الكاتب الصحفى
النائب محمود الشاذلى
من ينقذ الشعب من براثن الابتزاز
الوطن فى حالة إستنفار عام مسئولين ومواطنين ، جميعا يدا واحده إستشعارا لخطر فيرس كورونا ، الآن بدأ الناس ينتبهون لخطورة الوضع الراهن فنفضوا عن كاهلهم الرحرحه ، وتخلوا عن اللامبالاه ، هذا ماألمسه ، وأستشعره ، وأتعايشه ، وبإذن الله ستعبر مصرنا الحبيبه هذه المحنه بسلام ، بفضل الله ثم جهد المخلصين من أبناء شعبنا العظيم مسئولين ومواطنين .
تلك قناعتى إنطلاقا من حس وطنى صادق صدق اليقين بالحق ، ورغبه صادقه فى إنقاذ كل أبناء الوطن الغالى المصاب منهم والمخالط ، وكذلك الحفاظ على مقدرات الوطن وإقتصاده ، بل أتصور أن من لم يكن لديه هذا الشعور الوطنى ويقدم العون بإخلاص ، ويضع نفسه فى هذه المرحله الدقيقه من عمر الوطن تحت تصرف الجميع خادما ، ومعينا ، ومساعدا ، فإنه يتعين عليه أن يراجع نفسه ويضبط إيقاعها لأن وطنيته لن تكون على المحك وفقط بل إنها ستكون محل نظر يتساوى فى ذلك المسئولين والمواطنين على حد سواء .
تحيه من القلب واجبه ومستحقه لكل جهد يبذله مسئول ، وكل عطاء يقدمه مواطن للتصدى لهذا الوباء سواء كان عطاءا فرديا ، أو جماعيا منظما لمساعدة المصابين ، والمخالطين ، وأسرهم والتيسير عليهم فى محنتهم ، وتقديم كافة أوجه العون والمساعده لهم تطوعا ، وعن طيب خاطر على مدى 24 ساعه ، بالتعاون مع الجهاز التنفيذى ، والأطقم الطبيه ، والتمريض ، وتذليل كافة العقبات التى تواجههم فى مسيرة العلاج .
يقينا .. رسخت لدى تلك القرارات التى إتخذها الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء إرتياحا كبيرا ، ومثلت فى ضميرى مصداقيه شديده لإدراكى أنها جميعها تصب فى صالح كل أبناء شعبنا العظيم لذا كان إنتقادى الشديد لمن تهاونوا وتعاملوا معها بإستهتار ولامبالاه إلا أن تعليمات رئيس الوزراء بشأن تسعيرة العلاج من الكورونا بالمستشفيات الخاصة أصابتنى بصدمه عنيفه تلك التعليمات التى تم التأكيد عليها عبر خطاب موجه من الدكتور محمد عبد الوهاب رئيس قطاع مكتب وزيرة الصحة إلي الدكتورة نهال الشاعر رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص الطبية عن تحديد تسعيرة العلاج باليوم للمرضى بداخلها بعد موافقة الدكتوره هاله زايد وزيرة الصحه والذى تصل تكلفة العزل بالرعاية المركزة بها شاملة جهاز تنفس صناعي إلى عشرة آلاف جنيها فى اليوم الواحد ، ولاأعرف أى تعليمات تلك التى أكد الخطاب على صدورها من رئيس الوزراء تتضمن سحق المريض المصرى سحقا .
نحن فى ظروف مأساويه لانعيشها وحدنا كمواطنين لكن معنا كل البهوات من أطباء المستشفيات الخاصه وأصحابها تستلزم حتمية الإصطفاف ، والمساعده ، والعون ، وليس المتاجره ، والإبتزاز تحت مظلة وزارة الصحه وقرارها الكارثى الذى سيتسبب فى أن تصب اللعنات صبا من كل أبناء الشعب المصرى على تلك المستشفيات والقائمين عليها ، لذا أتصور مجتهدا أن من أعد هذا القرار وأقنع الوزيرة به أراد لأبناء الشعب أن يصلوا إلى تلك المرحله الكارثيه التى ستصل ذروتها من اللعنات عندما يفقدون أعز الناس إليهم لأنهم ليس لديهم الأموال التى ينفقونها عليهم فى تلك المستشفيات .
لأن الشعب المصرى عظيم يتعين أن يكون المسئولين على نفس القدر من العظمه لذا تعجبت كثيرا وطويلا من هذا القرار العار ، والتصرفات التى هى والخطيئه صنوان ، فكيف يصدر مثل هذا القرار فى ظل معاناه إقتصاديه بالغة القسوه يعيشها الناس جميعا والتى كان يتعين معها على الحكومه أن تدرك ذلك ولاتشارك فى جريمة متاجرة أصحاب المستشفيات بأوجاع وأمراض الناس ، تحت رعاية وزارة الصحه ، لذا ويتعين أيضا عادة النظر فى هذا القرار الذى يتسم بالإجرام ، ويرسخ رسميا فى تعميق نهج إبتزاز المواطنين الأمر الذى لاشك فيه سيترك أثرا سيئا فى النفوس ، وسيعمق الطبقيه ، وسيجعل كل الشعب يحتقر تلك المستشفيات التى تاجرت بآلامه ، وكل من ساهم بذلك من المسئولين ، فيتبدد حلم الإصطفاف ، والتناغم ، والوحده التى ننشدها بين كل فئات الشعب .
رغم أننى لست من أنصار نظرية المؤامره إلا أننى وبوضوح شديد وطبقا لكل المعطيات أشك كثيرا فى أن خلف صدور هذا القرار الكارثى جماعات ضغط لهم مصالح ومستفيدين بشكل مباشر قد يكون منهم مساهمين فى تلك المستشفيات الخاصه بأسهم هم ، أو أولادهم ، أو أقاربهم ، أو جميعا مجتمعين لذا أطالب بأن تقوم الأجهزه الرقابيه بواجبها الوطنى من خلال فحص كل من له علاقه بهذا القرار بديوان عام الوزاره وخارجها ليس إتهاما لأحد لكن إبراء للذمه ، وكذلك أقاربهم حتى الدرجه الرابعه ، وأصهارهم ، للتأكد من أنهم وأقاربهم ليسوا مساهمين فى مستشفيات خاصه . والذى يدعم تلك النظره عندى البروتوكول الجديد الكارثى لوزارة الصحه فى التعاطى مع مصابى الكورونا الذى يمنع وبشكل ملتوى وأحيانا مباشر علاج المواطنين عن طريق الحجز بالمستشفيات الحكوميه ، أو مستشفيات العزل وجعل العزل المنزلى أساس اللهم إلا فى حالة تكون فيها حالة المريض حرجه ، والتوقف عن حصر المخالطين ، والدفع فى إتجاه عدم إخضاع القادمين من الخارج للعزل ، الأمر الذى يعنى أن يذهب المرضى الى المستشفيات الخاصه كرها عنهم ورغم أنوفهم وهذا يمثل قمة الاجرام .
أثق فى نزاهة رئيس الحكومه الدكتور مصطفى مدبولى بل أعتبر جائحة فيرس الكورونا أحد منطلقات إكتشاف عطائه ، وحسن إدارته للأزمات ، والتى تجلت فيما إتخذه من قرارات وإجراءات .. أثق فى الأجهزه ثقة المواطن المحب لبلده ، والموقن بأنها تضم شرفاء الوطن ، لذا فهم حائط صد حقيقى للشعب ضد أى إجرام ، أو إبتزاز يمارسه أى أحد فى حق المواطن المصرى .. أثق فى أن ماطرحته سيكون محل دراسه منهم ، ومراجعه ، وتدقيق ، لأن منطلقاته الحرص على هذا الوطن الغالى ، والتمسك بالسلم الإجتماعى الذى من أبرز مكوناته عدم شعور المواطن بالقهر الذى لاشك سيخلفه هذا الإبتزاز وهو فى قمة ضعفه متمنيا أن أطرح بشرى لكل الأهل والأحباب أنه تم تصويب هذا الخلل الجسيم من خلال تقارير رسميه وقرارات رادعه تعمل على تصويب هذا الخلل تناغما مع معاناة المواطن .