ألقي سامح شكري وزير الخارجية كلمة هامة بمناسبة الذكرى الخمسين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين مصر وسلطنة عمان هذا نصها :
الإخوة والأخوات، السيدات والسادة الحضور.
يطيب لي أن أتوجه لكم بحديثي هذا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عمان الشقيقة وجمهورية مصر العربية. أننا نحتفل اليوم بعلاقات اتسمت على مدار تاريخها وعلى مختلف مستوياتها الرسمية والشعبية بخصوصية وتميز واضحين،
حيث سادت فيها روح المودة والتعاون والتقارب في الرؤى، وتقديم ضرورات حفظ أمن وإستقرار المنطقة ودعم قدرات شعوبها
والإلتزام الصادق من كلا البلدين بأمن واستقرار الآخر وبقيم الأخوة والعروبة، وعلى النحو الذي جعلها بصدق نموذجًا يحتذى به للعلاقات الدبلوماسية المستقرة والمثمرة.
لقد مرت هذه العلاقات بمحطات عديدة تأكدت خلالها هذه المعاني على نحو واضح لا لبس فيه. فلازلنا نذكر بكل تقدير واعتزاز ما أبدته السلطنة وجلالة السلطان الراحل قابوس بن سعيد رحمه الله من تمسك بالعلاقات الدبلوماسية القائمة بين البلدين،
ورفض شجاع للتماشي مع دعوات إنطلقت لمقاطعة مصر في مرحلة من المراحل.
كما يمكن أن نلمس قوة العلاقات والحرص المتبادل على التنسيق عالي المستوى من خلال متابعة وتيرة الزيارات المتبادلة بين القادة، وآخرها زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطنة في شهر يونيو 2022، ولقائه بأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق، وما أحاط بها من ود وتفاهم أخوي ملموس.
لقد جسدت هذه الزيارة وما دار بها من بحث وتداول معمق حول الموضوعات الإقليمية والثنائية وما شهدته من توقيع على عدد كبير من مذكرات التفاهم، تقارب رؤى قيادتي البلدين وحرصهما الواضح على دعم العلاقات وتعميق التعاون المشترك في مختلف المجالات.
ولايمكن الحديث عن خصوصية العلاقة وتميزها، دون التطرق إلى وجود جالية مصرية متميزة تحظى برعاية نقدرها من السلطات العمانية.
وتلعب في الوقت ذاته دورًا حيويًا وملموسًا كجسر حضاري بين البلدين وروابط ويبقة بين الشعبين الشقيقين.
السيدات والسادة
إن انطلاق الإحتفالية بمرور خمسين عامًا على العلاقات الدبلوماسية لهو شاهد جديد على احتفاء البلدين واعتزازهما بما يجمعهما من روح الأخوة.
كما أننا أيضًا نعتبرها فرصة للتأكيد على الاعتزام المشترك على تطوير العلاقات القائمة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية، وغيرها من المجالات،
لنأخذ تلك العلاقات إلى آفاق أرحب، وعلى نحو يدعم قاطرة التنمية والتقدم التي يقودها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مصر، وجلالة السلطان هيثم بن طارق في سلطنة عمان الشقيقة.
أجدد التهنئة للجميع بهذه المناسبة الطيبة.
وتقبلوا تحياتي ومودتي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته