حديثُ الرّوح بقلم.. أمل شاكر
رمضان كريم
الرّاعي الرّسمي لكل جملِ التّهاني واستقبال الشهر الفضيل ، وبيني وبين نفسي أشعرُ أنها السفير الدبلوماسي الذي يستطيعُ فضّ المُشكلات ، أو تبرر المواقف ، وهي المُترجم المُعتمد لمشاعر الحب عند تقديم ما لذ وطاب لضيوفنا ، قاصدين بها الكرم في الأكل والصدقة ونشر التسامح والعفو بين الناس .
نسمعها في الشوارع ، ونقرأها على الشاشات من أول يوم في رمضان ومهما كانت ظروفنا تبقى عزومة رمضان -كما يقول المصريون- أهم حدث خلال السنة يشغلنا ويسيطر على عقولنا ويتحكم في ميزانيتنا، ونحن واثقون أنها سفينتنا لمرضاة الله في هذا الشهر الفضيل . وكلما زاد العدد والضيوف زاد الثواب والأجر
الضّيافةُ في رمضان تحتاجُ إلي روحٍ رحبة ،وسعة صدرٍ، تحتاج ُإلى تجاوزٍ عن طباع الناس الذين نحبهم ونعرفهم ؛ لأن ضيوفُنا في رمضان غير كل الضيوف .
لكن .. هل يحق لي أن أسالك هل أنت ضيفٌ رمضانيُّ روحانيُّ ؟ أم أنت ضيفُ نهش الجوع معدته وجرح العطش صوته ؟ حتى صار لا يطيق حديثًا قبل الإفطار .
الحقيقة أن الكثير من أحلامنا في (عزومة رمضان ) تنحصر في الأكل اللذيذ والشراب المثلج، والبيت المريح ، والونس دون النظر لما وراء ذلك من مشاعر مؤثرة قد تصدر منا دون قصدٍ فتترك ندبة في علاقتنا بالآخرين .
لو كُنتَ ضيفي أو كُنتُ ضيفك في رمضان فلنجعل أرواحنا تتهيأ لاستيعاب اختلاف طباعنا في المأكل والمشرب ، ولنقدم كل جميل من الكلام الذي نحب أن نسمعه والبشاشة التي نحب أن نراها والحنو الذي نفضل أن نشعر به .
الضيف الرمضاني يبقى أثره على مائدة الروح قبل مائدة الطعام فكن ضيفًا استثنائيًا حتى يظل حضورك هو أجمل حديث عنك يدور بيني وبين روحي