بقلم الدكتوره رانيا عمار
الباحث بقسم آفات الخضر
معهد بحوث وقاية النباتات
الفلفل الرومى كمحصول تصديرى
الفلفل الحلو أو الفلفل الرومي (الاسم العلمي: Capsicum annuum) هو مجموعة أصناف تتبع نوع الفليفلة الحولية من الفصيلة الباذنجانية. ويسمى أيضاً في بعض الدول العربية بـ “حبحر بارد”، ويأتي على ألوان الأخضر والأصفر والأحمر والبرتقالي وهو من محاصيل الخضر التسويقية والتصديرية الهامة حيث أن الصادرات الزراعية الطازجة تمثل 52% من إجمالي قدرة مصر التصديرية للمنتجات الزراعية سنويا، يتم تصدير ما يقرب من 25 ألف طن فلفل إلى جميع دول العالم ويتميز عن كل من محصولى الطماطم والبطاطس بارتفاع القيمة الغذائية له لاحتوائه على فيتامين C الذى يحتاجه الجسم خاصة فى موسم الشتاء لمقاومة أمراض البرد والانفلونزا
يعرفه البعض بأنه الفلفل الرومي أو الفلفل الأخضر أو الفلفل حلو المذاق أو غير الحار، وفي كل الأحوال فهو من الخضراوات التي وردت حديثاً نسبياً إلى دول العالم القديم، حيث لم يعرفه القدماء حتى عام 1493 حينما تم استيراده من المكسيك إلى إسبانيا. ومنها انتشر إلى شمال أفريقيا وأنحاء أوروبا وآسيا. واليوم تعد الصين هي أكبر منتجة له في العالم، ثم تأتي بعدها المكسيك وإندونيسيا هو ينمو بأحجام وألوان متعددة منها الأخضر والأحمر والأصفر والبرتقالي والأبيض. ويأكل سكان أميركا اللاتينية كل أجزاء ثمار الفلفل، وإن كان البعض لا يستسيغ طعم البذور والعنق الأخضر لمرارتهما.
ويحتاج الفلفل إلى تربة دافئة، وينمو في درجات حرارة ما بين 21 و29 مئوية تكون رطبة ولكنها غير مشبعة بالماء وجيدة التهوية. وهو نبات حساس ضد حرارة الطقس الشديدة وضد التربة سيئة الصرف.
الغريب أن الفلفل اكتسب اسمه بالخطأ من الأوروبيين الذين كانوا يعرفون ويقدرون الفلفل الأسود، وهو من أهم التوابل التي كانت ترد إلى أوروبا عن طريق الهند. وكان الأوروبيون يطلقون الاسم على أنواع أخرى من التوابل لها الطعم الحريف. وعندما أحضر كريستوفر كولومبوس نبات الفلفل الأخضر معه من المكسيك أطلق عليه الأوروبيون اسم الفلفل؛ نظراً لطعمه الحريف. ومن ناحية علم النبات يعتبر الفلفل من أنواع الفاكهة، ولكنه في عرف عالم الطبخ الحديث يدخل ضمن الخضراوات. وفي موطنه الأصلي، المكسيك، يعرف الفلفل باسم «تشيلي».
وهو الوحيد بين أنواع الفلفل الأخضر الأخرى الذي لا يحتوي على مادة كيماوية اسمها «كابساسين» تكسبه الطعم الحريف الذي يلهب الفم عند تناوله. ويختفي الجين المسبب لهذا الطعم من الفلفل الرومي. وتنتج المكسيك أنواعاً من هذا الفلفل حريفة الطعم بإضافة الجين الناقص بينما تفضل دول أوروبا النوع غير الحريف.
ويعمم اسم الفلفل الرومي على كل أنواع الفلفل بغض النظر عن لونها. ويتم إطلاق اسم الفلفل المقرون بلونه لكي تنقسم أنواعه إلى فلفل أخضر وفلفل أحمر وهكذا. وتتعدد الألفاظ التي تطلقها الدول المختلفة على الفلفل مثل «بابريكا» في هولندا، و«بيبروني» في إيطاليا، و«بيفرون» في فرنسا، و«بيمينتو» في إسبانيا والبرتغال.
وأثناء نمو ثمار الفلفل يكون لونها الموحد هو اللون الأخضر، ثم تتغير الألوان عند النضج إلى الأحمر أو الأصفر أو البرتقالي. وهناك أنواع نادرة لها ألوان مغايرة مثل الأبيض والبني ولون اللافندر والبنفسجي. ويختلف طعم كل لون من الفلفل عن اللون الآخر، وأحلاها طعما هو اللون الأحمر ثم الأصفر ثم الأخضر. كما أن الطعم يتحسن بترك الثمار لكي تنضج تحت الشمس على سيقان النبات بدلاً من حصادها مبكرا وتركها في التخزين فترة تنضج خلالها.
وللفلفل الكثير من المزايا الغذائية، حيث إنه مضاد للأكسدة، وغني بفيتامين «ج»، ويحتوي الفلفل الأحمر خاصة على مادة الكاروتين وبنسبة تسعة أضعاف أنواع الفلفل الأخرى، وضعف فيتامين «ج» بالمقارنة بالفلفل الأخضر. وتحتوي كل مائة غرام من الفلفل الرومي على 20 سعراً حرارياً ونحو خمسة غرامات من الألياف وغرامين من السكر ونسبة هامشية من الدهون والبروتينات، ومجموعة كبيرة من الفيتامينات والأملاح. وأهم الأملاح التي يحتوي عليها الفلفل كل من الكالسيوم والماغنيسيوم والفوسفور والبوتاسيوم مع نسب أقل من المنغنيز والصوديوم والحديد والزنك.
وينتج العالم تقريبا
نحو 26 مليون طن من الفلفل سنوياً، وتعد الصين هي أكبر دول العالم إنتاجاً له بمحصول يبلغ حجمه 14 مليون طن، تليها المكسيك بحجم إنتاج يصل إلى 1.7 مليون طن ثم إندونيسيا بإنتاج حجمه 1.1 مليون طن. وتأتي بعد إندونيسيا كل من تركيا وإسبانيا والولايات المتحدة على التوالي. وبين أكبر عشر دول منتجة للفلفل الرومي في العالم تأتي مصر في المركز الثامن بحجم إنتاج يبلغ 475 ألف طن سنويا. وأمريكا الجنوبية هى الموطن الأساسى ( الأصلى ) للفلفل حيث وجد على الحالة البرية بأنواعه المختلفة وانتقل بعد ذلك إلى الهند والمناطق الحارة والإستوائية فى كل قارات العالم كجزر الهند الشرقية والصين وأسبانيا واليونان وأفريقيا حيث يجفف وينعم ويستعمل كبديل للشطة وكفاتح للشهية بجانب الطعام.
يصاب الفلفل بالعديد من الآفات حشرية التى تؤثر على نوعية وكمية المحصول ومن أهم هذه الآفات:
الذبابة البيضاء
الاسم العلمي: Bemisia tabaci
مظهر الإصابة والضرر: تقوم الحشرات الكاملة والحوريات بإمتصاص العصارة النباتية من السطح السفلى للأوراق وتسبب ظهور بقع صفراء على السطح العلوى الأوراق ثم تصفر الورقة بالكامل وعند شدة الإصابة تؤدي إلى تجعد الأوراق ثم ذبولها وإصفرار النبات وضعفه مما يؤدى الى تقزم النبات وتفضل الحشرة الرطوبة العالية وتقوم بإفراز ندوة عسلية مما يؤدي الى تغطية الأسطح العليا والسفلى من الأوراق بهذه الإفرازات التى تساعد على نمو فطر العفن الأسود من جنس Aspergillus الذى يسبب العفن الهبابى، ثم تغطى أوراق النبات بالأتربة مما يؤدي الى فشل الأوراق فى القيام بعملية البناء الضوئى نتيجة سد الثغور التنفسية. كما أنها تقول بننقل بعض الأمراض الفيروسية.
المكافحة :
إستخدام أصناف مقاومة أو متحملة للإصابة. زراعة شتلات خالية من الإصابة بالذبابة البيضاء.التخلص من الحشائش والنباتات المصابة بالأمراض الفيروسية الموجودة في الحقل وحرقها . إستخدام المصائد الصفراء اللاصقة. تشجيع زيادة الأعداء الحيوية لحشرة الذبابة البيضاء. تتم المكافحة عند تعداد 2 حشرات كاملة على الورقة وعند ظهور أعداد كبيرة من الحوريات والحشرات الكاملة يمكن استخدام أحد المبيدات الحشرية الموصى بها طبقا لتوصيات لجنة مبيدات الآفات الزراعية.
المن:
الأسم العلمى: Aphis gosspyii & Myzus persica
مظهر الإصابة والضرر تتغذى أفراد المن على عصارة الأوراق مسببة إصفرار الأوراق وجفافها وتجعد الأوراق والقمم النامية وسقوطها فى النهاية وكذلك ظهور بقع صفراء على الأوراق ثم ذبولها مما يؤدى إلى تشوة النباتات وخاصة القمم النامية والأوراق الصغيرة كما أنه يقوم بإفراز ندوة عسلية تؤدي الى تغطية الأسطح العليا والسفلى من الأوراق بهذه الافرازات وينمو عليها فطر العفن الأسود من جنس Aspergillus مما يسبب العفن الهبابى، ويؤدى إلى تغطية أوراق النبات بالأتربة مما يؤدي الى ضعف النبات نتيجة فشل الأوراق فى القيام بعملية البناء الضوئى. ويقوم أيضا بنقل بعض الأمراض الفيروسية وإنتشارها مثل تبرقش أوراق الخيار أو موزيك الخيار Cucumber mosaic virus.
المكافحة :
أختيار أصناف تتميز بمقاومتها أو تحملها للإصابة. زراعة الشتلات تحت صوب بلاستيكية في بيوت محمية مغطاه بشباك بلاستيكية (50 – 64 ثقب) لتجنب الإصابة المبكرة. خلو الشتلات من الإصابة بحشرة المن. إزالة الحشائش وحرقها مباشرة. إزالة النباتات المتقزمة والمصابة بالفيروس وحرقها. عدم الإفراط فى إستخدام السماد الأزوتى والعضوية. وضع مصايد صفراء لاصقة. تشجيع زيادة الأعداء الحيوية والمكافحة الحيوية. تتم المكافحة عند ظهور 1-2 فرد للورقة. تتم المعاملة رشًا بأحد المبيدات الحشرية الموصى بها والمعتمدة طبقا لتوصيات لجنة مبيدات الآفات الزراعية مع تغطية النباتات كاملة بمحلول الرش.
الحفار (كلب البحر)
الاسم العلمي: Gryllotalpa gryllotalpa L أعراض الإصابة والضرر تصاب نباتات الفلفل بالحوريات والحشرات الكاملة للحفار وذلك في المشتل أو بعد نقلها إلى الأرض المستديمة وتشاهد الأنفاق المرتفعة عن سطح التربة والمتعرجة بعد رى الأرض. وتقوم الحشرات الكاملة والحوريات بقرض النباتات تحت سطح التربة مما يؤدى الى ذبول النباتات وموتها وهى متصلة بالارض. وكذلك يمكن للحشرة ان تحدث ثقوبا أو انفاقا في ثمار الفلفل القربية والملامسة للتربة الرطبة مما يسبب تعفنها.
المكافحة:
حرث الأرض قبل زراعتها بعمق جيدا للتخلص من أطوار الآفات الموجودة فى التربة. جمع و حرق بقايا المحصول وتقليبها وتشميسها. التخلص من الحشائش خاصة العليق. إتباع دورة زراعية مع عدم زراعة الفلفل بعد محاصيل درنية. عدم زيادة التسميد العضوى. استخدام الطعوم السامة: في حالة الإصابة الشديدة يستخدم الطعم السام حول النباتات حيث تروى الأرض في الصباح ثم يوضع الطعم السام بين الخطوط عند الغروب. ويتم وضع الطعم السام بجوار الجور ويستخدم تكبيش حيث تستخدم بمعدل موصى به من المبيدات الموصى بها والمعتمدة طبقا لتوصيات لجنة مبيدات الآفات الزراعية + 25 كجم جريش ذرة + 2/1 كجم عسل أسود للفدان وتخلط جيدا وتترك لتتخمر ثم توضع بجوار النباتات عند الغروب أو سرسبة في بطن الخط.
الدودة القارضة:
الاسم العلمى :Agrotis ipsilon تقرض اليرقات سيقان النباتات فوق سطح التربة مباشرة وقد يكون القرض كليا فتقع النباتات على سطح التربة أو جزئيا فتميل النباتات على التربة وتؤدى الإصابة الى غياب بعض الجور والحاجة إلى الترقيع مما يؤدى الى عدم نضج المحصول فى وقت واحد وقلة الكثافة النباتية بالحقل وتكون الإصابة فى بؤر وفجائية.
المكافحة:
الاهتمام بالعمليات الزراعية مثل الحرث والعزيق والتزحيف إزالة الحشائش وتعريض الأرض للشمس. الإعتدال في التسميد العضوي وكذلك التسميد الأزوتى. إتباع دورة زراعية وعدم زراعته بعد محاصيل درنية وجمع اليرقات السوداء المقوسة والعذارى من التربة يدويا وحرقها. في حالة الإصابة الشديدة يستخدم الطعم السام حول النباتات ويتكون الطعم السام من أحد المبيدات الحشرية الموصى بها طبقا لتوصيات لجنة مبيدات الآفات الزراعية مع 25 ك للفدان ردة ناعمة ويخلط مع 1 : 1.5 كجم عسل أسود مع خلطه بالماء وتركه للتخمرعدة ساعات ويتم وضع الطعم السام تكبيش بجوار الجور وذلك عند الغروب.
تربس القطن أو البصل:
الاسم العلمى: Thrips tabaci
مظهر الإصابة والضرر وجود تجعد فى الأوراق تنحني حوافها لأعلى ووجود بقع فضية على السطح السفلي للأوراق نتيجة لتغذية الحشرات الكاملة والحوريات حيث تخدش وتمتص العصارة النباتية ويمتلى الفراغ بفقاقيع هواء تعكس الضوء وتعطي الشكل الفضي للأوراق. وعند تغذية التربس على الثمار وتسبب وجود بقع فضية تتحول إلى لون بني وتجف مما يؤدي الى تشوه الثمار وخفض قيمتها التسويقية.
المكافحة :
الإهتمام بالعمليات الزراعية. التخلص من الحشائش والعناية بعمليات الصرف والتسميد الجيد. تجنب زراعة الفلفل بعد البصل أو الثوم لتجنب الإصابة بالتربس الأهتمام بالرى يقضى على أطوار الحشرة الساكن بالتربة. وضع مصائد لاصقة زرقاء او صفراء. تتم المكافحة عند وصول التعداد 8 -12 فرد/ نبات يتم الرش بأستخدام أحد المبيدات الحشرية الموصى بها طبقا لتوصيات لجنة مبيدات الآفات الزراعية
دودة ورق القطن:
الاسم العلمي: Spodoptera littoralis مظهر الإصابة والضرر تتغذى اليرقات حديثة الفقس على بشرة الورقة حول مكان اللطعة وتتسع حتى تعم سطح الورقة وتظهرالورقة رقيقة شفافة ثم تجف وأيضاً تحدث بها ثقوب بالاضافة الى البراعم والأزهار والعقد الصغير وتصنع اليرقة أنفاق داخل الثمار وتكون فوهة النفق غير منتظمة وتتواجد اليرقات التامة النمو أسفل النباتات وتتسلق اليرقة النبات فى المساء.
المكافحة:
التخلص من الحشائش والعناية بخدمة الارض جيدا حيث أن الحرث الجيد يؤدى الى قتل العذارى واليرقات الموجودة بالتربة ويعرضها للأعداءالحيوية. الأعتدال فى التسميد الازوتى والرى. عدم الزراعة بجوار قطن أوبرسيم مع وضع جير حى على الجسور الفاصلة وملء قنوات الرى المجاورة بالماء مضاف إليه الكيروسين. يضاف 12 لتر سولار أو كيروسين للفدان مع ماء الرى لقتل اليرقات أو العذارى الموجودة بالتربة. جمع اللطع باليد واليرقات والثمار المصابة وأعدامها. أستخدام مصائد الفرمونات الجنسية لخفض التعداد. أستخدام أحد المبيدات الحشرية الموصى بها طبقا لتوصيات لجنة مبيدات الآفات الزراعية فى حالة الإصابة الشديدة.
دودة ثمار الطماطم ( دودة اللوز الأمريكية ) :
الاسم العلمي: Helicoverpa armigera مظهر الإصابة والضرر تهاجم اليرقات الأوراق وأعضاء التكاثر في البراعم والأزهار وتصيب أيضاً الثمار وذلك بوجود ثقوب دائرية ويظهر مقدم جسم اليرقة داخل الثمرة وباقى جسمها خارجها مع وجود براز على الثقوب الدائرية يؤدى الى تعفن الثمار وتلفها.
المكافـــــــــحة :
التخلص من الحشائش وحرقها جمع الثمار المصابة وإعدامها بما فيها من يرقات . أستخدام مصائد الفرمونات الجنسية. أستخدام أحد المبيدات الحشرية الموصى بها طبقا لتوصيات لجنة مبيدات الآفات الزراعية فى حالة الإصابة الشديدة. أهم الآفات الأكاروسية التي تصيب الفلفل.