بقلم – مدحت محي الدين :
من زمن فات عزيزى القارئ كانت الشوارع خالية من الإزدحام المرورى وتلوث عوادم السيارات ، من زمن فات كان الراديو هو وسيلة التسلية الأساسية بالمنازل والأسرة القادرة ماديا هى فقط التى كان لديها تلفاز ، من زمن فات
عزيزى القارئ كان التلفاز يعرض ثلاث قنوات فقط ، ولم يكن هناك جهاز تحكم عن بعد ” ريموت كنترول ” ، فإذا رغبت بتحويل المحطة
عزيزى القارئ عليك بالنهوض لتدير القرص أو عليك بالضغط على الزر للتحويل ، وكان الإرسال يقطع قبل منتصف الليل أو بعده بقليل .
من زمن فات عزيزى القارئ كانت فسحة الأسرة فى الشهر أو كل عدة أشهر الذهاب إلى المسرح أو دور العرض السينمائى ،
من زمن فات كانت قمة المرح والسعادة للترفيه عن الأسرة هى السفر لقضاء عطلة الصيف فى الإسكندرية .
من زمن فات عزيزى القارئ كانت الأسرة داخل البيت الواحد تتجمع على سفرة أو ” طبلية ” واحدة ، ويتجمعون بالليل ليشاهدوا فيلم السهرة أو مسلسل الساعة الثامنة مساءا ،
لم يكن هناك لا هواتف محمولة ولا أجهزة لاب توب ولا تابلت ولا مواقع تواصل إجتماعى ، فلم يكن هناك ما يلهى الأسرة عن بعضها ولا تفكك أسرى .
من زمن فات عزيزى القارئ كانت الحياة بسيطة بلا تعقيدات ، كان البشر أبسط ، احتياجات الإنسان أبسط ،
حتى الكوابيس فى النوم كانت أكثر راحة وليست غريبة كأفلام الخيال العلمى والفانتازيا ، مع ازدياد التكنولوجيا والتقدم
عزيزى القارئ ازدادت الحياة فى التعقيدات بكل أشكالها ؛ وهنا عزيزى القارئ أطرح سؤالا هاما : ما هو سبب التعقيدات التقدم والتكنولوجيا أم عدم قدرة الإنسان على التعامل مع كل هذه التكنولوجيا ؟؟؟ .