالأعياد صُنعِت لك وعمرت بك