ألقى وزير خارجية سلطنة عٌمان در بن حمد البوسعيدي كلمة هامة بمناسبة مرور خمسين عامًا من العلاقات الدبلوماسية المصرية العمانيةهذا نصها :
حضورنا الكريم
حين احتفت بلادنا الحبيبة سلطنة عٌمان بزيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في يوم الإثنين السابع والعشرين من يونيو 2022م كانت التاريخ يغرد في فضاء واسع وثري من العلاقات الممتدة بين حضارتين عظيمتين.
حضارة “مجان” العٌمانية وحضارة وادي النيل المصري، يتحدث التاريخ بلغة الاخوة، حضارة مجان العمانية وحضارة وادي النيل المصرية.
يتحدث التاريخ بلغة الأخوة التي يفوح من أركانها شذى اللبان العمانية وأبخرته المتصاعدة في معابد حضارة وادي النيل، كذلك في العلاقات بيننا لا يمكن أن تكون إلا حيث ينبغي أن تكون،
حيث يليق بحضارتين شامختين منذ الأزل. لابد أن تكونا في الصدارة والجدارة.
نعم ظلت هذه العلاقة مصانة بين هذين القطرين المباركين، مصر التي باركها الله في كتابه على لسان نبيه يوسف “ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين”،
وبين قول رسول الله في عمان وفي أهلها: “ولو أن أهلَ عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك”. تلك المكانة التي طبعت علاقاتنا كانت،
كما نلمح بين والحديث هو الأمن والتحضر والرقي. كذلك، ستبقى علاقاتنا تستمد من الحضارة روحها ومن الأخوة عروتها ومن العروبة هويتها.
ذلك ما آمنا به في سلطنة عمان وسنبقى إن شاء الله مؤمنين به وبمصر،
كما قال جلالة السلطان قابوس – طيب الله ثراه – “لقد ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر كانت عنصر الأساس في بناء الكيان والصف العربي، ولم تتوان يومًا ما في التضحية من أجله والدفاع عن قضايا العرب والإسلام وإنها لجديرة بكل تقدير”.
واليوم ونحن نحتفي بمرور خمسين عامًا من العلاقات الدبلوماسية، نحتفي بتلك الروح التي تقاسمناها وعشناها معًا، ومسيرتنا التي بصمت الحكمة بختمها تمضي نحو المستقبل، بثبات وإرادة وعزم، وقيادة سياسية واعية، ومدركة لمفردات الحضارة وقواسم العلاقة العمانية المصرية الراسخة.
نسأل المولى جلت قدرته أن يحف بلدينا وشعبينا الشقيقين بمزيد من الترابط والتآلف والتراحم والتعاضد، وأن تعم هذه الروح الطيبة سائر علاقات التعارف والصداقة بين الأمم.