بقلم اد السيد حسن عِشره
أستاذ وقاية النبات –مركز البحوث الزراعية
الهرمونات النباتية
هي مواد طبيعية ينتجها النبات بكميات أو تركيزات قليلة أو ضئيلة جداً في خلايا محددة وتنتقل إلى أماكن أخرى من النبات لتحدث تأثيرها فى أجزاء النبات
تستعمل الهرمونات في غالبية دول العالم في المزارع النباتية لعدة أغراض أهمها زيادة الإنتاج عن طريق كثرة الثمار او زيادة حجمها كذلك الأسراع فى عملية النضج مما يسمح بإنتاج محاصيل في بداية الموسم وهو الوقت التي تكون فيه الأسعار مرتفعة
أنواع الهرمونات النباتية :-
1 – الأوكسينات وهى منشطة للنمو
2 – الجبريلينات وهى منشطة للنمو
3 – الستيوكينينات وهى منشطة للنمو
4 – الإثيلين (هرمون لإسراع النضج) ومولدات الإثيلين مثل الإثريل (إثيفون).
5 – حمض الأبسيسك وهو مثبط للنمو.
الهرمونات التى يتم إنتاجها داخل أنسجة النبات هرمونات أمنة نظرا لأنه عند رشها يتم تكسيرها داخل أنسجة النبات ومن أمثلتها الجبريلينات والستيوكينيات (مثل بزيل أدينين والزياتين) والإيثيلين وإندول حمض الخليك IAA.
أما الهرمونات المصنعة والتى ليس لها وجود فى أنسجة النبات فتعتبرغير أمنة عند إستعمالها ومن أمثلتها 2,4-D ، نفثالين حامض الخليك (NAA) والكولتار ، الألار، حمض إندول بروبيونيك IPA. وعند إستعمال هرمون إندول بيوتريك أسيد (IBA) بغرض تكوين الجذور على عقل الأشجار أو فى مجال زراعة الأنسجة بغرض الإكثار فإنه يعتبر هرمونا أمنا حيث أنه يستعمل على أجزاء لاتؤكل.
أهم إستعمال للهرمونات :-
- نفثالين حمض الخليك (NAA) يستخدم رشا على أشجار التفاح بعد الإزهار بغرض خف الثمار وعند إستعماله قبل الجمع يكون بغرض تقليل تساقط ماقبل الجمع.
- يستخدم الجبريلين (500 ppm) مع الكمر البارد بغرض كسر سكون بذور الخوخ صنف “نيماجارد” ويستعمل بتركيزات منخفضة (10 – 100 ppm) حسب النوع والصنف بغرض زيادة عقد وحجم ثمار أشجار الفاكهة ومحصولها.
- الجبرلين يستخدم على أشجار الفاكهة حيث يؤدى إلى إستطالة الخلايا وهو من الهرمونات الأمنة ويحدث تأثيره بثلاثة أشكال :-
أ – يزيد الجبريلين قابلية أعضاء الشجرة لجذب العناصر الغذائية ممايزيد من نمو أنسجة الشجرة.
ب – يزيد من تخليق إندول حمض الخليك الذى يعتبر منشطا لنمو أنسجة الشجرة.
ج – يسرع من تخليق أنزيمات التحلل المائى مثل الأميليز فى الخلايا المسئولة عن تنشيط النمو.
أهم إستخدامات الجبريلين :-
- كسر سكون بذور (براعم) الفاكهة متساقطة الأوراق وهذا يزيد من نسبة الإنبات والإسراع من نمو البادرات وتحسين قوة نموها.
- زيادة نمو الشتلات والأشجار المثمرة كما يحدث فى زيادة نمو شتلات التفاح صنف ” أنا ” والمشمش صنف ” كانينو “.
- تعديل النسبة الجنسية فى بعض أشجار الفاكهة والخوخ.
- الحصول على ثمار بكرية (اللابذرية) فمثلا يمكن الحصول من الجوافة والباباظ والجريب فروت والبرقوق والمشمش والكريز والتين على ثمار لابذرية وكذلك بعض أصناف العنب البذرية بتحويلها إلى لابذرية.
- المساعدة على خروج براعم الفاكهة المتساقطة من السكون.
- خف الثمار بتقليل عدد الأزهار الناتجة وتقليل تساقط ثمار الفاكهة وزيادة المحصول فقد وجد أن إستعمال الجبريلين بتركيز (20 – 100 ppm) بعد العقد (حسب النوع والصنف) يؤدى إلى تقليل تساقط ثمار التفاح وزيادة المحصول وكذلك فى حالة الكمثرى والكاكى.
- تحسين حجم حبات عنقود العنب وزيادة الإستطالة فى أصناف العنب غير البذرية.
- زيادة فترة تخزين الثمار على الأشجار وتأخير تلوينها فرش الليمون والبرتقال قبل الجمع بالجبريلين يؤدى إلى تأخير الجمع وتأخير تلوين الثمار ممايزيد من فترة تسويقها.
- إطالة فترة تخزين الثمار بعد الجمع.
◘ تأخير تساقط الثمار والنضج برش NAA على التفاح.
◘ كسر سكون براعم الفاكهة متساقطة الأوراق مثل إستعمال الدورمكس (سنياميد الهيدروجين) بتركيز 1 – 5 % منفردا أو مخلوطا بالزيت المعدنى بتركيز 2 – 3 %.
◘ يستخدم الإيثيلين بأمان فى إنضاج معظم محاصيل الفاكهة مثل إستعماله فى إنضاج الموز والكاكى.
المشاكل والحلول
إذا لم يتم التقيد بالتركيزات وطرق الإضافة فإن هناك تأثيرًا ضارًا سيحدث للنبات المعامل وللشخص الذي يستخدمها .
ينتشر الاعتقاد بين عامة الناس حول خطر تناول محاصيل الخضروات المزروعة داخل الصوب كالخيار والطماطم والفلفل لاستعمال الكثير من أصحابها هرمونات نباتية كمنظمات للنمو فيها، لكن يؤكد الكثير من العلماء أن هذة المواد المستعملة في الزراعة المحمية وغيرها مثل الجبريلينات ذات التأثير الهرموني التي تكونها النباتات نفسها ليس لها تأثيرات ضارة على جسم الانسان عند استعمال مقادير صغيرة منها في الزراعة لأنها تتحلل إلى عناصرها الأولية داخل النباتات خلال 4-6 أسابيع من استعمالها فلا ينتقل تأثيرها إليه ،وهذا يعني ضرورة استعمال تركيز منخفض منها والتبكير في. استعمالها في الزراعة المحمية -أي قبل وقت كاف- من جني ثمار الخضراوات فيها
وتجدر الإشارة إلى الاتجاه العالمي نحو تحرير التجارة الدولية والذي يجسد في اتفاقية الجات ومنظمة التجارة العالمية والعولمة، ويعني ذلك فتح الأسواق المحلية في الوطن العربي أمام المنافسة الحرة فيما يتعلق بجودة المنتجات الزراعية وأسعارها وخلوها من الملوثات الهرمونية والكيمياوية؛ مما يفرض ترشيد استخدام منظمات النمو وتفعيل دور منظمة الأغذية والزراعة في ضبط الإتجار بها؛ إذْ ثمة قوى خفية تدفعها مصالحها الخاصة وحرصها على الربح السريع إلى الإتجار بها سرّاً وتسريبها إلى البلدان النامية تحت أسماء وعلامات تجارية زائفة وملفقة؛ متعمدة عدم ذكر تركيب منتجاتها التجارية ودرجة سميتها واسم بلد المنشأ والشركة المصدرة وغيرها من البيانات المهمة التي ينبغي أن تشملها وثائق التصدير والاستيراد. ولابدّ من وضع استراتيجية متكاملة تحت المراقبة الشديدة من قبل حكومات الدول النامية؛ وإيقاف التنافس المحموم بين الشركات على ترويج منتجاتها في هذه البلدان ومنع استعمالها بتركيزات مرتفعة رشّاً على النباتات أو مدخلة في تركيب الأسمدة الورقية والأرضية المستعملة، مما يؤدي إلى الإضرار بالبيئة. وتسّوغ هذه الشركات دوافعها إلى أن العالم الثالث الجائع بحاجة ماسة إليها في معركته ضدّ المجاعة وزيادة السكان.
ولحماية المستهلك من الآثار المتبقية للهرمونات لابدّ من القيام بعمليات تحليل لها ومراقبة آثارها في المحاصيل الزراعية سواء المستخدمة غذاءً للإنسان أم أعلافاً حيوانية، وذلك في أثناء نضجها، وضرورة التأكد من مدى أمانها، وأن تشدد الرقابة الحكومية على إنتاجها وتداولها والحدّ من استعمالها والإتجار بها، وأن يقتصر ترخيص بيعها على الجهات المختصة في وزارات الزراعة والاقتصاد والتموين والصحة، وأن توقع عقوبات صارمة على المخالفين، إذْ إن غياب الضوابط يؤدي إلى سوء استعمالها.
اللهم احفظ مصر من كل مكروه وسوء
مع خالص تحياتى