كتب – رفعت عبد السميع :
ألقى السفير أحمد رشيد خطاب الأمين المساعد لجامعة الدول العربية كلمة أمام الملتقى الإعلامي العربي وهذا نصها : – ” بسم الله الرحمن الرحيم
معالي السيد فيصل الشبول وزير الاتصال الحكومي
أصحاب المعالي والسعادة
أتشرف بمخاطبة الحضور الكريم بمناسبة انعقاد هذا الملتقي الرفيع المنظم في رحاب المملكة الاردنية الهاشمية بتعاون بين جامعة الدول العربية والهيئة العربية للبث الفضائي،
وذلك تنفيذا للقرار الصادر عن الدورة 52 لمجلس وزراء. الاعلام العرب خلال دورته الاخيرة بالقاهرة.
واسمحوا لي التذكير بأن هذا الملتقى يندرج في سياق الجهود المتواصلة لجامعة الدول العربية لتنفيذ أهداف أجندة الامم المتحدة 2030
والتي كانت في صدارة المنظمات الجهوية التي بادرت منذ 2016 للإنخراط في الإلتزام بها للدفع بمسارات التنمية المستدامة من منطلق الارتباط العضوي للأعلام مع هذه الأهداف.
وفي هذا الإطار، حرصت الجامعة العربية على مصاحبة هذا التحرك بدءا باعتماد مجلس وزراء الاعلام للاستراتيجية الاعلامية العربية، وبإعداد الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة التي اعتمدتها قمة الظهران في 2018
والتي دعت الجهات والمؤسسات العربية الحكومية المعنية للتعاون مع الامانة العامة في هذا الشأن.
كما تعززت هذه المساعي باستحداث مرصد اعلامي عن التنمية المستدامة على موقع الجامعة العربية، واعداد دليل استرشادي شامل للإعلاميين، وخطة تنفيذية لأهداف الخريطة الاعلامية العربية للتنمية المستدامة توخت على الخصوص تطوير الإنتاج البرامجي الإذاعي والتلفزيوني،
وتوظيف الإستخدامات الرقمية وإدراج الإعلام التنموي في المناهج التعليمية، فضلا عن تنظيم حلقات فكرية لتبادل الخبرات التنموية الوطنية.
وتكريسا لهذه الرؤية، ينعقد هذا الملتقى لبحث أنجع السياسات التواصلية التي تسهم في تحقيق متطلبات الأهداف الإنمائية من قبيل محاربة الفقر والاقصاء، وضمان الأمن الغذائي، وتجويد المنظومة الصحية، والتغيرات المناخية، وترشيد الاستهلاك.
وهنا، أود التأكيد على الحاجة لإعطاء مزيد من الاهتمام بالتنمية المستدامة في الجامعات والمعاهد المتخصصة.
كما أدعو لإعتماد إعلام تنموي للقرب يشمل أوسع الشرائح المجتمعية وخاصة في الوسط القروي، إعلام قادر على تعبئة وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة والإلكترونية مشيدا بإطلاق مبادرة عربية لحماية الطفل العربي من المحتوى الاعلامي غير اللائق.
وإننا نتطلع ليكون هذا الملتقى منطلقا لإطلاق فضاء منتظم للحوار بين جميع الشركاء من حكومات ومجالس واتحادات مهنية، ومجتمع مدني، وخبراء لوضع أشكال متقدمة من التعاون الاعلامي
بما في ذلك توطيد أسس الحكامة والعدالة الاجتماعية ومقاربة النوع، وتجويد النظم التعليمية والتحفيز على الإبتكار،
وبناء القدرات الإنتاجية بما يسهم في تحقيق مزيد من المكاسب التنموية دون المساس بمستقبل الأجيال الصاعدة تمشيا مع محددات التنمية المستدامة.
وأخذا بعين الاعتبار مؤشرات مسارات التنمية على مختلف المستويات، فإن البشرية ستحتاج الى ضعف حاجياتها الراهنة في أفق 2050.
وقد يكون الوضع أشد تعقيدا في المنطقة العربية اذ من المتوقع، بحسب التقديرات الأممية، بفعل الضغط الديموغرافي أن يبلغ عدد سكانها حوالي 686 مليون نسمة في منتصف هذه الألفية مما سيفاقم مظاهر الهشاشة الإجتماعية ومعوقات الإقلاع التنموي.
وختامًا، لي اليقين ان توصيات هذا الملتقي المنعقد في رحاب المملكة الاردنية الهاشمية التي تمتلك تجربة وطنية جديرة بالإهتمام في ميدان التنمية المستدامة،
ستحظى بمتابعة حثيثة من الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب على طريق إضفاء دينامية جديدة على البعد الإعلامي والتواصلي للتنمية المستدامة
وتسريع وتيرة تنفيذ اهدافها بشكل استشرافي طموح سعيا وراء كسب الرهانات التنموية الكبرى للعالم العربي .. والسلام عليكم ورحمة الله “